«الحليفة» قرية في حائل تستفيق على وقع حادثة سير.. بطلتها سيدة

الجهات الأمنية بدأت التحقيق.. ولا إصابات عدا تلفيات في المركبتين

TT

استفاقت محافظة الحليفة، إحدى قرى منطقة حائل (شمال المملكة) على وقع حادثة مرورية، كانت البطلة فيها سيدة سعودية كانت تقود سيارة من نوع «بيك أب» على أحد الطرق السريعة، ولم تخلف الحادثة إصابات بالغة. حادثة السير تلك وانتشار نبأ الحادثة كانا ذا طابع سريع الانتشار، لندرة مثل هذه الإشكاليات على الطرق في البلاد، ولكون أحد أطرافها سيدة، في بلد تمنع فيه المرأة من قيادة السيارة. وغالبا ما يتم تسجيل مثل هذه الحالات في المناطق الريفية أو الصحراوية، حيث اعتاد بعض السعوديات على قيادة مركبات في المناطق الريفية، التي في الغالب ما يكون للمرأة فيها دور، إما متابعة الإبل والماشية، وعملها جنبا إلى جنب مع الرجل، وفي حالات أخرى تكون فيها المرأة هي التي تقوم بدور الرجل، وهذا الحديث إما عن أرامل أو مطلقات.

الجهات الأمنية بدورها، قامت بمباشرة حادثة السير التي لم تخلف إصابات بشرية، ولم تتجاوز الإصابات التي خلفتها الحادثة سوى تلفيات في المركبتين.

ولم تكن حادثة السير التي استفاقت على وقعها قرية الحليفة الأولى من نوعها، بل كانت الحالة الرابعة التي تكون سيدة طرفا فيها، حيث تعرضت مسنة لإصابات متفرقة بعد اصطدامها في شاحنة كبيرة عام 2007، لتكون الحادثة الأولى من نوعها، التي لاقت اهتماما سريعا من وسائل الإعلام المحلية.

وكان شهر يوليو (تموز) 2008 شاهدا على وفاة مسنة في نهاية عقدها السادس في حادثة سير أثناء قيادتها السيارة بالقرب من قرية الشملي (200 كيلو غرب حائل)، بعد أن تعرضت لحادثة تصادم، كان الطرف الثاني فيها شابا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.

وفي الشهر ذاته، لقيت شابة في عقدها الثاني مصرعها بعد ارتطام مركبة كان تقودها على أحد الطرق الشهيرة في قلب العاصمة السعودية الرياض، بعد أن استقلت سيارة شقيقها، وكان الخبر محل اهتمام وسائل إعلام محلية وعالمية في آن واحد.

ويلاحظ في السعودية تنامي قيام سيدات بقيادة سيارات، وهذا الحديث عن المناطق الريفية والصحراوية، التي تحتضن بعضا من البدو الرحل، الذين لا تمنع أعرافهم عمل المرأة، جنبا إلى جنب مع الرجل في رعي الأغنام والمواشي، والتنقل في مركبات تصل بعضها إلى مستويات أكبر من مركبات النقل الصغيرة، حيث تشهد المناطق الريفية تلك، قيادة بعض من السيدات، مركبات نقل ثقيل (صهاريج مياه) خاصة بالمواشي. وتقوم بعض النساء، من اللاتي يعانين ظروفا أسرية خاصة، أو من الأسر التي لا يعولها رجال، إلى قيادة السيارة، لقضاء احتياجات ومستلزمات الأسرة.

وقامت الجهات المختصة بمنطقة حائل العام الماضي، بمنع 15 سيدة قروية، تتجاوز أعمارهن العقد الرابع من قيادة سيارات ذويهن، وتعهد أولياء البعض منهن بعدم ارتكاب ما تراه بعض الجهات تجاوزا للنظام.