بلدي جدة: ارتفاع «جنوني» للأسعار في المتنزهات الخاصة على الكورنيش

دعا الأمانة إلى التدخل السريع.. وتلقى شكاوى بارتفاعات وصلت إلى 200%

أطفال في مدينة ألعاب بأحد منتزهات جدة («الشرق الأوسط»)
TT

حذر المجلس البلدي في جدة من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في المتنزهات الخاصة على كورنيش جدة خلال أيام عيد الفطر المبارك، وطالب أمانة المحافظة بتشديد الرقابة على جميع أماكن الترفيه ووقف حالات الاستغلال التي يمارسها البعض مع تفعيل دور الجهات الرقابية الأخرى المتمثلة في وزارة التجارة وهيئة السياحة والغرفة التجارية الصناعية.

وطالب حسين بن علوي باعقيل رئيس المجلس بتشكيل لجنة ثلاثية من (الأمانة - هيئة السياحة - الدفاع المدني) لتشديد الرقابة على المتنزهات والتأكد من سلامة الألعاب فيها في ظل الازدحام الكبير أيام العيد، خشية حدوث أي مكروه، وأشار إلى أن الكثيرين يشكون من ارتفاع الأسعار بنسبة 200 في المائة خلال أيام عيد الفطر المبارك في المتنزهات الخاصة المنتشرة على شواطئ عروس البحر الأحمر وداخل بعض الأحياء، حيث يستغل البعض قلة المتنزهات العامة الجاذبة التي يمكن أن تكون بديلا للبسطاء الذين ينتظرون بهجة العيد لكن يمنعهم ضيق اليد من الذهاب إلى هذه المتنزهات المكلفة جدا في خدماتها. وأضاف «لا يتوقف الأمر على ارتفاع ألعاب الأطفال إلى الضعف.. بل تزيد أيضا المأكولات والمشروبات بشكل مبالغ فيه، علاوة على أن أماكن إقامة العائلات في المتنزهات مثل الشاليهات والكبائن تشهد أيضا ارتفاعا في الأسعار، فسعر الكابينة يتضاعف بشكل خيالي، حيث يعتبر البعض أن استثمارهم الحقيقي يكون في المناسبات وأيام الأعياد وخصوصا عيد الفطر المبارك الذي يعتبر متنفسا للأبناء قبل بداية العام الدراسي الجديد». ولفت عضو المجلس البلدي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة بسام أخضر إلى أهمية وجود رقابة صارمة لضبط الأسعار، خصوصا خلال فترة العيد، التي تتجه غالبية الأسر خلالها لتمضية الإجازة بها، وشدد على ضرورة أن تقوم الهيئة العامة للسياحة بوضع تسعيرة محددة للمتنزهات الخاصة بحيث لا يمكن تجاوزها، مع تفعيل الجهات الرقابية في أمانة جدة بشكل كبير في مثل هذه المناسبات، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة وخصوصا وزارة التجارة والغرفة التجارية الصناعية، حيث تطبيق جزاءات رادعة ومتدرجة على المستغلين تبدأ من الغرامة المالية وتصل إلى حد الإغلاق.

وأرجع أخضر نزوح سكان جدة إلى المتنزهات الخاصة إلى عدم وجود الحدائق والمتنزهات العامة المؤهلة التي تشرف عليها أمانة المحافظة ويفترض أن تكون متنفسا لسكان الأحياء، وهو الأمر الذي يضطر الجميع إلى البحث عن الترفيه في أماكن يديرها القطاع الخاص ويتعرض في أحيان كثيرة إلى الاستغلال نتيجة ارتفاع الأسعار الجنوني خلال الأعياد.. فالبعض يراها فرصة مناسبة لتحقيق الربح السريع وتعويض فترة الركود التي شهدتها تلك الأماكن خلال شهر رمضان المبارك.

وعبر أخضر عن تفاؤله بأن يتبنى الأمين الجديد الدكتور هاني أبو راس خطة شاملة لتطوير وتأهيل حدائق العروس، إضافة إلى تحقيق حلم سكان هذه المدينة المتمثل في إنشاء متنزه وطني وغابة سفاري ضخمة ذات مواصفات عالمية تحقق تطلعات الجميع، علاوة على إنشاء حدائق للشباب وللأسرة وحدائق للأطفال وحدائق للترفيه العام، مؤكدا ثقته في قدرة أبو راس على تبني هذه القضية المهمة ووضعها ضمن أولويات المشاريع خلال الفترة المقبلة.

وفي حين تعذر الحصول على تعليق أو رد من مسؤولي أمانة جدة على الرغم من محاولات متكررة لم تجب فيها هواتفهم، يؤكد المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي أن اللوم في قضية ارتفاع أسعار المتنزهات الخاصة ينبغي أن يوجه للجهات التي لم تستطع على مدار السنوات الماضية تأهيل وتطوير حدائق جدة بشكل يلبي رغبات المواطنين، حيث تحولت الكثير من هذه الحدائق إلى أماكن لاستقبال المخلفات والنفايات، وبعضها إلى مشاريع سكنية وأسواق تجارية وطال الإهمال أغلبها وباتت تفتقد إلى أقل الخدمات المتمثلة في أماكن الترفيه والحمامات العامة وأماكن جلوس للعائلات.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن أغلب الحدائق الموجودة في الوقت الحالي صغيرة أو تم استقطاع جزء منها، إضافة إلى أنها توجد في مناطق غير مناسبة، بسبب طمع بعض أصحاب المخططات ورغبتهم في استثمار الأرض في مشاريع تدر عليهم الأموال، وأيضا لقلة رقابة الجهات المعنية.. وشدد على أهمية وجود رقابة صارمة على المتنزهات الخاصة في أيام العيد وطوال شهور العام حتى لا يقع الناس ضحية الاستغلال والتلاعب بالأسعار.

يشار إلى أن مصادر عاملة في قطاع الأسواق توقعت الأسبوع الماضي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تحتضن نحو 200 صالة مغلقة ومنشأة ترفيهية في جدة ما يربو على مليون زائر خلال أيام العيد، معتبرة أنها فرصة لتعويض بعض التراجع في الأرباح الذي نجم عن تزامن رمضان مع الإجازة.

وأوضح الدكتور أسامة غزاوي، المستثمر في المشاريع السياحية، أن «صيف هذا العام لم يحقق إيرادات جيدة للمدن الترفيهية، على الرغم من أن الإجازة ثلاثة شهور، لكن فعليا هي شهر واحد فقط، لدخولها مع شهر رمضان المبارك، مما أثر على المدن الترفيهية في عملياتها التشغيلية، وبالتالي تعذر التعاقد مع الفرق الترفيهية نظرا لارتفاع تكاليفها ومصاريفها، مما دفع بالمستثمرين إلى إلغائها». متوقعا أن تستقبل جدة أكثر من مليون زائر خلال فترة إجازة العيد. وبين غزاوي أن «شهر رمضان كان فرصة لعمل الصيانة الدورية للمدن الترفيهية تحت إشراف الدفاع المدني، للمحافظة على وسائل السلامة والأمان في كل المواقع».

من جهته، أكد حامد الخطيب، المستثمر في القطاع السياحي، أن «العيد ينعش الحركة الترفيهية والسياحية، سواء في المدن الترفيهية أو المراكز التجارية، إضافة إلى الشاليهات والمنتجعات في أبحر، التي تشهد انتعاشا كبيرا». مشيرا إلى أن جدة، بحكم موقعها ومكانتها السياحية، تشهد حركة نشطة، مما يجعل رجال الأعمال والمستثمرين يسعون إلى تنمية وتطوير المشاريع السياحية الحالية أو المستقبلية.