سجون جدة لـ«الشرق الأوسط»: زيارات مفتوحة لإشعار السجناء بفرحة العيد

يشاركهم فيها الضباط والأفراد العاملون بها

الأنشطة الرياضية أحد الأمور المهمة التي تحرص إدارة السجون على حث السجناء على ممارستها يوميا. (تصوير: غازي مهدي)
TT

في محاولة لإخراج السجناء من عزلتهم وظروفهم القاسية خلف قضبان السجون، أكد مسؤول رفيع في السجون السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن برنامجا خاصا تم تطبيقه في السجون السعودية خلال أيام العيد ما بين الترفيه والزيارات وخلافه.

وأوضح اللواء عبد الرحمن الغامدي، مدير إدارة سجون جدة، أن الفعاليات التي شهدتها السجون خلال أيام عيد الفطر تعود لشعب السجون نفسها، لا سيما أنها عادة ما تكون بمجهود فردي من قبل مديري الأقسام بالسجون.

وفيما يتعلق بالأجواء التي يعيشها النزلاء أول أيام عيد الفطر، ذكر أن ذلك اليوم شهد زيارات ذوي المساجين في ظل فتح أوقات الزيارة طيلة اليوم، خاصة الفترة الصباحية بالكامل، إلى جانب قيام الضباط بزيارة لكافة السجناء وتوزيع الحلوى عليهم وتهنئتهم، لافتا إلى أن مظاهر العيد تتجلى في وجود أهالي النزلاء معهم على مدار اليوم.

وأضاف: «عادة ما يتم تحضير إفطار جماعي في أول أيام العيد، يكون مختلفا تماما عما يتم تقديمه للسجناء من طعام خلال الأيام العادية من قبل المتعهد، حيث إن مائدة الإفطار تضم أشهر الأطباق المتعارف على تناولها خلال أيام عيد الفطر»، مشيرا إلى أن الضباط يشاركون النزلاء أيضا تناول وجبة الإفطار والمكوث معهم منذ تأدية صلاة المشهد حتى نهاية اليوم.

ومثل ما يقوم به المجتمع من تجهيزات قبل دخول عيد الفطر المبارك من شراء ملابس جديدة وغيرها، فإن السجناء أيضا يتسلمون كسوة العيد من قبل القائمين عليهم في السجون، ضمن محاولات من الجهات المعنية لإضفاء أجواء مختلفة وإظهار مظاهر العيد المعتادة من فرح وبهجة وتجديد.

وهنا علق مدير إدارة سجون جدة قائلا: «إن كسوة السجناء لا تقتصر فقط على مواسم الأعياد، وإنما تكون مستمرة طيلة العام من خلال إدارتي الإرشاد والتوجيه والشؤون الدينية، وذلك بعد زيارة النزلاء وتحديد احتياجاتهم وما ينقصهم ليتم تأمينه لهم».

وكان النقيب عبد الله العزاز، مدير الشؤون العامة في المديرية العامة للسجون والمتحدث الرسمي بها، قد كشف لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن بلوغ عدد النزلاء الذين تم العفو عنهم، منذ عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في السعودية إلى المملكة، بعد رحلته العلاجية، حتى الثلاثاء الموافق 7 أغسطس (آب)، ما يقارب 25 ألف نزيل، من بينهم نحو 1500 شملهم العفو الرمضاني لهذا العام.

وأوضح آنذاك أن عدد النزلاء الذين شملهم عفو المكرمة السنوية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بلغ منذ بداية شهر رمضان المبارك نحو 1500 نزيل.

واستطرد في القول: «شهد العام الحالي عفوين عن النزلاء، كان أولهما بمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في السعودية إلى المملكة، الذي شمل أعدادا كبيرة، إلى جانب المكرمة السنوية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال شهر رمضان المبارك».

وعادة ما يعمد السجناء إلى استخدام مواهبهم المدفونة خلال أيام عيد الفطر فيما بينهم، فقط كي يتناسوا وضعهم الذي يعيشونه، مما يجعل من ذلك متنفسا آخر يعبرون به عما يجول في مخيلاتهم من خلال كتابة الشعر أو القصص والتي من الطبيعي أن تمتلئ بكم هائل من الحزن الذي يتماشى مع أجوائهم.

وهذا ما علق عليه مدير إدارة سجون جدة بالقول: «ثمة الكثير من السجناء يمتلكون مواهب متعددة تتضمن كتابة الشعر وإلقائه أو القصص وأساليب سردها، الأمر الذي من شأنه أن يتيح فرصة لتحويل أيام العيد إلى ملتقيات منذ بدايته حتى اليوم السادس منه».

وبالعودة إلى المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للسجون، فقد أفاد بأن زيارة النزلاء خلال أيام عيد الفطر مفتوحة، مشيرا إلى أن المديرية العامة للسجون تحرص على أن يعيش السجناء فرحة العيد داخل السجن.

وقال في تصريح لـ «الشرق الأوسط»: «تشهد السجون بشكل عام العديد من الفعاليات التي تتناسب مع فرحة عيد الفطر، من ضمنها تقديم وجبات مختلفة عن تلك التي تقدم في الأيام العادية».

وأبان أن المسؤولين في سجون المناطق يعملون على زيارة العنابر لتهنئة النزلاء بعيد الفطر، وذلك من خلال تقديم الحلوى، عدا عن وجود عدد كبير من الدعاة المتعاونين التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والذين يحرصون على الالتقاء بالسجناء ومشاركتهم أجواء عيد الفطر.

يشار إلى أن النقيب عبد الله بن سليمان العزاز كان قد ذكر بأن اللجنة المسؤولة عن العفو تعمل بشكل دائم ومستمر لاستكمال إجراءات قرارات العفو، من منطلق الحرص على قضاء النزلاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك مع عائلاتهم وذويهم، إلى جانب المتابعة الشخصية من قبل مدير عام السجون لعملية العفو وسيرها بشكل عام.