تحرك لحصر المصابين بالزهايمر في السعودية.. ودعوة الأسر للتعاون والكشف عن الحالات

في ظل غياب الإحصائيات الدقيقة بسبب «الخوف» و«الخجل»

TT

كشف مصدر مسؤول في الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر بالرياض عن بداية عمل إحصائية حقيقية لعدد المصابين بالزهايمر في السعودية وذلك بالتعاون مع جميع المستشفيات لإحصاء عدد المصابين، في حين أرجع مسؤولون في جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر بمنطقة مكة المكرمة التأخير في وجود إحصائية واضحة إلى عدم تعاون الأسر في الكشف عن وجود حالات زهايمر بسبب الخجل والخوف.

وأوضحت سوسن الحميد مديرة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر بالرياض لـ«الشرق الأوسط» أن الجمعية تعمل الآن على دراسات وإحصائيات صحيحة من واقع المصابين بالمرض، وقالت إن الإحصائيات المتوفرة لدينا الآن هي من واقع التعداد السكاني حيث تصل نسبة المصابين بالزهايمر من عمر 65 إلى 85 عاما إلى نسبة 40 في المائة، ومن عمر 85 وما فوق تصل نسبة المصابين بالزهايمر إلى 50 في المائة.

من جهته أوضح فهد الوهابي، نائب رئيس اللجنة العلمية في الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر، أن الجمعية بصدد العمل على هذه الدراسة الضخمة، وأن هناك تقديرات فقط بعدد المصابين، معيدا ذلك إلى أن الاهتمام بمرض الزهايمر جاء في وقت متأخر.

وقال إن عمر الجمعية السعودية هو سنة واحدة فقط ولا يوجد شيء عملي ملموس للآن، وقال «نحن ما زلنا في مرحلة الإعداد وإجراء البحوث للوصول لعدد المصابين ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، وما نقوم به الآن هو المحاضرات التوعوية للتعريف بالمرض».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عن قيام الجمعية بعدد من الاتفاقيات مع المستشفيات الرئيسية في الرياض لإحصاء عدد المصابين والتعاون معها لعمل مؤتمرات تعرف بالمرض وكيفية التعامل معه. مشيرا إلى قيام الجمعية بعمل مشروع الرعاية المنزلية بمرضى الزهايمر وفق شروط معينة حيث تتم زيارتهم وتجهيز الأدوات اللازمة للرعاية بهم في المنزل.

يأتي ذلك في الوقت الذي تطلق فيه جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية بمنطقة مكة المكرمة، التي تعد أول جمعية بالسعودية لمرض الزهايمر، سلسلة من الفعاليات والبرامج في المركز الطبي الدولي يوم الثلاثاء الثاني عشر من شوال الحالي وذلك ضمن الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للزهايمر الذي يوافق 21 سبتمبر (أيلول) من كل عام.

وهنا أوضحت نسرين الإدريسي، الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى الزهايمر، لـ«الشرق الأوسط»، «أننا بصدد التحضير لهذه المناسبة للتعريف بالمرض، وذلك بمشاركة أخصائيين وأخصائيات الزهايمر، ومشاركة العديد من الأخصائيين النفسيين، كما ستتناول هذه الندوات التثقيفية آخر مستجدات المرض وستقوم إحدى السيدات بعرض تجربتها في العناية بأحد أقربائها من المصابين بالزهايمر».

وأكدت الإدريسي أن الجمعية تسعى لتوفير الرعاية الكاملة لمرضى الزهايمر، كما تعمل من خلال برامجها وفعالياتها المختلفة لتحقيق جملة من الأهداف في مقدمتها تثقيف وتدريب عائلات المصابين بالزهايمر وتقديم المشورة اللازمة، إضافة للتوعية بحقوق مرضى الزهايمر وسبل حمايتهم، ومساعدة المصابين به وتأمين الأدوية والأجهزة المساندة لهم، فضلا عن عمل الدراسات والأبحاث والإحصاءات المتعلقة بمرض الزهايمر.

وكشفت عن سعي الجمعية لتأثيث مقر وناد ومركز صحي لمرضى الزهايمر، مؤكدة أن الجمعية تعمل على تعزيز قدرات المصابين بالزهايمر في المراحل الأولى لتأخير المرض.

وحول عدم وجود إحصائية للمصابين بالزهايمر في السعودية قالت الإدريسي إنه وللأسف لا يوجد لدينا إحصائيات أكيدة وذلك بسبب رفض المجتمع الاعتراف بوجود مثل هذه الحالات باعتبار أن ذلك أمر مخجل ويسيء لسمعة الأسرة وقالت «نحن الآن بصدد التعاون مع المستشفيات لإحصاء عدد المصابين».

من جهته أوضح الدكتور عبد الله فدعق، رئيس مجلس إدارة الجمعية «أن جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر ستنظم ندوة تثقيفية طبية بمشاركة عدد من الاستشاريين والمتخصصين في المجال السلوكي والاجتماعي والأسري إضافة لتخصصي المخ والأعصاب، إضافة إلى تنظيم محاضرة علمية حول السلوك القويم في المنزل، ومسرحية اجتماعية تناقش البر بكبار السن، وعرض لتجارب ناجحة لمرضى الزهايمر وذلك على مسرح الكواكب بجدة».

وأضاف فدعق أن متطوعي الجمعية سيقومون بتوزيع مطويات تعريفية وتوعوية بالمرض وطرق الوقاية منه والعوامل المساعدة في تأخيره وذلك في مناطق التجمعات، مبينا أن الجمعية تهدف من هذه الفعاليات والبرامج إلى التعريف بكيفية العناية بمرضى الزهايمر وتوعية أسرهم والمجتمع بالتعامل معهم.