السعودية تنهي تشييد أول منفذ حدودي مع سلطنة عمان في غضون أشهر

وزير النقل لـ«الشرق الأوسط»: سأزور المنفذ ميدانيا خلال أيام

وزير النقل السعودي د. جبارة الصريصري («الشرق الأوسط»)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن وزيرا سعوديا سيقف خلال الأيام القليلة المقبلة، على رأس وفد رفيع ينتمي لوزارة النقل في السعودية، على موقع تنوي المملكة أن تفتتحه خلال الأشهر القليلة المقبلة، ليكون أول منفذ حدودي بري يربط المملكة بسلطنة عمان، التي كان بلوغها يستدعي دخول الأراضي الإماراتية، لعدم وجود منفذ مباشر لها مع المملكة. وكشف الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل السعودي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن نيته خلال أيام، بلوغ موقع المنفذ البري الذي تعتزم بلاده أن تفتتحه قريبا ليربطها بسلطنة عمان، في أعقاب ترسية المناقصة الخاصة بإنشاء الطريق بالمواصفات التي تشترطها بلاده فيما يتعلق بالطرق السريعة، على إحدى المؤسسات السعودية الخاصة، العاملة في إنشاء الطرق، للاطلاع على آخر الإنجازات التي بلغتها أعمال الطريق الدولي، الذي أكد الوزير الصريصري أنه كان نتاجا لتطابق أفكار قيادتي البلدين، التي من شأنها أن تسهم في تطوير علاقة الشعبين السعودي والعماني في وقت واحد، وستسهم طبقا لرؤى وزير النقل الدكتور الصريصري في تنامي وزيادة التبادل التجاري بين الدولتين.

ولم يحدد الوزير السعودي موعدا لافتتاح المنفذ الحدودي البري الذي يربط السعودية بعمان، لكنه أكد على إنجاز أكثر من 390 كيلومترا من الطريق البري، الذي لم يتبق منه سوى 190 كيلومترا، وأكد أيضا أن إنشاءه سيتم عبر إحدى الشركات المحلية لإنجازه.

وقال الوزير الصريصري الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «نحن أنجزنا أكثر من نصف الطريق الذي يبلغ قرابة الـ580 كيلومترا، وما تبقى منه سيتم إنجازه خلال فترة قريبة، عقب ترسية مشروع إنجاز الطريق البري على أي من الشركات المحلية التي ستتقدم للمنافسة على المشروع». وكان المنفذ الحدودي وليدا لاجتماعات مشتركة احتضنتها العاصمة الرياض أواخر عام 2006، جمعت مسؤولين من السعودية وسلطنة عمان، عبر لجنة مشتركة، في إطار اتفاقية حدودية دولية موقعة ما بين السعودية وعمان. وأدار دفة تلك الاجتماعات آنذاك الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، ووزير الداخلية العماني سعود البوسعيدي رئيس الوفد العماني.

ويغني المنفذ الحدودي البري السعودي - العماني، الذي يتفرع من (طريق خريص - البطحاء) وسط صحراء الربع الخالي السعودية، ويتصل بمنفذ (رملة خيلة) العماني، مواطني البلدين عن المرور بالإمارات العربية المتحدة، وبالتالي بلوغ سلطنة عمان، على اعتبار أن الإمارات الدولة الخليجية الوحيدة التي ترتبط بعمان بمنفذ حدودي بري.

وتتحكم سلطنة عمان من جهة الشمال في مضيق هرمز الذي يعتبر مدخلا للخليج العربي، وتتمتع بموقع جغرافي مهم، نظرا لموقعها في أقصى جنوب شرقي الجزيرة العربية، وتطل على كل من خليج عمان وبحر العرب المتصل بالمحيط الهندي، وتعد الممر المائي الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي، وهو ما يعطيها أهمية بالغة، تعزز التوجه السعودي الرامي للارتباط معها بمنفذ حدودي بري، لتسهيل تبادل التجارة ما بين البلدين، وتنامي حجم الصادرات والواردات بين السعودية وسلطنة عمان.

وكان الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل السعودي قد أكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، سعي الوزارة جاهدة لإنجاز المشاريع التي بدأت في تنفيذها، والمشاريع التي ستدخل حيز التنفيذ، وفق الأطر الزمنية والمواعيد التي حددت في عقود تنفيذ المشاريع. وأعطى وزير النقل وعودا قاطعة بتنفيذ جميع المشاريع المعتمدة في ميزانية الوزارة للعام الحالي وفق إطارها الزمني، ووفق مواصفات عالية اشترطتها العقود المبرمة مع الشركات والمؤسسات المنفذة.