التربية والتعليم: غربلة المناهج الدراسية لمواكبة التطور.. وآراء مؤلفيها الخاصة لا تعنينا

لمحت من بعيد في بيان لها إلى عالم دين سعودي اقترح فصل الرجال عن النساء في الحرم المكي

TT

أعطت وزارة التربية والتعليم لنفسها الحق في إيجاد سبل لتغيير المناهج الدراسية، أو إخضاعها لجوانب تطويرية، تواكب التطور الذي يشهده العالم بأسره.

ومن هذا المنطلق، وجد المتحدث بلسان وزارة التربية والتعليم مخرجا لخطوة لجأت لها الوزارة مؤخرا، انصبت على ذكر أسماء من عملوا على تأليف بعض من المقررات الدراسية، باعتبار تلك الخطوة حقا أدبيا لهم، لا سيما في هذا التوقيت، الذي يشهد ولادة مراحل تطويرية عدة، شملت عددا من المناهج الدراسية لبعض المراحل الدراسية.

وزارة التربية لمحت في بيان لها، أمس، إلى رجل دين سعودي سبق أن اقترح فصل النساء عن الرجال في الحرم المكي الشريف، باعتباره اختلاطا يتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، حيث حاولت الوزارة التخفيف من مشاركة رجل الدين السعودي يوسف الأحمد في تأليف مقرر الفقه في إحدى السنوات الدراسية في المرحلة الابتدائية.

ووجدت وزارة التربية والتعليم، طبقا لما جاء على لسان محمد الدخيني، المتحدث الرسمي بلسانها، لنفسها الحق كاملا في تسليط الضوء على من ينتجون المقررات الدراسية، التي كانت مثار جدل خلال السنوات القليلة الماضية، أدى ذاك الجدل لضرورة النظر لتلك المقررات بعين التغيير، الذي تمحور حول عدد من الاجتهادات، دينية كانت أو فكرية.

الدخيني أكد مضي وزارة التربية والتعليم في التوسع بتعميم المقررات الدراسية الجديدة، التي شملت «الرياضيات، والعلوم الطبيعية في الصفوف الدراسية؛ الثاني الابتدائي والخامس الابتدائي، والثاني المتوسط والأول الثانوي»، في خطى تسبق الدخول في تعميم التوسع المنبثق من تطبيق مشروع تطويري شامل على المناهج التعليمية الأساسية في كامل مقرراتها، التي اعتمدت في مراحل التجريب الأولى، التي شملت 40 مدرسة للبنين والبنات في مناطق ومحافظات البلاد، وسيتم تطبيقها في المرحلة الأولى خلال هذا العام في الصفوف «الأول الابتدائي والرابع الابتدائي والصف الأول المتوسط»، في حين سيشمل العام التالي التوسع في الصفوف «الثاني الابتدائي والخامس الابتدائي، والصف الثاني المتوسط»، ليكتمل في المرحلة الثالثة في الصفوف «الثالث الابتدائي والسادس الابتدائي والثالث المتوسط»، حتى يأتي تطبيق مشروع نظام المقررات في المرحلة الثانوية في عدد من المدارس.

وقال الدخيني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن من حق الطالب في المراحل المذكورة أن يتعرف على من قام بتأليف المناهج الدراسية التي يخضع لدراستها، حتى إن طرأ على تلك المقررات أي نوع من التغيير أو التحديث. ولم تجر العادة في المراحل الدراسية أن يتم ذكر أسماء من عملوا على تأليف الكتب والمناهج الدراسية، أما في المقررات الجديدة التي طرأت على بعض من الفصول الدراسية في السعودية فقد احتوت على أسماء مؤلفيها، في خطوة يراها الدخيني حقا من حقوق وزارة التربية والتعليم، في حين لا يعني الوزارة أي آراء فكرية، خصوصا تلك التي تسهم في تأجيج النزاع الفكري الذي يدور ويتمحور حول بعض الأمور.

تصريحات الدخيني وإيضاح وزارة التربية والتعليم، البعض يراها خطوة احترازية لجأت لها الوزارة لدخول أحد الأسماء ضمن مؤلفي بعض من المقررات الدراسية في المملكة. وتدور إيضاحات وزارة التربية والتعليم، التي رفع عنها النقاب أمس (الجمعة)، حول وجود اسم رجل الدين السعودي، يوسف الأحمد، الذي عرف بآراء متشددة في بعض الأمور الدينية، ويعرفه السعوديون بصاحب فكرة «فصل النساء عن الرجال في الحرم المكي الشريف»، والمسعى بين الصفا والمروة، التي أطلقها قبل أشهر، وخلقت تباينا في الآراء، كان أغلبها مخالفا لأفكار الأحمد، الذي كفت يده عن تدريس الفقه في إحدى الجامعات الإسلامية في السعودية (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) قبل سنوات.

هذه الآراء الخاصة برجل الدين الأحمد، لا يرى الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم في السعودية للوزارة شأنا لا من بعيد أو قريب، باعتبارها آراء شخصية يتحمل صاحبها نتائجها التي قد تعود عليه، سواء كانت بالرفض أو القبول.