انخفاض الحوادث المميتة 38%.. ومدير مرور الرياض يطالب بـ«نضج ثقافة الانتقاد»

دعوات لشركات التأمين بخفض نسب التكاليف مع تدني الحوادث.. والمسوحات الميدانية تشمل أشهرا ضمن إجازة الصيف

TT

مع إفراز إحصائية رسمية تضاؤل نسب الحوادث المرورية المميتة، بعد تطبيق نظام ساهر المروري، الذي رفع عنه الستار في العاصمة السعودية الرياض أبريل (نيسان) الماضي، بنسبة تقترب من 38 في المائة، تولى العميد عبد الرحمن المقبل، مدير مرور العاصمة الرياض ومهندس مشروع «ساهر» المروي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» شرح التوقيت الذي أجريت فيه المسوحات الميدانية، التي أفرزت نقصا في عدد الحوادث المؤدية للوفاة في فترة الأربعة أشهر الماضية، مقارنة بالأربعة أشهر ذاتها من العام الماضي.

وتدخل الإجازة السنوية الصيفية في الأشهر التي أخضعت للمسوحات الميدانية، التي تعمل على إجرائها وزارة الصحة السعودية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، بالإضافة إلى جهاز المرور، وهو الأمر الذي وجد العميد المقبل نفسه أمام ضرورة إيضاح أن إجراء المسوحات في ذات التوقيت من العام الماضي، استدعى إجراء ذات المسوح في ذات الأشهر، وهي الأشهر التي دخلت ضمنها الإجازة السنوية الصيفية، التي يحرص السعوديون في الغالب على السفر خارج البلاد فيها، هربا من الأجواء الصيفية الحارقة في المملكة ومنطقة الخليج بأسرها.

وأفرزت النتائج بشكل واضح وملموس نقص الحوادث المرورية المؤدية للوفاة بنسبة 38 في المائة، حيث سجلت حالات الوفاة الناتجة عن الحوادث المرورية تراجعا من 118 حالة إلى 79 حالة، في حين تراجعت الإصابات البالغة بنسبة 89 في المائة، بينما تراوح عدد الحوادث بشكل عام ما بين 51959 إلى 40900 حادث مروري.

تلك المعدلات قادت العميد عبد الرحمن المقبل، الذي واجه مع تطبيق «نظام ساهر» المروري انتقادات واسعة، كان سببها، حسب رأي المنتقدين، عدم اتجاه إدارة المرور في العاصمة الرياض إلى تحديد حد أدنى للسرعات في بعض الطرق الرئيسية في الرياض، وهو الأمر الذي اعتبره البعض «جباية للأموال»، في حين رآه البعض الآخر مشروعا لن يأتي بأدنى فوائد للعامة من مستخدمي الطريق، وهو الأمر الذي خالفه العميد المقبل، الذي أكد أن انتقاد أي مشروع، مهما كانت عوائده، يجب أن يكون محفوفا بثقافة النضج، التي تستند بالدرجة الأولى على وعي مستخدمي الطريق، وأن يتم التركيز على الهدف النهائي للمشروع وإيجابياته.

العميد عبد الرحمن المقبل، مدير مرور الرياض، قال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك إيجابيات كثيرة في النظام، تلك الفوائد أفرزتها الإحصائيات الرسمية الناتجة عن 3 جهات رسمية أو أكثر، لا سيما أن الثقافة العامة للإنسان السعودي باتت على مقربة من النضج، الذي يجب أن يكون حدا لانتقاص لأي جهد يُبذل وتظهر نتائجه ملموسة على السطح، وتظهر للعامة عبر بعض من وسائل الإعلام التي يجب أن يبتعد البعض منها عن الاصطياد في الماء العكر، وهنا أشيد بدور البعض منها في توعية المواطن والمقيم من مستخدمي الطرق السريعة داخل المدن».

ومن جانب آخر، طالب العميد المقبل، بالنظر إلى النتائج الأخرى البعيدة عن الحوادث التي تمكن هذا النظام من كشفها، وهنا الحديث للمقبل عن عدد من السيارات واللوحات المسروقة في مدينة الرياض، التي شهدت تطبيق النظام قبل 4 أشهر، وهو ما عده المقبل إشارة قوية للمستوى الجيد في الأداء للنظام «ساهر» في عملية الضبط الأمني والمروري في آن واحد، وهو النظام الذي يرتبط مباشرة بمركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية، الذي يتولى مهمة تخزين المعلومات عن مستخدمي الطريق، دون محاباة لأحد، أيا كان وضعه.

يأتي ذلك في حين يرى البعض ضرورة أن تقوم شركات التأمين العاملة في البلاد بتخفيض التكاليف التي تنتج عن المخاطر المرتبطة بالحوادث المرورية، وهي المخاطر التي تعطي تلك الشركات أحقية في الحصول على مبالغ مالية عن تلك المخاطر، تحت اعتبار «تأمين على حوادث السير»، التي انخفض معدلها، وبالتالي تبرز هناك ضرورة أن يتم خفضها، وخفض الأجور التي تحصلها شركات التأمين، طالما أن معدلات الحوادث شهدت تدنيا في مستوياتها، وباتت تلك الانخفاضات واضحة للملأ.

وكان «نظام ساهر المروري» قد تم تطبيقه في العاصمة الرياض قبل أربعة أشهر كمرحلة أولية، تلاه تطبيق النظام المروري ذاته في جدة، على الساحل الغربي من البلاد، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقصيم.

وبالعودة للعميد المقبل، فقد أشار إلى أن الانخفاض في نسب الحوادث المرورية يعود للتحسن في سلوكيات السائقين أثناء القيادة بعد تطبيق نظام «ساهر»، بالإضافة إلى التزام السائقين بأنظمة وقواعد المرور، خاصة فيما يتعلق بالسرعة، التي تمثل أحد أهم المسببات الرئيسية للحوادث المرورية الخطرة.