كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني، عن بلوغ إجمالي عدد الحجاج النيجيريين لهذا العام نحو 90 ألف حاج، يتم نقلهم كل عام بواسطة «الخطوط النيجيرية» (كاغو)، لافتا إلى أن «الخطوط السعودية» عادة لا تشارك في عملية النقل منذ سنوات كثيرة.
وأرجع أحمد حنتوش، مدير عام حماية المستهلك في الهيئة العامة للطيران المدني، سبب عدم مشاركة الناقلات الوطنية في نقل الحجاج النيجيريين إلى خصوصية السوق النيجيرية وصعوبتها الناتجة عن وجود 36 ولاية تابعة لجمهورية نيجيريا ذات لغات مختلفة، الأمر الذي يصعب من القيام بتلك المهمة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الهيئة العامة للطيران المدني يوم أمس عن توقيعها على برنامج تنفيذي مع بعثة الحج النيجيرية بشأن تنظيم قدوم ومغادرة الحجاج النيجيريين لموسم هذا العام على الناقل النيجيري لهؤلاء الحجاج الحكوميين، وذلك بمشاركة الناقلات الوطنية السعودية. ويهدف البرنامج الذي وقع عليه الجانب السعودي ممثلا في عبد العزيز بن عبد الكريم العنقري، نائب الرئيس التنفيذي في الهيئة العامة للطيران المدني، ومحمد بلو، مستشار رئيس جمهورية نيجيريا، إلى الاستفادة من السوق النيجيرية، تمهيدا لنقل حصة السعودية من الحجاج لمواسم الأعوام القادمة على الناقلات الوطنية.
وشهد اللقاء الذي جمع الجانبين مناقشة سبل تذليل كل الإمكانيات لنقل الحجاج إلى الأماكن المقدسة، ومشاركة الناقلات الوطنية، وتقديم كل الخدمات لأداء شعيرة الحج، وذلك من خلال تهيئة المطارات من الناحية التشغيلية والفنية، بحسب ما ذكره نائب الرئيس التنفيذي في الهيئة العامة للطيران المدني. وبالعودة إلى مدير عام حماية المستهلك في الهيئة العامة للطيران المدني، أفاد بأن الناقلات الوطنية المتضمنة طيران «الوفير» و«ناس» ستبدأ في التشغيل لنقل حصة السعودية من الحجاج النيجيريين بالمناصفة اعتبارا من العام القادم، وذلك بمعدل 45 ألف حاج لكل منهما، مبينا إمكانية مشاركة أي ناقلة وطنية أخرى في ذلك. وأضاف «لم تتمكن الناقلات الوطنية من تشغيل رحلاتها في السوق النيجيرية سابقا، غير أن هذا البرنامج الذي تم التوقيع عليه يتيح لهم ذلك اعتبارا من العام القادم، للعمل على حصة السعودية من الحجاج بالمناصفة فيما بينها».
وفي ما يتعلق بعدد الرحلات التي ستشهد نقل الحجاج النيجيريين خلال موسم الحج، أبان أحمد حنتوش أن عددها يتراوح بين 250 و300 رحلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود اجتماع آخر يجمع بين سلطتي الطيران السعودية والنيجيرية في أوائل شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.
وزاد «نحن بصدد توقيع مذكرة تفاهم بعد اجتماعنا بسلطة الطيران النيجيرية، وذلك بهدف مناقشة تطوير آلية النقل الجوي بين البلدين، وتثبيت ما تم الاتفاق عليه من قبل كل من الطيران المدني السعودي وبعثة الحج النيجيرية».
وكانت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية قد قدرت العام الماضي عدد الحجاج بنحو مليونين و313 ألفا و278 حاجا وحاجة، منهم مليون و613 ألفا و965 حاجا قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية.
فيما أوضح تقرير سكرتارية لجنة الحج في المدينة المنورة السنة الماضية أن الحجاج النيجيريين كانوا من ضمن الجنسيات الأكثر وجودا في المدينة المنورة، وذلك بواقع 33 ألفا و524 حاجا وحاجة.