مؤشرات طبية ترشح ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الدم في السعودية

زراعة خلايا الدم الجذعية تعالج 60% من المصابين بالمرض

زراعة خلايا الدم الجذعية تعالج 60 في المائة من مرضى سرطان الدم في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

رشحت مؤشرات طبية حديثة ارتفاع معدلات الإصابة بحالات سرطان الدم في السعودية، في الوقت الذي لم تصدر فيه بعد إحصاءات دقيقة حديثة عن عدد حالات الإصابة.

وأفاد الدكتور أحمد العسكر، نائب رئيس مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث رئيس قسم أمراض وسرطان الدم بمستشفى الحرس الوطني في الرياض، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن المؤشرات المتوافرة الحالية تشير إلى زيادة حالات الإصابة بأورام الدم عن آخر الإحصاءات، حيث رصد السجل الوطني للأورام في آخر إحصاءاته عام 2006 قرابة 1326 حالة إصابة جديدة بأمراض سرطان الدم (تشمل اللوكيميا وأورام الغدد الليمفاوية).

وكان نصيب البالغين الذكور من عدد الحالات المصابة، ما يقارب النصف بـ682 حالة، تشكل 19 في المائة من حالات إصابات البالغين الذكور بأمراض السرطان المختلفة، في الوقت الذي انخفضت فيه حالات إصابة البالغات الإناث عن قرائنهن الرجال، حيث بلغت 352 حالة، شكلت 9 في المائة من حالات الأورام السرطانية لديهن، في حين رصد المركز قرابة 472 حالة إصابة بسرطان الدم للأطفال دون 14 عاما، منها 171 حالة تعود إلى الذكور بحيث تشكل أكثر من نصف إصابات الأطفال الذكور السرطانية، والحالات الـ121 المتبقية تعود إلى الأطفال الإناث مشكلة نصف إصابات الأطفال الإناث السرطانية.

وأوضح الدكتور العسكر أن عمليات زراعة خلايا الدم الجذعية تعتبر حلا ملائما لهذه الحالات، حيث بين أن معدل نسبة نجاح حالات سرطان الدم يقارب 60 في المائة من الحالات المعالجة، كما تنجح عمليات الزراعة في حالات الثلاسيميا إلى ما بين 80 و90 في المائة من الحالات.

وكشف الدكتور العسكر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن إنشاء «الجمعية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية» مؤخرا، حيث ستقوم الجمعية بدعم الأبحاث العاملة في هذا المجال وتبنيها، كما تعمل على ضمان التواصل بين المتخصصين في المجال، وتدريب العاملين في هذا المجال وتأهيلهم بشكل أفضل.

وأعلن الدكتور العسكر تكوين مجلس إدارة الجمعية المكون من تسعة أعضاء مساء الخميس الماضي، على أن يتم تحديد الرئيس ونائبه في وقت لاحق عن طريق الاقتراع. وحول تساؤل «الشرق الأوسط» عن ميزانية الجمعية، أجاب قائلا: «لم يتم رصد ميزانية للجمعية، حيث إن الجمعية ملزمة بتوفير مواردها المالية عبر الطرق المتاحة لها، والأمر يحتاج إلى جهد كبير لتوفير هذه الموارد»، وربط العسكر بدء نشاط الجمعية بشكل فاعل بـ«توفير الموارد المالية الكافية لذلك».

وأوضح الدكتور العسكر نجاح عمليات زراعة خلايا الدم الجذعية في عدد من أمراض الدم الوراثية وأمراض المناعة وسرطانات الدم والأورام، إلى جانب نجاحها في علاج حالات فشل إنتاج الدم.

وبين الدكتور أحمد العسكر وجود بنك متخصص تم العمل فيه منذ شهرين في مستشفى الحرس الوطني لخلايا الدم الجذعية المستخلصة من الحبل السري، مؤكدا على الدور الكبير الذي سيقدمه البنك لخدمة الأبحاث العلاجية حول استخدام الخلايا المستخلصة من الحبل السري في علاج كثير من الأمراض.

الجدير بالذكر أن خلايا الدم الجذعية المستخلصة من الحبل السري يتم سحبها عبر جهاز خاص بعد الولادة، ليتم حفظها في مختبرات متخصصة لمدة تتراوح بين 15 و20 سنة بعد فحصها وعلاجها من الأمراض المعدية والوراثية، ليتم استخدامها لعلاج المولود من كثير من الأمراض التي يحتمل أن تصيبه في وقت لاحق.