في السعودية.. شبح «حوادث المعلمات» يطل برأسه من جديد

ارتفاع عدد الوفيات في صفوفهن إلى 7 وإصابة 6 أخريات.. والتربية والتعليم تؤكد أن الحل بيد أسرهن

TT

أطل شبح حوادث السير التي تتعرض لها معلمات مراحل التعليم العام بالسعودية برأسه من جديد، ليفتح ملفا من أكثر الملفات الشائكة في عمل المرأة في السعودية.

وكان لحادث السير الذي تعرضت له مجموعة من المعلمات بمنطقة حائل (شمال السعودية) أصداء واسعة، شهدتها عدة صحف محلية ومنتديات حوارية سعودية على شبكة الإنترنت، وذلك على خلفية تعدد تلك الحوادث، التي يذهب على إثرها عدد من المعلمات بين وفيات وإصابات.

وفي ذات السياق أكد لـ«الشرق الأوسط» مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل حمد منصور العمران، أن حوادث الطرق التي تتعرض لها المعلمات مشكلة تتحملها جهات عدة، مشددا على أن وزارة التربية والتعليم أوجدت حلولا لتلك المشكلات للحد من تكبد المعلمات عناء السفر يوميا لمسافات طويلة.

وأوضح أن من ضمن الحلول التي لجأت إليها وزارة التربية والتعليم في السعودية، والتي تقتطع سنويا أكثر من ربع الميزانية السنوية للدولة، تأمين مواقع للسكن داخل وخارج المدارس، وخصوصا في المناطق النائية. غير أن مدير التربية والتعليم بحائل قال إن هذا الحل لم يجد قبول عند المعلمات.

وأضاف العمران أن حركات النقل ليست من حلول مشكلات حوادث السير التي تتعرض لها المعلمات، حيث يتم احتساب حركة النقل وفق آلية معينة، منها الأقدمية، وتكون كل عام ولا تدخل فيها المحسوبيات أو الواسطات.

وبيّن العمران أن الوزارة تعلم أن هناك معلمين ومعلمات يعرضون أنفسهم للخطر يوميا بقطعهم مسافات لم تصل إلى خمسمائة كيلومتر، وهذا يؤثر على أدائهم اليومي في المدارس ويحدث خلل في العملية التربوية. واختتم العمران تصريحه بالتأكيد أن الحل بيد أسر المعلمات، وهو السكن بالقرب من مقار أعمالهم وعدم مواجهة أخطار الطريق يوميا وعناء ومشقة السفر.

وكانت منطقة حائل قد شهدت صباح أول من أمس الأربعاء وفاة وإصابة 6 معلمات، حيث لقيت معلمة مصرعها بينما أصيبت زميلاتها الخمس بإصابات مختلفة نقلن على إثرها إلى مستشفى الملك خالد. ويعتبر هذا الحادث هو الثاني للمعلمات في السعودية مطلع العام الدراسي الحالي، ويأتي بعد أسبوعين من مصرع خمس معلمات في منطقة تبوك (شمال غربي السعودية).

ووقع الحادث على طريق حائل المدينة صباحا، حيث كانت المعلمات يركبن حافلة في طريقهن إلى مدرسة الثمامية، التي تبعد عن حائل 240 كيلومترا، حيث اصطدمت حافلتهن بسيارة من نوع «داتسون» كانت تقل مسنّا وثلاث نساء.

ومن جهته أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة حائل المقدم عبد العزيز الزنيدي أن الحادث المروري وقع في صباح أول من أمس الساعة السابعة صباحا، وهو عبارة عن تصادم بين سيارتين، الأولى من نوع «شفر فان» بقيادة شخص سعودي يبلغ من العمر 48 سنة ويرافقه عدد من المعلمات، والسيارة الأخرى من نوع «داتسون» بقيادة شخص سعودي آخر عمره 60 سنة ويرافقه زوجته وابنتاه، وذلك على طريق المدينة المنورة مفرق «قصير غضور» الذي يبعد بمسافة 10 كيلومترات عن محافظة الغزالة.

وأضاف الزنيدي أن الحادث تسبب في وفاة إحدى المعلمات وإصابة خمس معلمات بإصابات متنوعة، تم إسعافهن إلى مستشفى الغزالة بالإضافة إلى إصابة قائد السيارة الـ«داتسون» ومن معه وتم إسعافهم إلى مستشفى الملك خالد بحائل.

وقد نتج عن الحادث تلفيات متنوعة بكلتا المركبتين، وتم التحفظ على سائق الـ«فان». ولا يزال التحقيق جاريا لمعرفة ملابسات الحادث.

ومن جهته أوضح مصدر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك حالتين وصفهما بالشديدتين تعرضتا لحالات نزف بالصدر والبطن. وجميع الحالات الأخرى استقرت حالاتهم، ووضعهم الصحي مطمئن.

وقد شيعت جموع المصلين عصر أول من أمس المعلمة المتوفاة ووُوريت الثرى بمقبرة صديان.

يشار أن حادث معلمات تبوك راح ضحيته 6 معلمات وسائق السيارة، بالإضافة إلى 5 أفراد من أسرة واحدة إثر تصادم سيارتين من نوع «جمس» و«ميكروباص» في طريق تبوك - ضباء، إذ لا يزال حديث الأوساط التعليمية.