30 حاضنة تقنية بحلول 2025 توفر 20 ألف وظيفة

خلال تدشين فعاليات المؤتمر الدولي لحاضنات التقنية بمدينة العلوم والتقنية

TT

كشف النقاب صباح أمس (الاثنين) عن اعتزام مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إنشاء 20 حاضنة بحلول عام 2015 بالسعودية على أن يصل عددها إلى 25 حاضنة في 2020، وقرابة 30 حاضنة عام 2025، وستوفر تلك الحاضنات التقنية فرص عمل لما يزيد على 20 ألف وظيفة في إطار السياسة الوطنية لحاضنات التقنية بالسعودية، في الوقت الذي يضم المشروع حاليا 5 حاضنات تقنية هي: حاضنة لتقنية المعلومات والاتصالات، وهي أول حاضنة، وقد بدأت التشغيل عام 2008، وحاضنة للتصنيع المتقدم، وحاضنة التقنية الحيوية، وحاضنة تقنية النانو، وحاضنة الطاقة.

وأوضح الأمير الدكتور تركي بن سعود آل سعود نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث ورئيس مجلس إدارة برنامج حاضنات التقنية (بادر) أن هناك فجوة ابتكارية بين الدول النامية والدول المتقدمة، مرجعا الأمر إلى الثقافة السائدة في المنطقة والبيئة التي لا تشجع أو تقف إلى جانب هذا المجال المعرفي المهم، فضلا عن نقص المواهب والعقول الابتكارية، مؤكدا أهمية الحاضنات التقنية لتحقيق النجاح وتوفير بيئة للأعمال التي تعتمد على البيئة المعرفية، وإيجاد أعمال ووظائف لفئة الشباب تحتاج إلى مهنية عالية وخبرات واسعة، مشيرا إلى أن الشركات التي استوعبت مفهوم الحاضنات التقنية وطبقته حققت نجاحا كبيرا في هذا المجال.

وجاء ذلك خلال حفل تدشين فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للحاضنات التقنية الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع برنامج «بادر» لحاضنات التقنية بحضور مختصين وخبراء دوليين في مجال حاضنات التقنية، وجمع كبير من المهتمين في الجهات المعنية بالمشاريع التقنية، والذي دشنه الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتستمر فعالياته على مدى يومي 11 و12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وأكد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث ورئيس مجلس إدارة برنامج حاضنات التقنية (بادر) أن هناك عددا من التحديات والعقبات التي تواجههم في هذا المجال، ملمحا إلى مشكلات إفلاس الشركات وتصفيتها، الأمر الذي يستدعي وضع برنامج عمل يتم من خلاله تشجيع الباحثين والطلاب وتنمية الدافعية والاهتمام لديهم، باعتبارهم رأس المال الحقيقي والمحفز الضروري لنجاح حاضنات التقنية، مشيرا إلى ما يجب أن تحظى به الشركات المحتضنة من الدعم من قبل الشركات الأكبر، فضلا عن جذب مديري المشاريع المؤهلين في مجال الحاضنات، مبديا تفاؤله بتطور ونمو مستوى حاضنات الأعمال التقنية على المستوى الكمي والنوعي وزيادة دورها في دعم الاستثمار في المشاريع التقنية بالسعودية.

من جهته أشار الدكتور عبد العزيز الحرقان مدير برنامج «بادر» لحاضنات التقنية إلى أن المؤتمر في دورته الحالية يعد امتدادا للنشاط الذي تلا المؤتمر الأول لحاضنات التقنية الذي عقدته المدينة عام 2009 الماضي، وبمشاركة أكثر من 26 خبيرا دوليا من جميع أنحاء العالم، وأسفرت نتائجه عن وضع سياسة الحاضنات الوطنية وشبكة الحاضنات السعودية ومجموعة الاستثمار التقني، كما أثمرت الانطلاق في تأسيس حاضنات في مدن وجامعات السعودية.

وقد بدأت جلسات المؤتمر التي جمعت عددا من أوراق العمل ومتحدثين محليين ودوليين، حيث جمعت الجلسة الأولى كلا من: الدكتور محمد الماجد مدير برنامج الأقمار الصناعية ومدير حاضنة بادر للتصنيع المتقدم بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الذي تحدث عن تجارب حاضنات التصنيع المتقدم في «بادر» والدروس الدولية المستفادة، والدكتور كورتيس كارلسون المسؤول التنفيذي في شركة «SRI» الدولية بالولايات المتحدة الأميركية، والدكتور تومي سوبويث المدير الإداري في «BCI» في جامعة العلوم والتقنية بيونن بارك بالهند، إضافة إلى الدكتور جوا كيم فون هاينبرغ المدير العام في الابتكار وبرنامج الشركات بالشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).

وفي الجلسة الثانية قدم كل من الدكتور عبد العزيز الحرقان مدير برنامج «بادر» لحاضنات التقنية والبروفسور وليد مهنا أستاذ المحاسبة ونظم المعلومات الإدارية في جامعة أوهايو بأميركا، والدكتور بيتر هيسكوس زميل في إدارة الابتكار والمبادرة الفردية في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، عرضا لموضوع الريادة التقنية وبعض التجارب الناجحة في هذا المجال. كما تحدث عدد من المختصين في الجلسة الثالثة التي قدمها الدكتور سلطان المبارك مدير حاضنة «بادر» للتقنية الحيوية عن موضوع الحاضنات ودعم الإدارة والملكية الفكرية، حيث تحدث جوليان ويب رئيس شركة مشاريع «كريدا» ورئيس برنامج «إنفوديف» بالبنك الدولي لمنطقة آسيا عن مسألة دعم أصحاب المشاريع التقنية من خلال حاضنات التقنية. وفي الورقة الثانية قدم ستيف غدنغز الرئيس التنفيذي في شركة «SRG» في جنوب أفريقيا ومنسق برنامج «إنفوديف» بالبنك الدولي لمنطقة أفريقيا معلومات وافية عن مسألة الدعم الإداري لأصحاب المشاريع التقنية، أما الورقة الثالثة فقد استهدفت الحديث عن دعم أصحاب المشاريع التقنية من خلال حماية الملكية الفكرية، وقدمها ديفيد آلسي شريك «وايثر وروغر» بالمملكة المتحدة.

وناقشت الجلسة الأخيرة في هذا اليوم قضية التمويل للابتكارات التقنية والإشكالات المصاحبة لها، حيث طرحت الورقة الأولى موضوع التمويل من خلال رأس المال الاستثماري، وقدمها توم سويني الشريك في مشاريع شركة الاتصالات السعودية، في حين تناولت الورقة الثانية للسيدة سو بريستون الشريكة العامة لصندوق الطاقة النظيفة ومستشارة مؤسسة كوفمان بالولايات المتحدة الأميركية قضية التمويل من منظور الاستثمار التعاوني.

يشار إلى أن المؤتمر السعودي الدولي للحاضنات التقنية، وبحسب مصادر مطلعة، يسعى لإيجاد فرص في السوق الابتكارية التقنية، من خلال تسليط الضوء على عوامل النجاح الجوهرية والاستراتيجيات الرئيسية لنمو تقنية الأعمال بالسعودية.