في السعودية.. لا حديث يعلو على صوت «الطماطم»

بعد أزمة الارتفاعات.. وزارة الزراعة ترصد حشرة «حافرة الطماطم»

سجلت الطماطم خلال الأسابيع الماضية ارتفاعات قياسية في جميع حلقات الخضار داخل السعودية (تصوير: ثامر الفرج)
TT

يبدو أن لا حديث في السعودية هذه الأيام يعلو على «حديث الطماطم»، فبعد أزمة ارتفاع أسعارها، ووصولها إلى مستويات قياسية، خرجت أزمة جديدة، تتمثل في رصد حشرة تدخل لأول مرة أراضي المملكة، تسمى بـ«حافرة الطماطم». وتحوم الشكوك حول ضلوع هذه الحشرة الحافرة، بطريقة غير مباشرة في ارتفاع أسعار الطماطم المحلية، وذلك لكونها تستهدف الطماطم المستوردة، مما يعني زيادة الطلب على الطماطم المحلية، وبالتالي ارتفاع أسعارها. وتقوم وزارة الزراعة السعودية هذه الأيام، بتكثيف جهودها لرصد الحشرة الجديدة التي لم تدخل السعودية سابقا، وتسمى بـ«حافرة الطماطم»، وتصنف على أنها آفة لفتكها بالمحاصيل، ويعتقد أنها دخلت السعودية من خلال الطماطم المستوردة، وتم رصدها في بعض الدول العربية، منها سورية.

يذكر أن الطماطم سجلت خلال الأسابيع الماضية ارتفاعات قياسية في جميع حلقات الخضار داخل السعودية.

من جهته، قال المهندس سلمان الصوينع، مدير عام الزراعة بمنطقة حائل، إن آفة حافرة الطماطم انطلقت من أميركا اللاتينية، وتقوم على تدمير محاصيل الطماطم.

وأضاف أن وزارة الزراعة تقوم حاليا بمشروع ضخم لمكافحة هذه الآفة وتكثيف الجهود لرصدها في جميع المنافذ والمزارع والأسواق، حيث يخشى أن تكون قد دخلت عبر الطماطم المستوردة.

وبين مدير الزراعة بمنطقة حائل، أن مديرية الزراعة بالمنطقة، قامت بدورها في عملية رصد حشرة «حافرة الطماطم» بإنشاء مصائد متخصصة في أسواق الخضار والمزارع.

وقد وجدت الحشرة لأول مرة بعد رصدها بأميركا الجنوبية في إسبانيا عام 2006 وفي عام 2007 انتشرت إلى عدة مناطق على شواطئ البحر المتوسط وفي 2008 انتقلت إلى فرنسا وإيطاليا، ومؤخرا وصلت إلى سورية.

وطبقا للمعلومات المتوافرة عن هذه الحشرة، فإن يرقاتها تستطيع أن تتغذى على كامل أجزاء نبات الطماطم وتسبب الضرر في كل مراحل النمو. وتتعدد طرق انتقال الحشرة من بلد إلى بلد آخر، وذلك من خلال نقل الشتل المستوردة ومن خلال الناقلات المحملة بالخضار وعن طريق الصناديق البلاستيكية الحاوية للخضار أو استيراد طماطم من الدول المصابة بالآفة.

إلى ذلك، لا تزال «الفاكهة الحمراء» تواصل تحليقها في سماء الأسواق في السعودية بشكل عام، حيث شهدت أسعار الطماطم استقرارا في الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، لتتراوح بين 9 و50 ريالا.

ففي الأسواق المركزية تراوح سعر الكيلو بين 9 و13 ريالا للإنتاج المحلي، بينما تراوح سعر كيلو الطماطم المستوردة من هولندا بين 50 و54 ريالا.

وتوقع متعاملون هبوطا ملموسا في الأسعار خلال الأسبوعين المقبلين استنادا إلى مفاهمات تجري لاستيراد شحنات من بعض الدول.

بينما عزا أحد العاملين في قطاع توفير الخضراوات لمنافذ البيع في جدة، فضل حجب اسمه، ارتفاع أسعار الطماطم مؤخرا إلى سياسة اعتماد الاستيراد من مصدر واحد، لتعويض النقص بسبب إيقاف زراعة الطماطم في المحميات، خاصة في منطقة القصيم التي شهدت ارتفاعا في درجات الحرارة أدى إلى تلف نسبة 80 في المائة من المنتجات الزراعية، وبينها الطماطم.

وقال إن هذا الوضع قاد للاستيراد من تركيا فبرزت قضية ارتفاع الأسعار، مبينا أن الإنتاج المصري من الطماطم الذي كان يتجه إلى الأسواق السعودية أصبح يوجه إلى غزة في فلسطين.

وفي موضوع آخر، أطلقت المديرية العامة للزراعة بحائل قرابة 12 مليونا من طفيليات حشرة الطفيل «الترايكوغراما» منتجة في مختبر محلي، وتم تحديد ثلاث مزارع شمال شرقي المنطقة تهتم بزراعة النخيل عضويا ودون استخدام مبيدات حشرية، إجمالي المساحة التي تم الإطلاق بها تتجاوز 17 هكتارا بهدف توطينها وتكاثرها بتعاون مشترك مع وزارة الزراعة السعودية ومنظمة الزراعة والأغذية العالمية «الفاو» للقضاء على الحشرات والآفات التي تصيب النخيل وتتلف الإنتاج.

ومن الآفات التي تصيب إنتاج النخيل في السعودية، حرشفية الأجنحة، وتعرف محليا بـ«عثة التمر»،.

وتسعى وزارة الزراعة السعودية لاستخدام عناصر المكافحة البيولوجية مثل استخدام الطفيليات والمفترسات النافعة الطبيعية للحد من خطورة بعض الآفات الزراعية بديلا عن المبيدات الحشرية. وتنتج مختبرات لوزارة الزراعة في الرياض والخرج وحائل طفيل «الترايكوغراما» كطفيل يصيب البيض، حيث تم حصرها وجمعها حقليا من البيئة السعودية للسيطرة على أكثر من 20 نوعا من الآفات وتنتمي إلى رتبة حرشفية الأجنحة، وتسبب هذه الآفات خسارة لنحو 12 محصولا اقتصاديا.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» مدير عام الزراعة بمنطقة حائل، المهندس سلمان الصوينع، أن مختبرا متخصصا بحائل قام بإنتاج هذه الطفيليات، وهو باكورة أعماله التي تهدف إلى الاعتماد على الطفيليات بدلا من المبيدات الحشرية لمكافحة الكثير من الآفات الزراعية، وتم اختيار ثلاث مزارع نموذجية لا تستخدم المبيدات الكيميائية واختير التوقيت المناسب بعد حصاد التمر وبدء موسم جديد، وقام عدد من المهندسين بمشاركة خبراء من منظمة «الفاو» بإطلاق الطفيل «الترايكوغراما» مع إعداد برنامج متكامل للمراقبة خلال الفترة القادمة.

وشدد المهندس الصوينع على أن هذا البرنامج يأتي لتقليل استخدام المبيدات الزراعية لمضارها، والتحول إلى الزراعة الآمنة أو ما يعرف بـ«العضوية». وبحسب المهندس الصوينع، فإن منطقة حائل قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، حيث قامت سابقا ببرامج توعية للزراعة العضوية، وحاليا يوجد عدد كبير من المزارع العضوية.