اليوم.. تخريج أول 25 سعودية للعمل في «المنازل» بمسمى «اختصاصية»

تجربة تستهدف سعودة مجال رعاية المسنات والأطفال الرضع.. بدلا من العاملات الوافدات

TT

في إطار العمل على فتح آفاق مهنية جديدة للمرأة السعودية، تتوج مساء اليوم 25 فتاة سعودية، بصفتهن يمثلن أول دفعة أكاديمية متخصصة بالرعاية المنزلية؛ تخرجها جامعة الدمام، ويحملن مسمى «اختصاصية رعاية منزلية خاصة»، وذلك في حفل ترعاه الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، في مبنى أقسام الطالبات بالدمام.

يأتي ذلك بعد أن أمضت الخريجات عاما كاملا ضمن برنامج أكاديمي صحي مكثف من الجامعة، ومن المنتظر أن يعملن في خدمة فئات محددة وضعتها القائمات على مركز «عطاء الخير» التابع لجمعية «فتاة الخليج» الخيرية بالخبر، تشمل: المسنات وذوات الاحتياجات الخاصة والأطفال الرضع، إضافة إلى التدريب الذاتي على المهارات الإدارية الذي سبق البرنامج الأكاديمي؛ بما يتضمن الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والإسعافات الأولية.

وترى أنيسة المعيبد، نائب رئيس اللجنة الصحية بجمعية «فتاة الخليج»، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكم على هذه التجربة أمر مبكر، بقولها: «هذه أول دفعة، وحتى الآن لم يدخلن سوق العمل، لذا فالتوقعات لدينا ما زالت مجهولة، لأنها تجربة جديدة»، وأفادت بأن الحفل الذي سيقام اليوم يهدف بالدرجة الأولى إلى تعريف الحاضرات بالفتيات وبالمشروع ككل، وكيفية الحصول على خدمات الرعاية المنزلية.

وتابعت المعيبد لتؤكد على «الاحتياج الكبير للفتيات السعوديات المتخصصات في الرعاية المنزلية وفق منظور مستقبلي»، إذ أكدت أن المشروع يسعى لسعودة هذه الوظائف التي عادة ما تقدمها العاملات الوافدات، مشيرة إلى أن المسنات هن الأكثر احتياجا لفتيات البلد بحكم أنهن الأقدر على التعامل مع هذه الفئة ومعرفة لغتها وثقافتها وطرق التواصل معها.

في حين تبين هدى الصياحي، المنسقة الإعلامية للمشروع، أن جمعية «فتاة الخليج» ستكون كالوسيط الذي يربط بين الفتيات وبين الأسر الراغبة في الحصول على الرعاية المنزلية، بحيث يتم استقبال الطلبات على هاتف الجمعية والتنسيق بهذا الخصوص؛ بنظام الساعة، مؤكدة أن «ساعات العمل لن تتجاوز الـ8 ساعات في اليوم الواحد»، أما عن أجر الساعة، فأفادت بأنه لم يتم تحديده للآن.

وتابعت الصياحي حديثها لـ«الشرق الأوسط»، متناولة خصوصية العمل في المنازل وحساسية المجتمع تجاه ذلك، حيث أوضحت أن الجمعية ستكون مع الفتيات بما وصفته بـ«الحماية لهن»، حتى يصبحن لاحقا قادرات على العمل بمفردهن، مشيرة إلى الجمعية لن تتيح ذلك لأي بيت، بل ستتم دراسة وبحث وضع العائلة وزيارة المنزل مسبقا، والتعامل بدقة وحرص مع هذا الموضوع.

وكانت الخريجات قد بدأن العمل فعليا في منازل عدد من العائلات؛ كما أن عدد المنضمات من الفتيات للبرنامج كدفعة ثانية لم يحدد إلى الآن؛ إلا أن المتقدمات تجاوزن ضعف الدفعة السابقة (نحو 50 فتاة)، فيما لا تزال القائمات على البرنامج يجرين المقابلات الشخصية، حيث سيتضح العدد الفعلي بعد حفل التخرج الذي سيقام اليوم.

من جهتها، رأت الدكتورة دلال التميمي عميدة الدراسات الجامعية في أقسام الطالبات بجامعة الدمام، في بيان صحافي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، أن رعاية الأميرة جواهر لحفل التخرج هو تشريف للجامعة ودعم للطالبات اللاتي تخرج من أولى دفعات تخصص الرعاية المنزلية الخاصة، وأضافت قائلة: «يأتي تخرجهن ليكن بعد فترة الدراسة في خدمة المجتمع من خلال انخراطهن في مجال العمل؛ وهذا ما نأمله؛ بأن يكن اختصاصيات فاعلات في مجتمعهن؛ قادرات على بث روح الإنسانية والتعامل مع الحالات التي تواجههن؛ متمنية لهن كل التوفيق والنجاح».

وأوضحت عميدة الدراسات الجامعية في أقسام الطالبات بجامعة الدمام أن البرنامج يستهدف الفئة العمرية بين 20 و40 عاما، بشرط المواطنة (للسعوديات فقط)؛ والحصول على شهادة الثانوية العامة، وبعدها تتمكن الطالبة من الدارسة على دورات تطوير الذات وبرنامج أكاديمي مكثف من الجامعة.

جدير بالذكر أنه تم إجراء دراسة مسبقة وتوزيع استبيان على أفراد المجتمع لمعرفة مدى الحاجة والتقبل للمشروع، فكانت النتائج إيجابية؛ وعلى ضوئها تم تنفيذ هذه الفكرة وبدء العمل بها، وتأهيل الفتيات بمهارات أساسية كالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، وتلا ذلك دورات في التمريض وكيفية رعاية المولود والمسنات وذوات الاحتياجات الخاصة، وذلك خلال ثلاثة أشهر لكل دورة.