جدة: مخالفون لنظام الإقامة يرشقون السيارات بالحجارة لإجبار السلطات الأمنية على تسفيرهم مجانا

مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: «الجوازات» تقوم بدورها بالجولات والتنسيق المستمر مع سفارتهم

مخالفون إندونيسيون لنظام الإقامة يتجمعون تحت كباري جدة («الشرق الأوسط»)
TT

في محاولة لإجبار السلطات السعودية على تحمل نفقات تسفيرهم إلى بلادهم، قام مجموعة من الإندونيسيين المخالفين لنظام الإقامة في البلاد برشق السيارات بالحجارة وسط جدة بجوار كوبري الستين، وهو ما دفع بجهات أمنية إلى التدخل ومنعهم.

ويأتي ذلك في وقت كانت طالبت فيه وزارة الداخلية السعودية جميع المتأخرين عن المغادرة الذين قدموا إلى المملكة بتأشيرات حج أو عمرة أو زيارة أو خلافه ممن سجلت عليهم مخالفات أو انتهت صلاحية تأشيراتهم، بالاستفادة من العفو السامي الشامل من العقوبات المقررة على المخالفات التي ارتكبوها لنظام الإقامة، وذلك بالمبادرة لإنهاء إجراءات سفرهم في أقرب إدارة للوافدين خلال الفترة من يوم السبت الموافق 25/9/2010 إلى نهاية يوم الأربعاء الموافق 3/3/2011.

ويرجع مراقبون هذا الموقف من الإندونيسيين المخالفين إلى رغبتهم في السفر المجاني عبر ترحيل إدارة الجوازات لهم عن طريق الجو أو البحر.

إلى ذلك، أكدت مصادر غير رسمية لـ«الشرق الأوسط» أن المخالفين قاموا برشق بعض السيارات لإجبار إدارة الجوازات على السفر المجاني رغم وجود تنسيق مع سفارتهم بقرار الإعفاء تسهيلا لخروجهم.

وأشارت المصادر ذاتها إلى وجود عدد من السيارات لرجال المهمات وسيارات الشرطة لردع المخالفين وضبط الأمن منذ الصباح الباكر وتم التنسيق مع سفارتهم تمهيدا لتسفيرهم.

وفي الجانب الآخر، أكد لـ«الشرق الأوسط» الرائد محمد الحسين، المتحدث الرسمي باسم إدارة الجوازات بمنطقة مكة المكرمة، أن «المخالفين لم يستفيدوا من قرار الإعفاء رغم التنسيق مع جميع السفارات للاستفادة من الفترة المحددة التي سمحت بها وزارة الداخلية بإعفاء من العقوبة بزيارة إدارة الوافدين وشراء تذكرة لبلدانهم وتسفيرهم».

وأضاف: «إن إدارة الجوازات تقوم بدورها في الجولات على المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل والتنسيق المستمر مع سفارتهم».

وحول الإجراءات المتبعة للرافضين للسفر على حسابهم بهدف الترحيل المجاني قال الحسين: «كان من الأولى للمخالفين الرافضين القيام بزيارة إدارة الوافدين للحصول على وثيقة لترحيلهم، وذلك من مبدأ التسهيل عليهم».

يشار إلى أن وزارة الداخلية طالبت كل من تأخر عن المغادرة بعدم تفويت هذه الفرصة، مؤكدة على أن كل من يتم ضبطه من المخالفين بعد نهاية المهلة الزمنية التي يشملها العفو السامي الكريم يعرض نفسه ومن ينقله أو يأويه أو يتعامل معه أو يسهل له البقاء مخالفا للنظام أو يتستر عليه إلى أقصى العقوبات المقررة التي تشمل الغرامة المالية والحبس ومصادرة المركبة المستخدمة والتشهير في الصحف.

وتحتضن السعودية، وخاصة في مدنها الواقعة في منطقة مكة المكرمة، أعدادا كبيرة من المخالفين لنظام الإقامة، الذين يقطن أغلبهم في الأحياء العشوائية، وخاصة في مدينتي مكة المكرمة وجدة، نظرا إلى ظروف الحج والعمرة، إضافة إلى وجود فرص عمل لهؤلاء المخالفين في مختلف الأنشطة ساعدتهم على البقاء لعقود طويلة، والتكاثر أيضا.