جدة تستقبل مؤتمر طب التجمعات والحشود البشرية

يقدم الفرصة للاطلاع على التجارب العلمية والعملية

TT

تحتضن محافظة جدة الأسبوع المقبل المؤتمر الدولي العلمي «طب التجمعات والحشود البشرية: الأبعاد والمضامين - الفرص والتطلعات»، الذي يتناول أحد المواضيع المهمة في القطاع الطبي الحديث، وهو «التجمعات البشرية»، إذ سيقدم هذا المؤتمر فرصة الاطلاع على التجارب العلمية والعملية في هذا المجال.

أكد الدكتور عبد الله بن سليمان العمرو، المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، أن الأعوام القليلة الماضية شهدت اهتماما متزايدا بتأثير التجمعات والحشود البشرية على الصحة العامة، ونما هذا الاهتمام مع ارتفاع النمو السكاني وتعدد المناسبات والفعاليات التي تضم عددا كبيرا من الجماهير مع تنامي انتشار بعض الأمراض نتيجة هذه التجمعات. وقال العمرو في تصريح استباقي للمؤتمر: «بالنظر إلى طبيعة النشاط الإنساني، فقد كان مفهوم المناسبات ذات الطابع الجماعي مرتبطا دائما بتظاهرات دينية وسياسية واجتماعية وثقافية ورياضية، وظل يمثل باستمرار هاجسا متصلا بالصحة العامة ودافعا لتعزيز إجراءاتها الاحترازية لاحتواء وحماية عدد هائل من البشر الذين يجمعهم الزمان والمكان معا». وأشار إلى أن هذا التجمع يعد بيئة مساعدة على انتشار الأوبئة والأمراض، وهذا الأمر رفع اهتمام المسؤولين في القطاعات الصحية في جميع دول العالم بهذا الجانب، فنجد الخطط والبرامج والأبحاث المتخصصة أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام. وأضاف أن السعودية، هي صاحبة التجربة الأكبر في هذا المجال من خلال تجربتها في موسمي الحج والعمرة اللذين يعدان التجمع الأكبر على المستوى العالمي من خلال الوقت والمساحة، وهذه التجربة تأتي في مقدمة التجارب العالمية المهمة في مجال إدارة التجمعات البشرية.

من جهته، قال الدكتور يعقوب المزروع، الأمين العام لمجلس الخدمات الصحية، إن وزارة الصحة تقدم طيفا واسعا من الخدمات الصحية يبدأ بالخدمات الوقائية التي تلقى الاهتمام الكبير في منافذ الدخول إلى المملكة لضمان التزام الحجاج بالاشتراطات الصحية التي تضعها المملكة، وتبلغ بها الدول والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الصحي، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية».

ولفت إلى أن للمملكة وعلى مدى العقود الماضية نجاحات كبيرة في ضمان حج خال من المشكلات الصحية، كما كان للوزارة دور متميز في التعامل مع جميع الأوبئة التي ظهرت على المستوى الدولي، ومنها الحمى المخية الشوكية في دول الحزام الأفريقي وإنفلونزا الخنازير وغيرها.

وأشار إلى أن تجربة المملكة في هذا المجال تعتبر تجربة ثرية تستحق الدراسة والاستفادة من الدروس التي يمكن استخلاصها، نظرا إلى ظروف المكان والزمان التي تعد ظروفا استثنائية وتتطلب قرارات وإجراءات غير اعتيادية للتعامل مع مثل هذه الأوبئة، واستطاعت المملكة ممثلة في وزارة الصحة وبدعم من القطاعات الصحية الأخرى تنفيذ الإجراءات المطلوبة بمهنية عالية مما ساهم في الوصول إلى مواسم حج خالية من الأمراض المعدية، حماية لصحة حجاج بيت الله الحرام والمواطنين والمقيمين في السعودية.