«الطيران المدني» تكشف عن 8 مشاريع تطويرية تستهدف كل المطارات الداخلية

بلغت تكاليف إدارتها وتشغيلها وصيانتها نحو 500 مليون ريال سنويا

TT

كشفت مصادر مطلعة في الهيئة العامة للطيران المدني، عن بلوغ تكاليف إدارة وتشغيل وصيانة المطارات الداخلية في السعودية نحو 500 مليون ريال سنويا، لافتة إلى أن تلك المطارات يستخدمها نحو 9 ملايين راكب سنويا خلال المرحلة الحالية، في حين يبلغ عدد العاملين بها ما يقارب 2000 موظف.

يأتي ذلك في وقت شرعت فيه الهيئة العامة للطيران المدني في تنفيذ خطط توسعية في مطاراتها الدولية، إلى جانب تدشين برنامج تطويري يستهدف المطارات الداخلية، في ظل اجتهاد شركات الخطوط الجوية بالسعودية التي تتضمن كلا من «الخطوط السعودية» و«ناس» و«الوفير» من خلال زيادة مسارات رحلاتها على المستويين الدولي والمحلي، فضلا عن زيادة عدد الطائرات في أساطيلها بهدف تحقيق الاستفادة من البنية التحتية الحديثة في المطارات.

وبالعودة إلى المصادر المطلعة، التي فضلت إغفال اسمها، أوضحت أن هناك نحو 8 مشاريع تطويرية تشمل مطارات السعودية الداخلية التي يزيد عددها على 23 مطارا، من ضمنها مشروع مطار الطائف الجديد التي تتمثل عناصره في إنشاء مخطط عام له مع تصاميم تفصيلية.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تم رصد ما يقارب 22 مليون ريال لتصاميم المشروع فقط، في حين ما زال المشروع قيد الدراسة بعد أن تم فتح المظاريف بهدف فحص العروض».

وأشارت إلى وجود مشروع التحسينات العاجلة للمطارات الداخلية التي تتضمن توسعة وتحسين صالات الركاب وبعض المرافق لنحو 8 مطارات داخلية تتمثل في الباحة ورفحاء وشرورة والأحساء والطائف والوجه والقصيم وحائل، مبينة أن الميزانية المقدرة لذلك المشروع تبلغ ما يقارب 62 مليون ريال ليتم إنجازه خلال 18 شهرا في ظل الانتهاء مما يزيد على 85 في المائة من إجمالي المشروع.

وأضافت: «تم إنجاز أكثر من 45 في المائة من مشروع تحسين بعض مدارج المطارات الداخلية المتضمن تقوية وتطوير جانب الطيران لنحو 7 مطارات تتمثل في الطائف ونجران وحائل وعرعر والقريات والوجه والقصيم»، موضحة أن الميزانية المرصودة لذلك المشروع تقدر بنحو 296 مليون ريال على أن يتم الانتهاء من تنفيذه بالكامل خلال 18 شهرا.

وفيما يتعلق بمشروع إعداد المخططات العامة للمطارات الداخلية أفادت المصادر المطلعة بأن عناصر هذا المشروع تشمل إعداد مخططات عامة لنحو 16 مطارا متمثلة في أبها وبيشة والأحساء والجوف والقصيم والباحة ووادي الدواسر وشرورة والوجه وطريف ورفحاء والدوادمي والقيصومة وحائل وعرعر والقريات، فضلا عن تصاميم تفصيلية لمطارات حائل وعرعر والقريات، موضحة أن تكلفته بلغت 30 مليون ريال ليتم تنفيذه خلال 3 سنوات في الوقت الذي تم فيه إنجاز أكثر من 35 في المائة منه حتى الآن.

ولفتت إلى أن مشروع إنشاء مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز في جازان يشمل إعداد مخطط عام للمطار الجديد مع التصاميم التفصيلية بتكلفة وصلت إلى 10 ملايين ريال، حيث سيتم تنفيذه في غضون 18 شهرا، غير أن ذلك المشروع لا يزال تحت الترسية.

واستطردت في القول: «يتكون مشروع مطار الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز في العلا الذي بلغت تكلفته ما يقارب 155 مليون ريال، من مدرج بطول 3050X 45 متر، ومواقف لثلاث طائرات في وقت واحد، وصالة سفر لخدمة نحو 100 ألف راكب سنويا، فضلا عن إنشاء مرافق عامة مع بنية تحتية كاملة للمطار»، مؤكدة أنه من المتوقع افتتاحه خلال الفترة القريبة القادمة.

وحول مشروع إنشاء مطار نجران، أبانت المصادر المطلعة أن هذا المشروع المتضمن إنشاء كل من صالات سفر لخدمة 1.4 مليون راكب سنويا، وساحة وقوف تستوعب أربع طائرات في وقت واحد، ومرافق عامة مع بنية تحتية كاملة للمطار، بلغت تكلفته نحو 315 مليون ريال، مشيرة إلى أنه تم إنجاز أكثر من 35 في المائة من إجمالي المشروع حتى الآن، وحددت له مدة لتنفيذه تصل إلى 3 سنوات.

وزادت: «يشمل مشروع مطار تبوك الإقليمي إنشاء صالات سفر تخدم ما يقارب 1.3 مليون راكب سنويا، ومرافق عامة مع بنية تحتية كاملة للمطار، وذلك بتكلفة تقدر بنحو 239 مليون ريال، حيث تم الانتهاء من تنفيذ ما يزيد على 65 في المائة من إجمالي المشروع الذي تبلغ مدة تنفيذه عامين».

وكان المهندس عبد الله رحيمي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، قد كشف لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن وجود جملة من المشاريع التي تشهدها مطارات السعودية كافة البالغ عددها ما يقارب 29 مطارا، لافتا إلى أن بعضها يشهد إنشاء جديدا، في حين يتم العمل على البعض الآخر بتوسعته كاملا وفق ما يتماشى مع الطلب.

وأضاف آنذاك بأن المشاريع تشمل مطار تبوك «الذي سيتم الانتهاء منه بعد عيد الأضحى، بينما سيتم الانتهاء من مطار نجران العام القادم، إضافة إلى أنه تم الانتهاء من مطارات العلا وينبع وبيشة»، مبينا أن مطار حائل ما زال تحت المناقشة مع مستثمر أجنبي لتطويره في المدينة الاقتصادية.

وزاد أنه سيتم بناء مطارات جديدة في كل من الطائف وجازان والقنفذة والقريات، حيث تعتمد على معايير معينة في إنشائها، مضيفا: «يتم وضع تلك المعايير بحسب حجم السكان والخدمات الموجودة في المنطقة، مع مراعاة معدلات النمو الاقتصادية بها».

الجدير بالذكر أن «الطيران المدني» وقعت يوم السبت الماضي عقدا مدته عشر سنوات مع شركة «JCDecaux ATA» الفرنسية، إحدى شركات الإعلانات الخارجية في أوروبا، بهدف حصولها على امتياز حصري للإعلانات في مطارات السعودية كاملة.

ويغطي العقد الذي تبلغ قيمته ما يقارب مليار ريال سعودي أربعة مطارات دولية، تتمثل في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومطار الملك فهد في الدمام، إلى جانب مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، ونحو 22 مطارا على مستوى السعودية.

وتلعب شركة «JCDecaux ATA» الفرنسية دور الريادة في مجال الإعلانات الخارجية في المنطقة بأقساط تأمين فريدة من نوعها، حيث تحوي مواقع رئيسية تهدف إلى جماهيرية عالية في الأسواق المتزايدة بسرعة شديدة.

وتعد السعودية الأكثر ازدهارا من الناحية الاقتصادية في المنطقة من خلال احتياطها البترولي المقدر بربع احتياطي العالم، تغذي من خلاله مشاريعها التنموية والاستثمارية بمائة مليار دولار.

قامت الهيئة العامة للطيران المدني بتنفيذ خطط قوية بهدف تطوير مطاراتها الدولية والمحلية وتوسيع كل من خطوط وأساطيل شركتي الطيران الوحيدتين في السعودية «الخطوط السعودية» و«ناس»، من أجل خدمة البنية التحتية الجديدة للمطارات.

وشهدت المطارات الـ26 الموجودة في السعودية تطورا قويا ومستمرا في ظل قيامها بخدمة 45.3 مليون مسافر خلال عام 2009، في حين كان نصيب المطارات الدولية الأربعة منها ما يقارب 39.4 مليون مسافر، إلى جانب وصول حركة الطيران في الشرق الأوسط إلى أعلى مستوى في النمو عالميا بزيادة 7.1 في المائة في العام نفسه.