لقي خمسة عمال (ثلاثة من الجنسية النيبالية وعاملان من الجنسية الهندية) مصرعهم، بينما أصيب عامل سادس (يحمل الجنسية النيبالية) بإصابات وصفت بالخطيرة، في أسوأ حادثة تشهدها القطارات السعودية، وقد وجه المهندس عبد العزيز الحقيل، الرئيس العام للمؤسسة، بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادثة. ووقعت الحادثة في منطقة يجري فيها العمال صيانة للخط الحديدي، وذلك نتيجة انقلاب عربتين من عربات القطار الذي كان في رحلة لتزويد مشروع ازدواج الخط الحديدي، وكان القطار ينقل مادة البلس (الكنكريت) المستخدمة في تسوية وتهيئة الأرضية للقضبان الحديدية التي يمر عليها القطار، ويتبع العمال الستة شركة تنفذ ازدواج الخط الحديدي بين العاصمة الرياض ومدينة الهفوف بمحافظة الأحساء.
وتعد حادثة دهس العمال هي الحادثة الأعلى في عدد الوفيات بين حوادث قطارات السعودية وقطارات المؤسسة، على وجه الخصوص، خلال السنوات الأخيرة، والثانية التي تتعرض لها قطارات المؤسسة لهذا العام. وبين محمد أبو زيد، مدير العلاقات العامة بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أن عمال الشركة كانوا ينفذون برنامج صيانة للخط الحديدي في فترة توقف الرحلات بعد الساعة العاشرة ليلا إلى صباح اليوم الثاني، حيث تنفذ الشركة صيانة للخط الحديدي كما تنفذ مشروع ازدواج لخط الركاب.
أوضح أبو زيد أن المؤسسة فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة، بينما أوقفت الرحلات بين مدينتي الرياض والهفوف، وأشار إلى أن خطأ ارتكبه قائد قطار الصيانة أدى إلى الحادثة المؤسفة. وتنفذ المؤسسة العامة للخطوط الحديدية مشروعا متكاملا بقيمة 650 مليون ريال، لازدواج الخط الحديدي المخصص للركاب بطول 300 كم متر، بين العاصمة الرياض ومحطة الدمام، تم تنفيذ 150 كم منها، بينما تخطط المؤسسة لترسية الـ150 الأخرى خلال الفترة المقبلة، كما تعمل على تأهيل الخط الحديدي لتحمل سرعات تصل إلى 300 كم في الساعة.
وتنقل قطارات المؤسسة في رحلاتها بين الدمام والرياض نحو 2800 راكب يوميا، يرتفع هذا العدد في إجازة نهاية الأسبوع ليصل إلى نحو 4500 راكب.
يشار إلى أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ألغت رحلاتها ليوم واحد بين محطتي الرياض والهفوف في محافظة الأحساء، حيث أكد أبو زيد أن الرحلات توقفت، فقد ألغت المؤسسة ست رحلات كانت تنقل المسارين بين المحطتين، وبحسب أبو زيد فإن المؤسسة وفرت حافلات (باصات) لنقل الركاب الذين ألغيت حجوزاتهم، كما طرحت أمامهم خيار استعادة ثمن التذكرة في حال لم يرغب المسافر في مواصلة رحلته إلى محطته المقبلة بالحافلة.
وكانت المؤسسة قد أشارت في بيان لها إلى أن مصدرا مسؤولا بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أبلغ أنه عند الساعة 4:30 فجر هذا اليوم الاثنين 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وقعت حادثة دهس لستة عمال تابعين لشركة «أريكريدون» المحدودة كانوا يعملون على الخط الحديدي رقم (1) المخصص لقطارات الركاب، مما أدى إلى وفاة خمسة منهم وإصابة سادس بجروح مختلفة.
وأضاف المصدر أن الحادثة نتجت عن تدحرج عربتين محملتين بالبلس أثناء قيام قائد القطار بعمل مناورة لعكس اتجاه القاطرة عند الكيلومتر (407)، حيث تحركت العربتان بشكل فاجأ عمالا كانوا يقومون بتجديد جزء من الخط الحديدي، حيث توفي خمسة منهم في موقع الحادثة بينما تم نقل العامل السادس إلى أحد المستشفيات القريبة متأثرا بجروح مختلفة. وقال المصدر إن الحادثة تسببت في إلغاء الرحلتين (2) و(4) المغادرتين من الرياض إلى الهفوف صباح هذا اليوم، والرحلتين رقم (1) و(3) المغادرتين من الهفوف إلى الرياض. بينما تعمل فرق الصيانة على إزالة مخلفات الحادثة وفتح الطريق أمام القطارات في أسرع وقت ممكن. وأوضح المصدر أن التحقيقات الأولية ترجح وجود خطأ بشري ناتج عن عدم قيام مشرف القطار بتأمين العربتين عند فصلهما على الرغم من وجود تعليمات واضحة تؤكد ذلك، إضافة إلى إلزام جميع العاملين على القطارات بحضور دورات تدريبية في مجال التشغيل والسلامة تهدف إلى رفع قدراتهم التشغيلية في مجال أعمال وظائفهم.
كما تضمن البيان توجيه المهندس عبد العزيز الحقيل، الرئيس العام للمؤسسة، بإجراء تحقيق عاجل للوقوف على الأسباب التفصيلية التي أدت إلى وقوع الحادثة الأليمة وإعداد تقرير شامل يتم رفعه خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا من تاريخه، مؤكدا ضرورة اتخاذ الإجراءات كافة التي تضمن سلامة تشغيل القطارات والمسافرين ووضع ضوابط نظامية رادعة بحق من يثبت تقصيره في أداء مهام عمله. والمؤسسة إذ تأسف لوقوع هذه الحادثة الأليمة التي أودت بحياة هذا العدد من عمال الشركة، لَتعتذر لعملائها الكرام للإرباك الذي تعرضوا له بسبب إلغاء هذه الرحلات وتعدهم بالعمل على سرعة فتح الخط أمام الرحلات المقبلة.