جدة: «لجنة السياحة» تتحرك للوقوف في وجه قرار بمنع دخول الشبان إلى الأسواق

رئيس اللجنة لـ«الشرق الأوسط»: قراراتهم فردية وليس هناك قرار رسمي

TT

تحركت غرفة جدة ممثلة في لجنة السياحة للوقوف في وجه قرارات منع دخول الشبان إلى الأسواق والمراكز التجارية. وسط تأكيدات بأنها قرارات فردية لا تستند لأي مسوغ رسمي.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الأمير عبد الله بن سعود رئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة الرفع بخطاب إلى مجلس إدارة الغرفة التجارية بخصوص قرار منع دخول الشبان إلى المراكز التجارية المستند إلى قرارات فردية من دون الاستناد لقرار رسمي.

وقال رئيس اللجنة السياحية لـ«الشرق الأوسط»: «خاطبنا مجلس إدارة الغرفة للرفع للجهات الرسمية لإيجاد حل لمنع دخول الرجال للمراكز التجارية». مشيرا إلى أن «ذلك يتنافى مع توجه المدينة السياحي، ولكون المراكز التجارية من أهم عوامل الجذب السياحي في المنطقة، إضافة إلى أن جدة تعد من أكبر مدن التسوق في الشرق الأوسط، والمنع يخالف سياسات تشجيع السياحة»، وأضاف الأمير عبد الله بن سعود رئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة خلال اجتماع اللجنة أول من أمس في غرفة جدة أن «هذا التصرف غير مقبول وغير لائق»، وقال إن «المراكز التجارية تعتبر من المواقع العامة ويحق لأي شخص أن يدخلها، ولا يجوز أن يكون هناك تمييز بين الرجال والنساء في مثل هذه المواقع العامة». لافتا إلى أن «هذه المراكز التجارية يتوفر فيها عناصر من الأمن التابعون للمركز عليهم أن يضبطوا الأمن ويعاقبوا أي شخص يسيء الأدب والتصرف».

وهنا علق لـ«الشرق الأوسط» عضو في مجلس إدارة بمركز «الصيرفي مول» رفض الإفصاح عن اسمه، بأن «القرار ليس المنع، ولكن التخفيف، خاصة وقت الإجازات، وذلك لأن دخول الشبان يسهم بشكل كبير في عزوف العائلات عن دخول المركز، ويضر بحركة الشراء الاقتصادية في المركز». مشيرا إلى توفير مداخل خاصة للشبان.

وهنا نعود إلى تعليق سابق لـ«الشرق الأوسط» لرجل الأعمال معتز كيال عضو مجلس المديرين ورئيس اللجنة التنفيذية في سوق «رد سي مول» الذي أوضح في ذلك الحين عند افتتاح السوق أنه اتخذ قرارا بعدم منع الشبان من الدخول، لكن السوق اضطرت بعد أسابيع من فتح أبوابها أمام الجميع إلى اتخاذ إجراءات بمنع الشبان، وهو ما علق عليه كيال بقوله: «لم نكن نمنع الشبان من الدخول، ولكن بعد أن تم رصد حالات من خرق القوانين ومضايقات للعائلات، اضطررنا إلى اتباع ما تعمل به الأسواق الأخرى بالمنع خلال نهاية الأسبوع»، وتابع: «على الرغم من أن المنع لم يكن في أجندتنا، حيث جهزنا دورا كاملا بالاحتياجات كافة للشبان»، مشيرا إلى أن الوعي هو الحل الوحيد لهذه القضية. وهنا يعلق الشاب سامر الزهراني بقوله: «الحقيقة أن قرار منع الشبان من الدخول قرار جائر وظالم من ناحيتين؛ الأولى، من ناحية الشبان الذين يشعرون أنهم فئة معزولة ولا يهتم بها أحد، والثانية أنه ظالم لأصحاب المحلات الرجالية التي لن يشتري منها أحد إذا منع الشبان من الدخول إلى الأسواق»، ويضيف: «حتى متى تصبح كل الأماكن مخصصة للعائلات، بينما الشبان يدورون في فلك من دون أن يجدوا مكانا لهم يفرغون فيه طاقاتهم».

وعلى الرغم من كل ما سبق، فإن الزهراني يعترف أن هناك تصرفات سيئة أحيانا من بعض الشبان، لكنه يستطرد ليوضح: «لا يمكن الحكم على الجميع بعمل شخص أو اثنين أو أقل أو أكثر. يجب فتح المجال أمام الجميع ومعاقبة المسيء عقوبة رادعة». وبالحديث عن قضية منع الشبان من دخول الأسواق، يجب ذكر موقف اتخذته في وقت سابق إحدى الأسواق بالسماح للشبان بالدخول مقابل شراء كوبونات بـ25 ريالا يتم صرفها داخل أروقة السوق من مشتريات أو مقاه وخلافه، وقد توقف بعد جدال طويل وخلافات مع جهات رسمية.

بعض الأسواق لجأت إلى فرز الشبان وإدخال من ترى فيه الصلاح والالتزام الأخلاقي، وهو ما يؤكده محمد علوي الرئيس التنفيذي في مركز أسواق البحر الأحمر «رد سي مول» بقوله: «نحن لا نمنع دخولهم، بل إن 50 في المائة من محلات السوق مخصصة للشبان، ونحن لا نمنع كل الشبان، بل نرحب بالشبان الملتزمين ونقوم بعملية فرز أمام البوابات».

وبالعودة إلى الأمير عبد الله بن سعود رئيس اللجنة السياحية في غرفة جدة، فقد طالب خلال اجتماع اللجنة أول من أمس في غرفة جدة بضرورة تكوين لجنة مختصة بتنفيذ الفعاليات، بحيث يتم إصدار التراخيص من خلالها من دون الحاجة إلى الذهاب والتنقل بين الإدارات الأخرى، مقترحا أن يكون أمين محافظة جدة هو رئيس هذه اللجنة، لأن الأمانة هي الجهة الوحيدة التي تمتلك آليات تنفيذ الفعاليات وذلك بالتعاون مع اللجنة السياحية في غرفة جدة.

وقال خلال الاجتماع في غرفة جدة أول من أمس إنه بحث مع أمين جدة الدكتور هاني أبو راس عدة معوقات للسياحة في جدة، ووعد بأن تكون السياحة من أولوياته خلال الفترة المقبلة. مبينا أنه «لا بد من تحويل أمانة جدة من عائق للسياحة إلى أن تكون داعما رئيسيا لها». مشيرا إلى «إننا نعتزم عقد اجتماع موسع مع الأمين خلال الفترة المقبلة لاطلاعه على الوضع السياحي والمرافق السياحية في جدة وتسليط الضوء على حال المرافق والخدمات السياحية والعمل مع أمانة جدة لاختيار جدة عاصمة للسياحة لعام 2012».