تقلبات الأجواء تعيد الفيروسات للواجهة

فيما أفصحت مجموعة من شركات الأدوية عن استعدادها بالتطعيمات الوقائية

TT

حذر مصدر صحي من خطورة تقلب الأجواء التي تعيشها السعودية، بما يؤدي إلى تفشي الفيروسات في هذه الأيام، معتبرا تقلبات درجات الحرارة التي تسبق حلول فصل الشتاء من أهم المسببات في الإصابة بمجموعة من الفيروسات العالقة في الأجواء.

وقال الدكتور سعود الحسن، استشاري طب الأسرة والمجتمع، ببرنامج مستشفى قوى الأمن بالرياض: «إن درجات الحرارة العالية والمنخفضة تحد من قدرة الأفراد على النشاط الجسماني والرياضة البدنية والعمل الميداني مما يؤدي لضعف اللياقة ونقص المناعة».

وأضاف الحسن: «عند درجات الحرارة المعتدلة فإن الجراثيم تنشط وتستطيع التكاثر بشكل أسهل وبالذات التي لها علاقة بأمراض الجهاز التنفسي، كما أن زيادة الرقعة الخضراء يترتب عليها زيادة كمية غبار الطلع الذي يؤدي لزيادة أمراض الحساسية الجلدية والصدرية، أما في الأجواء القاحلة والصحراوية فتكثر الرياح والجفاف والغبار الذي يساعد على حدوث أمراض الجهاز التنفسي العلوي وجفاف الأنف والحلق».

وأبان الحسن أن التقلبات الجوية السريعة من حرارة وبرودة ورطوبة وجفاف لها أثر أكبر في حدوث أمراض الجهاز التنفسي لما تسببه من تنشيط للفيروسات في الجو وفي القصبة الهوائية.

وعن الإجراءات الاحترازية، أكد أن الوقاية تكون على طريقتين هما الخطوات الوقائية وتركز على عدم الانتظار حتى حدوث مشكلات صحية للتدخل الطبي وهذه الخطوات بالطبع تختلف باختلاف الوقت والوضع والمكان، أما الخطوة الأخرى فتستلزم العلاج المبكر، وتعني التدخل بأخذ الدواء المناسب في المراحل الأولى للمرض، وعدم انتظار استفحال المشكلة خصوصا عند الفئات المعرضة لحدوث مضاعفات مثل كبار السن، والأطفال، ومرضى السكر والضغط والقلب، والمدخنين، وأصحاب السمنة المفرطة، والحوامل، ومن لديهم نقص في المناعة.

وعن المراحل العمرية التي تكثر فيها الفيروسات الهوائية أوضح الدكتور الحسن أن الأطفال من أكثر الفئات تعرضا للإصابة بأمراض التقلبات الجوية، يليهم كبار السن خاصة المقعدين أو أصحاب الإعاقات الحركية أو الأمراض المزمنة. وكشفت نتائج دراسات طبية، ظهور أمراض لها علاقة مباشرة بدخول فصل الشتاء مثل القلق والانتحار والاكتئاب، بالإضافة إلى تعرضهم لحالات نفسية مضطربة، خصوصا في الشتاء القارص وذلك في المناطق التي يتساقط فيها الثلج ويستمر لفترات طويلة تختفي فيها الشمس مما يعوق حركة الناس وقيامهم بأعمالهم ونشاطهم البدني. يذكر أن هناك جفافا يحدث مع فصل الشتاء لا ينتبه له كثير من أفراد المجتمع خصوصا في المناطق التي تقل درجة الحرارة فيها عن الصفر، مثلا مناطق شمال السعودية، والسبب في ذلك أن بخار الماء الذي يوجد عادة في الجو ويسبب الرطوبة يتكثف في البرد القارص ويسقط مع الندى أو يتجمد على الأسطح وتقل نسبته في الجو مما يؤدي لحدوث الجفاف.

ومن جهة أخرى أكد الدكتور الحسن أن مرض إنفلونزا الخنازير (إتش1 إن 1) لم تختف، ولكن اتضح من الناحية العلمية عدم خطورتها وأنها لا تزيد عن كونها أحد الأنواع العادية من الإنفلونزا الموسمية، التي ينبغي التوقي منها بالإجراءات المعتادة مثل تجنب أماكن الزحام والحرص على تناول السوائل وتفادي الانتقال من الأماكن الدافئة للخارج بشكل مباشر وتغطية الأنف والفم عند التعرض لأجواء شديدة البرودة أو رياح شتوية جافة.

وأوضح الحسن أن الأشخاص المعرضين للعدوى ومضاعفاتها بشكل كبير مثل كبار السن أو المصابين بالسكر وأمراض القلب أو أمراض الحساسية الصدرية والربو وغيرهم من ضعيفي المناعة، يتوجب أن يحصلوا على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية كل عام الذي يتوفر خلال نهاية شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام.

فيما أفصحت مجموعة من شركات الأدوية الطبية المحلية أنها مستعدة هذا الموسم، إلا أن المتابعين لهذا الشأن الصحي أشاروا إلى أن تلك الاستعدادات تتركز على التطعيمات الوقائية، في الوقت الذي تحفظت فيه بعض الشركات عن أسماء الأدوية بحجة عدم إجازتها من الجهات ذات الصلة يشار إلى أن الدكتور سعود الحسن يشرف على مكتب الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالرياض، وهو يعنى بإعداد برنامج للتوعية الصحية بأمراض الشتاء وأهمية أخذ الإجراءات الوقائية لتفادي المشكلات الصحية التنفسية، وخصوصا مرض الإنفلونزا الذي يتسبب سنويا في كثير من الإصابات التي ينتج عنها تغيب عن العمل والمدرسة وقد تؤدي كذلك لمضاعفات عند البعض.