«الشؤون الإسلامية» تطالب دعاتها بالتزام قاعدة «المشقة تجلب التيسير» في موسم الحج

الوزير آل الشيخ طالبهم بالرجوع لفتاوى العلماء المعروفين باعتدالهم.. ورفع الحرج عن الحجاج

«الشؤون الإسلامية» طالبت دعاتها بالتيسير على الحجاج ورفع الحرج عنهم (تصوير: خضر الزهراني)
TT

طالبت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية، دعاتها بالتزام قاعدة «المشقة تجلب التيسير» وغيرها من قواعد التيسير، خلال موسم الحج لهذا العام، داعية إياهم للتيسير ما استطاعوا على الحجاج.

ودعا الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، في حديثه أمس، الدعاة التابعين للوزارة بالرجوع لفتاوى العلماء المعروفين باعتدالهم، وذلك للتيسير على حجاج بيت الله الحرام.

وشدد الوزير آل الشيخ على ضرورة التزام الدعاة بالتعامل بحكمة وعناية واهتمام بالغ للأخذ بقواعد التيسير في الحج، ومنها قاعدة المشقة تجلب التيسير، ورفع الحرج عن الحجاج، والتزامهم بنشر مفهوم ومبادئ الوسطية والاعتدال، ونشرها كمجموعة من المفاهيم أثناء ردودهم على أسئلة الحجاج.

وقال آل الشيخ موجها حديثه للدعاة في الحج: «إذا جاءكم الحاج ولديه مسألة أو سؤال لم يجد له جوابا فلا تجعلوه يقع في حيرة من أمره، وزودوه بالجواب المفيد الكافي والشافي من كلام العلماء وبذلك نكون قد ساعدناه، وربما يكون السائل قد وقع في الخطأ عن جهل أو ناسيا للحكم، أو حصل على المعلومة الخطأ من المصدر غير الموثوق بكلامه وعلمه، أو فهمها فهما خاطئا وهنا لا بد لنا من التيسير في الحكم وعدم الاستعجال، وعلينا بالرجوع لفتاوى العلماء المعروفين والمعتدلين لكي نسهم في دعم جوانب الاستقرار في رحلة هذا السائل».

إلى ذلك، كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، الاستعانة بـ300 داعية من دول مختلفة في توعية الحجاج بلغاتهم المختلفة خلال فترة الحج.

مقابل ذلك، أكد وزير الشؤون الإسلامية حرص الوزارة على العناية والعمل بمبدأ التطوير عند إعداد البرامج وتأهيل الدعاة والمترجمين والموظفين وجميع المشاركين ليتمكنوا من تنفيذ خطة الوزارة لتوعية الحجاج وفق مسار جديد يعزز قدراتهم، ويسهم في تحسين أدائهم وعطائهم، ويحافظ على استمرارهم في قيامهم بدورهم على أكمل وجه، ولكي تصل رسالتهم وفق ما تتطلع إليه القيادة.

وأضاف آل الشيخ أن من أبرز أهداف الوزارة لهذا العام إيصال المعلومات مختصرة ومبسطة، مفيدة وواضحة ومفهومة للحجاج، وبلغاتهم، وعبر وسائل متعددة يمكنهم الحصول عليها على مدار الساعة في المكان الذي يتواجدون فيه قبل وبعد وصولهم من بلادهم، وقبل وبعد مغادرتهم، مشيرا إلى أن تلك الأعمال غالبا ما تتنوع ما بين الخدمات الدعوية والإرشادية.

وأضاف: «ولهذه المرحلة أعددنا خطة متكاملة وبرامج متنوعة شارك في تنفيذها مجموعة كبيرة من الدعاة والمترجمين والموظفين؛ تم توزيعهم على عدة لجان شرعية وعلمية وتقنية وفنية وإدارية وإعلامية وخدمية تحت الإشراف المباشر من اللجنة العليا للحج بالوزارة، وهي الجهة المسؤولة عن التخطيط والمتابعة لكل ما له علاقة وصلة بأعمال الوزارة في الحج، وهي الجهة التي تدرس وتبحث وتتابع مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ لخطة الوزارة السنوية لبرامج توعية الحجاج.

وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن الوزارة، إضافة لمهامها الدعوية، تقوم بتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على الحجاج من المصحف الشريف، وهي عبارة عن مصحف من طباعة مجمع الملك فهد بإصدارات وتراجم مختلفة تقدم إلى كل حاج أثناء مغادرته لبلاده من جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، وكذلك تقوم الوزارة بدورها في توعية الحجاج عبر الكتاب والشريط والنشرات، ضمن خطة كبيرة لها عدة مراحل وذات أبعاد تصب في جانب نشر العلوم والأحاديث النبوية والفقه والأحكام والعقيدة والشريعة، وتضمنت الخطة توزيع الملايين من الكتب والأشرطة والأفلام والوسائل الدعوية التي تم إعدادها عبر وكالات الوزارة المختلفة ولجانها المختلفة ليستفيد منها الحجاج بأكثر من 30 لغة عالمية، إضافة إلى البرنامج الدعوي الإعلامي الكبير الذي ركزنا عليه في موسم هذا العام لنشر المعلومات الدعوية، بالتعاون مع عدد كبير من القنوات الفضائية ومختلف أنواع الوسائل التقنية والأشرطة المسموعة والمطبوعات، وهو ما نجحت الوزارة في التعامل معه باحترافية، واستخدامه وتطويعه لخدمة الدعوة وإخراجه عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وأكد وزير الشؤون الإسلامية أن الوزارة أدركت أهمية الاستفادة من وسائل الإعلام، وخاصة بعد التجارب الناجحة خلال السنوات الأخيرة الماضية.

وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن خطة الوزارة لتوعية الحجاج خلال موسم الحج في هذا العام، تنطلق من محاور أساسية وفي إطار حلقات مترابطة من المواضيع والبرامج والمحاور والمسارات المتوازية المنبثقة عن خطط وجهود قطاعات ومؤسسات المملكة التي سخرت جميع طاقاتها وقطاعاتها وقدراتها ورجالاتها لخدمة وفود الرحمن.

وأكد آل شيخ أن الجهود المشتركة للمؤسسات والوزارات الحكومية، والجامعات، والشركات الأهلية، ومؤسسات الطوافة، ومقدمي الخدمات، والفنادق، والمواصلات، والاتصالات، والتعاون فيما بينها سيكون له الدور البارز في دعم تلك الجهود المباركة الرامية لتقديم خدمات متميزة وراقية ومتنوعة ومتميزة لضيوف الرحمن، الذين دأبت هذه البلاد المباركة وولاة أمرها وأبناؤها على تقديمها للحجاج قبل وبعد وصولهم، وأثناء أدائهم للفريضة، وحتى مغادرتهم وعودتهم إلى بلادهم سالمين.

، وأوضح الوزير آل الشيخ أن برامج الوزارة في الحج تسير في مسارات متعددة، «أبرزها تجهيز المساجد في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنى وعرفة والمشعر الحرام والمواقيت، وجميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، وتوزيع المطبوعات عند قدوم الحجاج والمصحف الشريف هدية خادم الحرمين الشريفين عند مغادرتهم، وتوعية الحجاج وإرشادهم عبر برامج التوعية المباشرة، ومنها خطب الجمعة، وعبر المحاضرات والدروس والندوات في أحياء مكة والمدينة، وحول الحرمين الشريفين، من خلال مراكز التوعية المنتشرة في جميع المواقع التي يتواجد فيها الحجاج وأماكن إقامتهم.