وزارة الصحة تعترف بتحملها عبئا كبيرا لمواجهة إنفلونزا الخنازير بموسم الحج

أعلنت لـ «الشرق الأوسط» عن بدء رصد الإنفلونزا الموسمية لأول مرة خلال هذا العام

TT

اعترفت وزارة الصحة بتحملها عبئا كبيرا خلال موسم الحج الحالي من أجل مواجهة مرض إنفلونزا الخنازير، في ظل معاودة ظهوره مؤخرا، الأمر الذي دفع بها إلى زيادة عمليات الترصد الوبائي في السعودي طيلة فترة الحج، عدا عن استخدامها عددا من الأجهزة التي تكشف عن وجود أكثر من 15 فيروسا في آن واحد.

وكشف الدكتور زياد ميمش، وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، عن بدء رصد حالات الإنفلونزا الموسمية منذ مطلع العام الحالي، وهو ما لم يكن موجودا في السابق، عدا عن فحص الكثير من العينات لمعرفة معدلات الإصابة، مع التأكيد على الحجيج بضرورة أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية والالتزام بالاشتراطات الوقائية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كانت وزارة الصحة تسجل نحو 20 حالة إصابة بالإنفلونزا الموسمية أسبوعيا خلال مطلع العام الحالي، غير أن تلك المعدلات انخفضت لتصل إلى ما يقارب حالتين كل أسبوع»، مشيرا إلى أن عملية الترصد ستستمر طيلة موسم الحج، بينما سيعاد النظر فيها بعد انقضاء الموسم.

وفي ما يتعلق بطرق مواجهة فيروس إنفلونزا الخنازير، أفاد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي بأنه سيتم التعامل معه بنفس الطرق التي تتخذ في حال التعامل مع الإنفلونزا الموسمية، من حيث إعطاء العلاج المناسب والمحافظة على وسائل النظافة والتعقيم.

يأتي ذلك في وقت انطلقت فيه أمس السبت فعاليات المؤتمر الدولي للحشود والتجمعات البشرية الذي تنظمه وزارة الصحة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بحضور أكثر من 500 مشارك و30 متحدثا من داخل السعودية وخارجها، ويستمر لمدة ثلاثة أيام متتالية في فندق هيلتون جدة.

وبدأ المؤتمر فعالياته بجلسة عمل تحت عنوان «طب الحشود والتجمعات البشرية»، وتم اختيار الحج كنموذج متميز ومتفرد في هذا المجال، حيث شارك في الجلسة الأولى كل من الدكتور حبيب زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية، واللواء المهندس منصور التركي، المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية، إلى جانب وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي.

وأكد وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية على أن السعة المقدرة لاستيعاب حشود الحجاج في المشاعر المقدسة ليست كافية، نتيجة ضيق الوقت ووجود أداء شعيرة رمي الجمرات خلال ساعات محددة.

وبين أن تلك الكثافة البشرية التي تتحرك في زمن واحد تمنع سيارات الإسعاف من تقديم الرعاية الصحية لأي محتاج، مما يجعل الأمر صعبا من ناحية تقديم الخدمات العلاجية والطبية، مشيرا إلى وجود الكثير من الدراسات واتخاذ بعض الخطوات في إعادة تصميم الجسور الخاصة برمي الجمرات، وذلك عن طريق الاستعانة بالاستشاريين من شركات عالمية هندسية.

وأضاف «تم طرح كل المشكلات التي كانت تواجه منطقة الرمي، إلى جانب الاستعانة بشركات ألمانية لإجراء بحوث والخروج بتصاميم عالمية من خلال فريق من المهندسين والباحثين».

واستطرد بالقول «إن إنشاء الجسر الجديد للجمرات يعد أحد الحلول التي من شأنها أن تسهم في حل الإشكاليات، وهو مكون من ستة طوابق بما فيها الأرضي، عدا عن مستوى واحد لرمي الجمرات، إضافة إلى أن ذلك الجسر يرتبط بنفقين لتسهيل عملية الخروج).

وأعلن عن وجود 90 كاميرا لمراقبة حركة جسر الجمرات والموجات البشرية المتدفقة واتجاهاتها، والتي توضح ساعات الذروة والانخفاض بين الساعة والأخرى، إضافة إلى وجود معلومات عن الطاقة الاستيعابية لكل طابق في ظل استخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيا لإدارة تلك الحشود، عدا عن أبراج تلفزيونية تزود الحجاج بمختلف المعلومات وتذكرهم بالاختيار بين التنظيم والانتظام، وبين العشوائية والتلقائية، إلى جانب سيارات خاصة لخدمة المعاقين.

اللواء المهندس منصور التركي أشار إلى وجود نحو 2.5 مليون مسلم يؤدون فريضة الحج لهذا العام، من بينهم 700 ألف يسيرون على الأقدام، عدا عن 75 ألف سيارة تقوم بنقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة خلال فترة زمنية تتراوح بين 4 و6 أيام.

وذكر أن الطاقة الاستيعابية للحرم المكي تبلغ نحو 700 ألف مصلٍّ، يتجمعون حول الكعبة في يوم واحد، مما يشكل ضغطا شديدا على تلك المنطقة، إلى جانب أن سعة الطواف تصل لما يقارب 53 ألف شخص في جميع مستويات الحرم المكي، بينما تبلغ طاقة المسعى نحو 118 ألف شخص.

وأضاف التركي «بدأت استراتيجية إدارة الحشود التي تم اتباعها بتحديد نسبة الحجاج القادمين إلى الحج بالنسبة للدول الإسلامية، وذلك بمعدل شخص واحد من كل 1000 شخص، إضافة إلى العمل على تقسم الحجاج لأفواج والأخذ في الاعتبار أن جسر الجمرات متعدد الطوابق، والتأكد من عدم وجود تكدس في هذه المناطق».

وأبان وجود برنامج لتطوير إدارة الحشود البشرية بدأ العمل عليه في منطقة الجمرات، ليتم اتباعه أيضا في الطواف والسعي ومن ثم بقية المناطق بالمشاعر المقدسة حسب الجدول الموضوع.

وبالعودة إلى الدكتور زياد ميمش، اعتبر أن العمل على مواجهة مرض إنفلونزا الخنازير خلال موسم الحج يحتاج إلى زيادة أعداد العاملين والتجهيزات والأدوات المخبرية، وهو ما من شأنه أن يكلف مبالغ كبيرة، غير أنه لم يفصح عنها.

من جهته، أوضح الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوزارة تتبع الأساليب العلمية في الاشتراطات الصحية المتعلقة بمرض إنفلونزا الخنازير، والتي تضعها بعد القيام بالرصد والتحري في كل دول العالم الإسلامية وغير الإسلامية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومراكز رصد الأمراض المعدية.