السعودية: الإعلان عن جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية لطب الحشود والتجمعات البشرية

في حين سيتم البدء في تنفيذ جميع التوصيات خلال الأسبوع المقبل

جانب من الجلسة الختامية للمؤتمر، أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن تبنيها فكرة لتكريم المتميزين في التأصيل الممارسي والبحثي في مجال طب الحشود من خلال جائزة ذات صفة عالمية تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على أن يكون مقرها السعودية، لافتة إلى أن تلك الجائزة ستمنح كل عامين عند انعقاد المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية.

وأوضح الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أنه سيتم الرفع بتلك الفكرة التي تعد إحدى توصيات المؤتمر إلى الجهات المنظمة في الدولة للموافقة عليها، ومن ثم وضع معاييرها والمجالات المخصصة للجائزة. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم البدء في العمل على تنفيذ توصيات المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية ابتداء من الأسبوع المقبل، وذلك عقب دراستها والعمل على إسناد كل مهمة منها إلى الجهة المختصة بها».

يأتي ذلك في وقت خرج فيه المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية بعدد من التوصيات خلال ختام أعماله أمس، حيث التوصية بإنشاء جهة مرجعية دولية مختصة بصحة الحشود والتجمعات البشرية مقرها السعودية تكون مسؤولة عن مهام عدة، من بينها إعداد قاعدة بيانات لدراسة ومتابعة الوضع الحالي ومدى التقدم المحرز في تعزيز ذلك المفهوم.

كما تعمل تلك الجهة المرجعية المزمع إنشاؤها على إجراء الدراسات الاسترجاعية والمستقبلية واتخاذ الإجراءات التصحيحية للنظم الصحية وطنيا وإقليميا وعالميا، ومراجعة أدائها والممارسات الصحية الدولية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الهيئات والمنظمات الدولية ذات العلاقة على جميع المستويات العلمية والبحثية والتدريبية والمعلوماتية.

وأوصى المشاركون في المؤتمر بوضع أطر وخطط متكاملة للتوعية والإعلام الصحي تهدف إلى توعية وتثقيف المشاركين في التجمعات البشرية بالإجراءات الوقائية قبل وخلال وبعد حضور أي تجمعات بشرية، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل تجمع من حيث الموقع، والأعداد، والثقافات، والتوقيت.

وشملت توصيات المؤتمر عقد هذا الملتقى بشكل دوري كل سنتين من قبل وزارة الصحة السعودية نتيجة اكتسابها للخبرات في مجال خدمة الحشود، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية ذات العلاقة الأكاديمية العلمية.

وفي السياق ذاته، كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في وزارة الصحة عن وصول نحو 3 أجهزة حديثة إلى السعودية، حيث تعمل على اكتشاف نحو 18 ألف فيروس في وقت واحد، مشيرا إلى أن تلك الأجهزة تستخدم للمرة الأولى خلال موسم حج هذا العام بحيث يمكن من خلالها تغطية جميع الفيروسات والفطريات والبكتيريا بشكل متكامل.

وذكر الدكتور إبراهيم العمر، مدير عام المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة، أنه وصل أيضا مؤخرا جهاز يغطي اكتشاف نحو 12 ألف فيروس، لا يوجد إلا لدى مركز مكافحة الأمراض في أميركا، مبينا أن تلك الخطوة جاءت بتوجيه مباشر من وزير الصحة لتوفير أفضل طرق الفحص للحجيج.

وحول الميزانية المرصودة لتلك الأجهزة، أفاد بأنه لا يتم النظر إلى التكلفة المادية، ولا سيما أن الحاجة هي ما تفصل الميزانية وليس العكس، موضحا أن الهدف الأساسي هو توفير خدمة تشخيصية دقيقة وسليمة بأحدث الطرق المتطورة، غير أنه لم يفصح عن المبلغ المرصود لها.

وهنا، علق الدكتور خالد مرغلاني قائلا: «إن تلك الأجهزة من شأنها أن تساهم في تطور العلم وتشخيص العلاج، لكونها ستوفر للوزارة مستقبلا معلومات عن كم متراكم من العينات، التي بالإمكان فحصها وتحديد أنواع الفيروسات التي سجلت ظهورا خلال موسم الحج».

وحول الميزانية المخصصة لموسم حج هذا العام من قبل وزارة الصحة، رفض المتحدث الرسمي باسم الوزارة الإفصاح عنها، إلا أنه أشار إلى وجود نوعين منها، حيث الميزانية المنظورة والمباشرة المتعلقة بالقيم الخاصة بالأجهزة والإعدادات الطبية، في حين توجد ميزانية أخرى غير مباشرة تتضمن تكاليف الاستعانة بكوادر طبية من خارج المنطقة خلال موسم الحج، في ظل عدم توافر المتخصصين في بعض المجالات الطبية.

وأضاف: «تمت الاستعانة العام الماضي بنحو 19 ألف كادر من الممارسين الصحيين، الأمر الذي كلف جلب مبالغ كبيرة لهم، إلا أننا نعمل هذا العام على حصر أكثر دقة لتكلفة الميزانية التي سيستهلكها موسم الحج».

المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية، شهد أمس جلسة بعنوان «الصحة العامة للحشود البشرية»، ذكر فيها أن ما يقارب 48 ألف شخص يموتون سنويا حول العالم بضربات الشمس، وذلك وفقا للإحصاءات العالمية، حيث إن أغلب تلك الحالات لا يتم الإبلاغ عن الإصابة بها من قبل المصاب أو أسرته، إلى جانب تأخر نقل المصاب إلى مراكز الرعاية الصحية وافتقار بعض المراكز الصحية أو عدم قدرتها على التعامل مع مثل هذه الحالات، خاصة في الدول الفقيرة.

إلى ذلك، أكدت خبيرة في الأمم المتحدة على مستوى دول العالم، على استعانة واستفادة جنوب أفريقيا خلال استضافتها لكأس العالم الماضية من الخبرة السعودية، مرجعة سبب ذلك إلى عدم وجود دولة تدير وتنظم تلك الحشود بهذا المستوى وبصفة سنوية سوى السعودية، لكونها تحتوي قبلة المسلمين.

وأشارت إلى أنه خلال مونديال كأس العالم تم توفير 3.5 مليون جرعة لقاح مرض إنفلونزا الخنازير، إلى جانب تنظيم الحركة الداخلة والخارجة عبر المنافذ المختلفة في جنوب أفريقيا البرية والجوية والبحرية، وتوفير المتطلبات والاشتراطات الصحية المتصلة باللقاحات الإلزامية وغير الإلزامية.

وقالت الدكتورة سلا يانويا، ممثلة الأمم المتحدة على مستوى العالم بجنوب أفريقيا: «إن السعودية وصلت إلى هذه الخبرة العالمية في إدارات الحشود بعد أن واجهت الكثير من التحديات لتمكين المسلمين القادمين إلى الحج أو العمرة من أداء مناسكهم وفريضتهم».

يشار إلى أن المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية الذي انطلق يوم السبت الماضي في فندق «هيلتون جدة» واختتم أعماله أمس، نظمته وزارة الصحة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بحضور أكثر من 500 مشارك و30 متحدثا من داخل السعودية وخارجها.