«يوم غربي» بحراك أكاديمي يوسع انفتاح جامعة الإمام على العالم

تدشين ورشة عمل خاصة بكرسي الملك عبد العزيز لدراسات تاريخ السعودية

د. سليمان أبا الخيل خلال توقيع العقد مع البروفسور الكندي فيرناند لابري في مقر جامعة الإمام أمس («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حراكا متنوعا اليومين الماضيين، تركز حول الجانب الغربي، بالاستعانة بخبراء غربيين للاستفادة منهم في الجامعة، أو لتوسيع نطاق التعاون مع المفكرين والعلماء.

وشهدت أروقة الجامعة، أمس، توقيع عقد بين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بكلية الطب مع خبير الأبحاث الكندي البروفسور فيرناند لابري الحائز على جائزة الملك فيصل في الطب لعام 2007، وذلك ضمن خطة الجامعة في استقطاب العلماء البارزين للاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية.

وقال الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل مدير الجامعة، إن العقد يهدف إلى التعاون البحثي المشترك والإشراف على تأسيس البنية التحتية لمركز الأبحاث بكلية الطب ومختبراتها، وكذلك مساعدة الباحثين في الكلية لإجراء البحوث العلمية المشتركة ونشرها في المجلات العالمية المتخصصة في المجالات الطبية.

من جانبه، بين الدكتور خالد بن عبد الغفار آل عبد الرحمن عميد كلية الطب في الجامعة أن البروفسور فيرناند لابري يعتبر أكثر عالم في المجال الطبي يتم الاستشهاد بأبحاثه، حيث بلغ عدد المراجعين لأبحاثه أكثر من 40 ألف باحث. وأضاف أن البروفسور لابري يرأس فريقا بحثيا بجامعة لافال بمنطقة كيبك في دولة كندا، ويعمل في هذا الفريق 6 باحثين من أكثر 10 باحثين تم الاستشهاد بأبحاثهم العلمية في الدراسات البحثية المختلفة في المجالات الطبية والحيوية، مبينا أن مجموع أبحاث البروفسور المنشورة في المجلات العلمية المرموقة بلغ أكثر من 1200 بحث، وأن له الكثير من الاكتشافات التي أسهمت في إثراء المسيرة الطبية منها: اكتشاف دواء لمعالجة سرطان البروستاتا، ودواء يعالج هشاشة العظام لدى السيدات، واكتشاف مسببات أمراض الغدد.

كما شهدت الجامعة، أمس، زيارة البروفسور ميلوش مندل أستاذ الفلسفة بأكاديمية العلوم وأستاذ بجامعة مساريك في براغ، الذي استقبله الدكتور حمد الخلف وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي، وبحث الجانبان أوجه التعاون حول تقديم الجامعة المعلومات اللازمة لإعداده كتابا عن المملكة، كما اجتمع بعدد من الكفاءات العلمية في الجامعة.

وأبدى الدكتور مندل إعجابه بجهود الجامعة في الداخل والخارج، وبما شاهده في الجامعة من معالم حضارية وتعليمية أسهمت في رقي الجامعة وجعلها من بين الجامعات المتقدمة. وفي ختام اللقاء تسلم الضيف هدية تذكارية من الدكتور الخلف.

على صعيد ذي صلة، استقبل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أمس، نائب مدير قسم شؤون الإرهاب في وزارة الداخلية البريطانية عاصم حفيظ، والدكتور ريتشارد توماسن المستشار في مكتب رئيس وزراء المملكة المتحدة، وسايمن ستافل المستشار في وزارة الخارجية، وعبد الرحمن كيلين المستشار في سفارة المملكة المتحدة لدى السعودية.

وخلال الزيارة قدم الدكتور أبا الخيل للوفد الزائر نبذة مختصرة عن الجامعة ودورها في نشر العلوم الإسلامية والعربية من خلال كلياتها الشرعية والعربية والاجتماعية والعلمية والطبية ومعاهدها العلمية في الداخل والخارج، مشيرا إلى أبرز المزايا التي تتمتع بها الجامعة وتتفرد بها عن غيرها من الجامعات.

كما تطرق اللقاء إلى وجود مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات في الجامعة، ووجود المعهد العالي للقضاء، وهو المعهد الوحيد في السعودية الذي يؤهل القضاة. وأشار الدكتور أبا الخيل إلى أن الجامعة تعتبر الأكثر فاعلية في مكافحة الإرهاب من خلال المؤتمرات والندوات التي تقيمها وتشارك فيها داخل المملكة وخارجها، كما أن الجامعة تسهم في برنامج المناصحة.

من جهة أخرى، وصف مدير الجامعة كرسي الملك عبد العزيز لدراسات تاريخ المملكة، بأنه أساس الكراسي ورأسها لأنه يعنى بتاريخ المملكة، موضحا أن الجامعة رفضت كل من تقدم لطلب تمويله، ورأت أنه من المناسب أن يكون اعتماد الكرسي بجميع فعالياته وبرامجه ومتطلباته من الجامعة وكلياتها وإداراتها.

وجاء ذلك خلال افتتاح الدكتور أبا الخيل الذي يشغل كذلك رئيس الكراسي البحثية في جامعة الإمام، أعمال الورشة التأسيسية لكرسي الملك عبد العزيز لدراسات تاريخ المملكة بحضور الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز وعدد من المسؤولين.

وقال أبا الخيل إنه منذ إعلان الجامعة عن هذا الكرسي وصدور موافقة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وموافقة وزير التعليم العالي، جاءنا الكثير ممن يطلب المساهمة في تمويل هذا الكرسي من المسؤولين والأعيان، وهذا دليل واضح على أهمية الكرسي، كما يدل على الولاء والانتماء الحقيقي من هؤلاء وأمثالهم للمملكة ومؤسسها، لكن الجامعة رأت أنه من المناسب أن يكون اعتماد الكرسي بجميع فعالياته وبرامجه ومتطلباته من الجامعة وكلياتها وإداراتها، لأننا نعتبر ذلك وسام شرف وفخر نقدمه هدية لكل مواطن ومواطنة يعتزون بمثل هذه المبادرات، وهو هدية لكل مؤرخ يريد أن يسهم في تاريخ بلاده.

وأضاف أبا الخيل أن هذا الكرسي يكتسب أهميته من أمرين، الأول أنه يحمل اسم الإمام الملك المجاهد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود مؤسس هذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية، وموحدها، والأمر الثاني أنه يتعلق بأعظم وحدة عرفها التاريخ المعاصر.