وزير العدل خلع عباءة الوزارة وجلس ساعات لمناقشة رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية

يناقش ويدرس مادة «القضاء الإداري» في جامعتين سعوديتين

TT

خلع وزير العدل السعودي عباءة وزارته لساعات مناقشا رسالة دكتوراه لأحد الدارسين في القاعة الكبرى بالجامعة الإسلامية، وهي سابقة أولى تسجل لوزير سعودي على رأس وزارته يلعب دورا أكاديميا.

الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وزير العدل، لعب دور المناقش والمحلل والممحص لرسالة الدارس فيصل العصيمي، القاضي بالمحكمة الإدارية بجدة، التي جاءت بعنوان «تحقيق كتاب الشامل لابن الصباغ من أول كتاب الجنائز وحتى بداية باب صيام التطوع»، حيث تمت مناقشة 1200 صفحة مقدمة من الباحث، نال القاضي العصيمي على أثرها درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف بتقدير ممتاز في تخصص الفقه في كلية الشريعة من الجامعة الإسلامية، وسط حضور كبير من القضاة والطلاب والمهتمين، بينهم نائب رئيس ديوان المظالم.

موافقة الوزير على مناقشة الرسالة جاءت دليلا على تشجيعه لطلبة العلم والباحثين، ودعمه لما يحرك الأدوات البحثية والتثقيفية، خاصة فيما يتعلق بالمنهج القضائي، وهو ما علق عليه فيصل العصيمي، القاضي بالمحكمة الإدارية بجدة، لـ«الشرق الأوسط» بقوله: إنه اهتمام من الوزير بالفقه الإسلامي كونه متخصصا فيه، ناهيك عن أنه أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، ويهتم بالجانب الفقهي والأبحاث الفقهية وشؤون القضاة، ورفع كفاءاتهم العلمية وتشجيعهم، ورغبة منه في التواصل المستمر مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، فهو أحد أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء، كما سبق للدكتور العيسى المشاركة في تدريس بعض المناهج الأكاديمية بجامعة الملك سعود.

وأشار عبد العزيز المفلح، مدير مكتب وزير العدل، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الوزير على الرغم من مهامه الكثيرة، فإنه لم ينس واجباته البحثية، وأردف: «إنه بالإضافة لإسهاماته في مناقشة الكثير من الرسائل، هو أستاذ جامعي متعاون ويدرس مادة القضاء الإداري بقسم القانون في جامعة الملك سعود، والمعهد العالي للقضاة بجامعة الإمام، إلى جانب كتابته لافتتاحية وكلمة مجلة العدل التي قد تصل في بعض الأحيان إلى 11 صفحة».

وبالعودة للعصيمي الذي تحصل على درجة الدكتوراه أمس، قال إن من متطلبات الحصول على هذه الدرجة تقديم بحث يستحق، ووقع اختياري على تحقيق ودراسة جزء من مخطوط «الشامل في فروع الشافعية» لأبو نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد البغدادي المعروف «بابن الصباغ»، والمتوفى سنة (477هـ)، من أول كتاب الجنائز إلى بداية باب صيام التطوع والخروج منه قبل إتمامه، فقررت أن أستعين بالله تعالى وأن أحقق هذا الجزء من الكتاب راجيا من الله تعالى التوفيق والسداد.