شركات التأمين ترفض التعاون مع أصحاب الورش لخطورة 10 آلاف سيارة خردة تتسبب في الحرائق

الجداوي: السيارات المتعطلة أعاقت عمليات الإنقاذ.. وهي «بؤرة حرائق مستمرة»

TT

كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن رفض شركات التأمين، التأمين على شركات الدهانات وشركات الصيانة العاملة بالمنطقة الصناعية في جدة.

وأرجعت السبب للمخاطرة في التأمين لها لوجود أكوام كبيرة من السيارات التي قدرها شيخ طائفة أصحاب الورش بأكثر من 10 آلاف سيارة متوقفة تراكمت تدريجيا منذ 5 سنوات وهو ما سبب إعاقة الحركة المرورية بشكل عام في المنطقة وتأخير فرق الدفاع المدني في القيام بواجبها في إخماد الحرائق بعد أن حولت العمالة في هذه الورش تلك السيارات إلى منطقة «تشاليح» لتسببهم في شراء سيارات مستعملة لاستعمال قطع الغيار فيها في تصليح سيارات للعملاء إضافة إلى تحفظ أصحاب الورش على سيارات تخص مواطنين ومقيمين عجزوا عن تسديد المستحق عليهم.

وعلمت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك لجنة تضم المرور والدفاع المدني وأمانة محافظة جدة لوضع حلول لنقل السيارات وتغريم مسببيها، بالتعاون مع الشركة المختصة المسؤولة عن النظافة بالمنطقة الصناعية.

واشتكى عدد من أصحاب الشركات الصناعية والمهنية بالمنطقة من تسبب تلك السيارات في خسائر كبيرة لإعاقتها الحركة المروية واستحواذها على المواقف المخصصة للزبائن.

وأوضح كامل القودسي صاحب شركة دهانات ومالك أول معهد مختص في طلاء السيارات، أن «السيارات تحولت مع السنين إلى أكوام بعضها فوق بعض، وأصبحت توجد في كل مكان، وفي كل يوم نجد سيارة جديدة بالمواقف المخصصة للمحلات والشركات وهو ما يعيق دخول الزبائن وهو ما سبب لنا خسائر كبير إضافة إلى خطورة تلك السيارات وما تحتويه من محروقات قد تؤدي إلى كارثة كبرى بالمنطقة»، وأضاف: «أعمل في المنطقة منذ 20 عاما، ولم تكن لنا مشكلة كما هي حال تلك السيارات وخطورتها حتى إن كثيرا من شركات التأمين ترفض التعامل معنا. لذا، نطلب من الجهات الرسمية التعاون في القضاء على هذه المشكلة قبل أن تتسبب في كارثة كبرى، لا سمح الله».

وأوضح كمال عبد القادر عيثاني ممثل أمانة محافظة جدة وشيخ أصحاب الورش بالمنطقة الصناعية أن «وجود السيارات بهذه الأكوام على طول الشوارع بالمنطقة يرجع لسببين؛ سبب يخص أصحاب السيارات الذين عجزوا عن تسديد رسوم التصليح، وبعض السيارات تتجاوز قيمة التصليح إلى أكثر من قيمة السيارة. والسبب الثاني يرجع إلى قيام أصحاب الورش بشراء سيارات مستعملة وعاطلة لاستخدام بعض قطع الغيار فيها في سيارات الزبائن، وعند الانتهاء منها يتم رميها بالشوارع الرئيسية لمنطقة الورش»، وأضف عيثاني: «تم إعداد لجنة وكان آخر اجتماعاتها قبل أسبوعين لبحث آلية وحلول لنقل تلك السيارات التي تسببت في إعاقة الحركة المرورية وخسائر كبرى للشركات والمحلات العاملة».

وحول نقل المنطقة إلى منطقة عسفان التي قررت أمانة جدة تحديد تلك المنقطة منذ عامين كمنطقة بديلة للمنطقة الصناعية بشمال جدة لخطورة تلك المنقطة على الأحياء القريبة منها، قال العيثاني: «ما زالت الدراسات تتم، خاصة من ناحية المخارج والملاحظات من قبل الجهات ذات العلاقة.. من قبل الدفاع المدني والمرور وأصحاب المحلات، لتلافيها».

من جهته، قال العميد عبد الله الجداوي مدير الدفاع المدني في محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» إن «أصحاب الورش يتحملون المسؤولية الرئيسي في هذه المشكلة لعدم اتباعهم أنظمة السلامة وغياب الإشراف على العمال في الورش والمحلات وما يقومون به حتى حولوا تلك المنطقة إلى بؤرة من السيارات الخردة».

وأكد الجداوي على أن «المنطقة تعتبر خطرة في حال استمرار السيارات، وكثيرا ما تسببت في إعاقة فرق الدفاع المدني عن القيام بواجبها في إخماد الحرائق، حيث اضطرت فرق الدفاع المدني لاستخدام خراطيم إضافية للوصول إلى منطقة الحرائق».

وحول رفض شركات التأمين، التأمين على الشركات الموجودة بالمنطقة الصناعية، علق علاء محمد نزال مدير فرع «شركة الاتحاد للتأمين»: «المنطقة الصناعة تعاني من بنية تحتية متردية من شوارع ضيقة وتهالك معظم الأبنية والمحلات.. لذا، يرفض بعض الشركات المخاطرة بالتأمين على تلك الشركات. لذا، نطالب بتحسين البيئة العامة للورش من مبدأ المصلحة العامة».