برنامج تدريبي لمديري الجامعات السعودية لمواجهة تحديات التعليم العالي

ضمن مشروع لتطوير القيادة الأكاديمية في المملكة

TT

يبدو أن تركيز مسؤولي التعليم العالي في السعودية لم يعد مقتصرا على التصنيفات الجامعية الدولية، خاصة بعد موجة الانتقادات التي طالتها. ففي ورشة تدريبية تبدأ أعمالها يوم غد الثلاثاء وتستمر لمدة يومين في مدينة ينبع الصناعية، يعود مديرو الجامعات السعودية ومعهم وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري إلى طاولات التدريب، للتعرف على أساليب تطوير القيادة الأكاديمية في المؤسسات التعليمية السعودية.

ويقدم الورشة التدريبية التي تحمل عنوان «من التميز العالمي للجامعات إلى التميز العالمي لمنظومة التعليم العالي» أربعة من الخبراء الدوليين في مجال تطوير التعليم العالي من الولايات المتحدة الأميركية وكوريا.

ويقدم الورشة مركز القيادة الأكاديمية الذي أطلقته وزارة التعليم العالي خلال العام الماضي، وتشرف عليه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ويهتم بإعداد القيادات الأكاديمية في الجامعات السعودية لتكون قادرة على التخطيط للعملية التعليمية بشكل يتواءم مع تحديات القرن الحادي والعشرين وتلبية احتياجات المستقبل. وفي هذا العام يشمل برنامج تدريب مديري الجامعات السعودية محاور، من ضمنها وضع معايير للأداء والمسؤولية في الجامعات، وسمات الجامعات المتميزة عالميا والتحدي العالمي الذي تواجهه، وقيادة التغيير في الجامعات، والتركيز على الطالب والمنظومة التعليمية، إضافة إلى جلسة نقاش حول كيفية قيام الجامعات بمواءمة برامجها لتتناسب مع احتياجات وقدرات الطلاب.

كما يتناول برنامج الورشة التدريبية كيفية الارتقاء بالبرامج البحثية في الجامعات إلى مستوى متميز على صعيد الأبحاث التي تفرزها حاجة الحكومات والمؤسسات الخارجية، والأبحاث التي تفرزها اهتمامات الباحثين أنفسهم، إضافة إلى جلسة بعنوان «التحديات الرئيسية أمام قادة الجامعات في القرن الحادي والعشرين»، والقوانين غير المكتوبة في فن إدارة الجامعات، من خلال تحقيق الربط بين الاحتياجات المحلية وواقع البيئة العالمية للتعليم العالي، وتحقيق التوازن بين عملية التدريس وعملية البحث العلمي داخل المؤسسة الأكاديمية. وكان الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي، قد ذكر خلال إطلاق برنامج القيادات الأكاديمية في الجامعات السعودية، وتدشين مركز القيادات الأكاديمية، أن التعليم العالي في العالم أجمع يواجه تحديات كبرى، مثل العولمة، وتزايد الطلب على التعليم العالي، والاهتمام بقضايا الجودة والنوعية، وخلق اقتصاد المعرفة، مشيرا إلى أن النقلة الكبيرة التي يشهدها التعليم العالي في المملكة على جميع المستويات وخلال مدة وجيزة تحتم على الجامعات السعودية مواجهة هذه التحديات من خلال تبني استراتيجيات تطوير وتغيير شاملة، مؤكدا أن الوزارة قدمت الكثير من المبادرات لدعم جهود الجامعات لمواجهة هذه التحديات، وفي مقدمتها برنامج الريادة العالمية في الجامعات السعودية، ودعم قضايا البحث العلمي، وإنشاء عدد من مراكز التميز البحثي في الجامعات، ودعم مشاريع الشراكة بين الجامعات السعودية وعدد من الجامعات العالمية الشهيرة.

ومنذ سنوات قليلة أصبح التميز العالمي للجامعات في السعودية جدلا مطروحا على المستويات الرسمية والإعلامية والشعبية، وذلك بعد أن راجت موضة التصنيفات العالمية التي جعلت الجامعات السعودية في المقعد الأخير في سلم هذه التصنيفات. ورغم محاولات عدد من هذه الجامعات التقدم في سلم التصنيفات، فإن معيارية وحقيقة هذه التصنيفات ظلت مثار جدل في أوساط الأكاديميين، الذين يطالب الكثير منهم بالاهتمام بالجودة الفعلية للتعليم والحصول على شهادات الاعتماد الأكاديمي العالمية لمخرجات هذه الجامعات.