3 آلاف شاب وشابة يستعدون للانخراط في العمل بخدمة ضيوف الرحمن

القرشي: سيتم توزيع عدد كبير من الشباب داخل عربات قطار المشاعر للإرشاد والتوعية

دخول قطار المشاعر للخدمة هذا العام يهيئ فرصا وظيفية موسمية جديدة للشباب (تصوير: غازي مهدي)
TT

مع اقتراب موسم الحج لهذا العام، يستعد أكثر من 3000 شاب وشابة للانخراط في الوظائف الخدماتية المتنوعة التي تستهدف خدمة أكثر من مليون حاج، كما يستعد العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة لتشغيل أعمالهم التي تقدر حجم أرباحها بمليار ومائتي مليون ريال.

وأوضح سعد القرشي، رئيس لجنة الحج في غرفة الصناعة والتجارة بمكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»: نسعى هذا العام إلى توظيف من 2000 إلى 3000 شاب وشابة في جميع القطاعات؛ حيث سيخضع الجميع للدورات التثقيفية والتعليمية المكثفة قبيل الانخراط في الوظائف، مبينا أن عدد الدورات التي سيتم تقديمها يتجاوز 50 دورة مختلفة.

وأضاف القرشي أن حج هذا العام سيشهد قطاعا جديدا من الوظائف؛ حيث سيتم توزيع عدد كبير من الشباب داخل عربات قطار المشاعر، لتقديم الخدمات الإرشادية والتوعوية، كما سيتم توزيع العاملين في المحطات التي سيتوقف بها القطار.

وذكر رئيس لجنة الحج والعمرة في غرفة جدة أنه على الرغم من التشغيل الجزئي للطاقة الاستيعابية لقطار المشاعر، والتي تقدر بنسبة 35% فإننا سنسعى للحد من دخول آلاف العربات والحافلات في منطقة المشاعر المقدسة، مشيرا إلى أن هناك وظائف أخرى تختص بتفويج الحجاج سيتم التركيز عليها بشكل أكبر خلال حج هذا العام.

في المقابل، يعتبر موسم الحج فرصة كبيرة لأصحاب المشاريع الصغيرة لتشغيل خدماتهم سواء ببيع الأطعمة وتوزيع المياه والمشروبات الباردة بالتنسيق مع المطاعم، أو تسخير خدماتهم للنقل والمواصلات في كل من مكة والمدينة.

في هذا الإطار، يعلق يوسف الخراج، المدير التنفيذي لمجلس جدة لتنمية الأعمال، بأن نجاح المشاريع الصغيرة في مواسم الحج يعتبر مضمونا؛ حيث ستلبي احتياجات الحاج سواء ببيع المأكولات والمشروبات أو بيع الهدايا التذكارية، كاشفا في الوقت ذاته عن توجه مستقبلي لدى مجلس جدة لتنمية الأعمال لدعم هذا النوع من المشاريع؛ حيث سيتم إعداد دراسة عن حجم المواقع في كل من مكة والمدينة والطرقات في المشاعر المقدسة التي من الممكن أن تكون صالحة لإقامة عدد من المشاريع صغيرة الحجم، ودراسة المعوقات سواء أكانت في إصدار التصاريح أم غير ذلك. وأضاف الخراج لـ«الشرق الأوسط» أن هناك عددا كبيرا من الشباب السعودي الذين يعملون بمجهود فردي، ومن دون دعم من أي جهة حكومية أو خاصة؛ حيث يخططون لمشاريع بأقل التكاليف، مستشهدا بنجاح فكرة الحافلة التي تستخدم ككافيتريا تقدم المشروبات كالشاي والقهوة، كما توجد الكثير من الأفكار التي يلجأ إليها الشباب السعودي، كالتنسيق مع المطاعم وبيع السندويتشات والوجبات، وغير ذلك مما يسهم في توصيل الخدمات بشكل أسرع إلى الحاج.

خالد قاسم، طالب في معهد إدارة الأعمال اعتاد في كل موسم حج أن يخرج أفكاره من جيبه لتصبح واقعا ملموسا، ففي كل عام يبتكر قاسم فكرة جديدة كمشروع ناجح يقام سنويا، ففي العام الماضي أقام خالد مكتبة لبيع الكتب الدينية والأدعية تخاطب باللغات الأردية والتاميلية والإنجليزية وغيرها.

وخلال هذا العام يستعد قاسم لتدشين فكرة جديدة، وهي التنسيق مع المطاعم الأجنبية كالهندية مثلا لتوصيل الطلبات إلى الحاج؛ حيث يقول إنه يجد في فكرة توصيل الطلبات أرباحا طائلة، إلا أن هذه المسألة في حاجة إلى تنسيق مع عدة أطراف لضمان تنفيذها.