مستثمرة في التعليم الأهلي تؤيد تدريس المعلمات طلاب الصفوف الأولية

لأسباب تتعلق بمرونة تعامل السيدات مع الأطفال كونهن الراعيات للأطفال في هذه السن

المرزوقي خلال مطالبتها بضخ استثمارات في التعليم الأهلي («الشرق الأوسط»)
TT

أيدت مستثمرة في مجال التعليم الأهلي بالسعودية، الخطوات الحكومية التي سمحت لمدارس التعليم العام الأهلية بالاستعانة بالمعلمات لتدريب طلاب المراحل الأولية، وهو الأمر الذي لقي معارضة من بعض المحافظين الذين يرون أنه من الاختلاط غير المباح.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مدى تأييدها لتدريس الطلاب من قبل المعلمات، أكدت سحر المرزوقي، مالكة مدارس «الفارس» العالمية، على تأييدها تدريس المعلمات للطلاب في الصفوف الأولية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن يكون التدريس في المرحلة الأولى والثانية والثالثة الابتدائية، مرجعة ذلك إلى مرونة المرأة في التدريس وفهمها للطفل بطرق توصيل المعلومات.

إلى ذلك، طالب تجمع نسائي، تقوده صاحبة مدارس أهلية، بدخول النساء إلى حقل الاستثمار في التعليم الأهلي في السعودية، وعدم اعتماد سيدات الأعمال التقليديات في الاستثمار وتركيزهن على مجالات التجميل والمشاغل النسائية.

وركزت سحر المرزوقي مالكة مدارس «الفارس» العالمية، في مطالبها على ضرورة تغيير نشاطات سيدات الأعمال بعد أن أصبحت في الآونة الأخير منصبة على الصناعات والقطاع التجميل والمشاغل، مشيرة في الوقت ذاته إلى بلوغ حجم الاستثمار النسائي في قطاع التجميل بـ(ملياري ريال) 533 مليون دولار، بعدد مراكز ومشاغل نسائية يتخطى حاجز الـ4500 مركز ومشغل في العاصمة، الرياض، وحدها.

وتأتي تلك المطالبات بعد أن شهد التعليم الأهلي سهولة في منح التراخيص لسيدات الأعمال بعد أن كان يصعب دخول المرأة هذا المجال، كما أن دخول رؤوس أموال من خارج البلاد مؤخرا يجعل من المدارس الأهلية مشروعا ذا عوائد مالية مجزية في مجال الاستثمار.

ولمحت المرزوقي إلى سهولة استخراج تصاريح لممارسة العمل التعليمي، مشيرة إلى أن هذا الأمر أسهم في زيادة الاستثمار في التعليم مع السهولة في الإجراءات.

وأتت تلك المطالبات بعد أن شهدت البلاد خلال السنتين الماضيتين دخول عدد من سيدات الأعمال يمثلن ما نسبته 47 في المائة من حجم الاستثمار في حقل التعليم.

وراهنت سحر المرزوقي على زيادة هذه النسبة التي تطمح أن تصل إليها من سيدات الأعمال، ووصول النسبة إلى 70 في المائة، خصوصا بعد خروج سيدات الأعمال من الاستثمار في العقاري والصناديق الاستثمارية ووصولهن إلى الاستثمار في حقل الصناعات والتعليم.

وقالت المرزوقي في تجمع حضره رجال الإعلام - الذين استعانت بهم عوضا عن الصحافيات - إن هناك حاجة ماسة إلى قيام مدارس أهلية إضافية، فبحسب ما أعلنت عنه المرزوقي أن البلاد يوجد بها 3100 مدرسة أهلية، مؤكدة في الوقت ذاته الحاجة الماسة لمزيد من المدارس.

وتمسكت المرزوقي بحقها في الدخول إلى الاستثمار في التعليم عوضا عن الرجال، مبدية عوامل تسهم في حقها بالدخول في هذا الاستثمار الذي يعتبر مجالا يخص المرأة وذلك لحبها للتربية والتعليم، وأنه يقود أكبر مؤسسات المجتمع المدني، وهي الأسرة، التي هي اللبنة الأولى لصناعة المجتمع، كما أضافت أن المرأة تبحث دائما عن طرق تدريبية حديثة تجعلها الأحق في ذلك.

وعن الأموال التي جمدت في البنوك السعودية، أرجعت المرزوقي أن تلك الأموال عائدة إلى سيدات أعمال سعوديات، حيث تبلغ 60 مليار ريال سعودي، مؤكدة أن من أسباب تجميدها تعود إلى أفكار تعتمد في المقام الأول على استنساخ المشاريع الناجحة وتطبيقها دون دراسة جدوى منطقية، وعدم وجود خلفية الاقتصادية.

وكشفت المرزوقي عن تعاون بين مدارسها واللجان النسائية في الغرفة التجارية من أجل تذليل الصعوبات التي تواجه عمل المرأة السعودية ودخولها في الاستثمار.

وركزت سحر المرزوقي على أن مدارسها تعمل وفق منهج لا يغفل عن مواد اللغة العربية ومواد التربية الوطنية، في إشارة إلى شيوع مفهوم المدارس العالمية واعتماد بعضها على المناهج الإنجليزية.

وطالبت المرزوقي وزارة التربية والتعليم بوضع حد أدنى لأسعار التدريس في المدارس الأهلية، مشيرة في الوقت ذاته إلى وجود تلاعب في الأسعار وغياب الجودة التعليمية في تلك المدارس.