متطوعون يشاركون في تنظيف 415 مبنى أثريا في جدة التاريخية

بتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لرفع الجانب الاجتماعي التوعوي في نظافة المدينة

حملة تنظيف المباني التاريخية المهجورة (تصوير: غازي مهدي)
TT

شارك مجموعة من المتطوعين والمتطوعات، أول من أمس، في نظافة 415 مبنى تاريخيا أثريا في «المنطقة التاريخية» بجدة، في الحملة التي أطلقتها أمانة محافظة جدة وجمعية البيئة السعودية، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار.

واستهدفت المرحلة الأولى من حياة الحملة تنظيف المنطقة التاريخية لما لها من مكانة تاريخية وأثرية بمشاركة جميع شرائح المجتمع، «متطوعين ومتطوعات»، لرفع مستوى الوعي البيئي لجعل جدة منطقة خالية من النفايات، وخاصة «المنطقة التاريخية».

وأكد الدكتور هاني بن محمد أبو راس، أمين محافظة جدة، أن حملة نظافة جدة «المنطقة التاريخية» هي الانطلاقة الأولى لحملة النظافة في مدينة جدة، مشيرا إلى أنها لن تكون الأخيرة وسيعقبها حملات أخرى بهدف الوصول إلى مستوى نظافة مناسب يرضي المواطنين ويرفع من مكانه المنطقة التاريخية.

وأضاف أبو راس «أن تعاون الجهات ذات العلاقة ومشاركة المتطوعين والمتطوعات في الحملة يسهم من رفع مستوى الوعي البيئي لدى الجميع». مضيفا «أن هناك استمرارية للحملة يوم الخميس من كل أسبوع إلى حين الانتهاء من نظافة (المنطقة التاريخية) بالكامل».

وقال أبو راس: «إن الحملة تهدف إلى تنظيف المباني التاريخية الخالية والمهجورة من النفايات المتراكمة بها، وأن هناك أولوية تحظى بها المنطقة التاريخية نظرا لما تتمتع به من مبان أثرية تحمل بين طياتها تاريخ جدة الأثري»، وهو ما يستدعي الاهتمام بتلك المباني وعنايتها والاهتمام بها.

وأشار أمين محافظة جدة إلى «أن أمانة جدة تعمل بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على رفع الجانب الاجتماعي التوعوي للمواطنين والمشاركة الاجتماعية، وتحمل المسؤولية والمشاركة في نظافة مدينة جدة، مشيدا بما تقوم به جمعية البيئة السعودية في نشر الوعي البيئي من خلال تبنيها لحملات ميدانية تستهدف المساهمة والمشاركة جنبا إلى جنب الأمانة في نظافة مدينة جدة».

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة ماجدة بنت محمد أبو راس، نائب المدير التنفيذي المكلف وعضو مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية، أن حملة نظافة «المنطقة التاريخية» ستشمل بيوت ومساجد وشوارع منطقة جدة التاريخية، والحملة منبثقة من الحملة العامة لمدينة جدة التي تعتبر أحد برامج قسم التوعية والتثقيف البيئي لجمعية البيئة السعودية، مشيرة إلى مدى حرص الجمعية على أن تنطلق الحملة من وسط جدة التاريخية لما تتمتع به جدة التاريخية من عراقة تراثية فضلا عن كون جدة انطلقت من «المنطقة التاريخية».

وأضافت أن العمل التطوعي يعد إحدى ركائز النجاح في العمل الجماعي، وهو ما تعكف عليه الجمعية حاليا في حملاتها لتشجيع العمل التطوعي لخدمة البيئة في المملكة.

إلى ذلك، أشار محمد بن عبد الله العمري، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، إلى أن هذه الحملة تأتي تنفيذا لتوجيهات الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، وحرصهما على نظافة محافظة جدة، وخاصة «المنطقة التاريخية» لما تتمتع به من مكانة أثرية وخاصة لدى الجميع، مشيرا إلى أن «المنطقة التاريخية» تحظى باهتمام كبير من الأمير سلطان بن سلمان، الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، لتضمين «المنطقة التاريخية» ضمن التراث العالمي «اليونيسكو»، وهو الأمر الذي جعل هناك اهتماما خاصا بالمنطقة.

من جهته، أفاد المهندس سامي نوار، رئيس بلدية جدة التاريخية، بأن اهتمام ولاة الأمر بالمنطقة يرجع إلى كونها منطقة تحوي آثارا ترجع تاريخها إلى ما يقارب الـ900 عام، وتحكي تاريخ جدة القديم الأثري، مشيرا إلى أن أمين محافظة جدة يولي «المنطقة التاريخية» أولوية ودعما ومتابعة لكل ما يسهم في رفع المنطقة وإبرازها بالشكل اللائق، خاصة أنه سيتم إدراجها ضمن المناطق الأثرية العالمية في منظمة اليونيسكو.

وأشار خلال الجولة، التي بدأت من بيت نصيف وامتدت إلى بيت «الجوخدار»، إلى أن أمانة محافظة جدة وبالتنسيق مع الجهات المعنية وفرت كل ما من شأنه إنجاح الحملة، على اعتبار أنها الحملة الأولى التي سيعقبها حملات أخرى في المنطقة التاريخية للعمل على نظافتها ليتمتع بها المقيم والزائر على السواء.