الدوخلة.. مهرجان قطيفي يقام لتسلية الأطفال عند سفر ذويهم لأداء الحج

يخطط لاستقطاب 230 ألف زائر هذا العام وإقامة قرية تراثية دائمة

TT

أطلقت محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية من السعودية أمس الموافق للتاسع من ذي الحجة الخامس عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري النسخة السادسة من مهرجان الدوخلة التراثي، الذي يستهدف استقطاب نحو 230 ألف زائر هذا العام على مدى أيامه السبعة عبر فعاليات وأنشطة مختلفة، حيث يضع المهرجان هذا العام العمل التطوعي كشعار للمهرجان بعنوان (العمل التطوعي عطاء ووفاء).

وأعلنت بلدية القطيف في وقت سابق عن تخصيص ساحة بلدية بمساحة 40 ألف متر مربع لإقامة المهرجانات عليها وسيتم تدشينها بمهرجان الدوخلة التراثي، وذلك في جزيرة تاروت التابعة للمحافظة، مما منح القائمين على المهرجان طرح فكرة إقامة قرية تراثية متكاملة، تكون بمثابة المتحف الدائم للمحافظة.

وتستمر أعمال وفعاليات المهرجان حتى الخامس عشر من ذي الحجة 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث يستهدف المهرجان تدريب نحو 1000 شاب وشابة على العمل التطوعي، كما سيتم إقامة معرض لـ 99 أسرة منتجة، بالإضافة إلى العروض الفلكلورية والمسرحية والفنون المختلفة والمسابقات.

وتبلغ ذروة المهرجان اليوم (عيد الأضحى المبارك)، وتحديدا بعد صلاة الظهر، حيث يسير الأطفال برفقة أقاربهم وهم يحملون شتلات الزرع التي يعدونها منذ بداية شهر ذي الحجة، استعدادا للمناسبة، حيث تزرع الشتلات في مشاتل من سعف النخل ليضعوها على ماء البحر لتحملها إلى أعماق الخليج، في مشهد حرصت المحافظة وأبناؤها على إحيائه منذ خمس سنوات تقريبا.

ويعود مهرجان الدوخلة إلى مئات السنوات الماضية حيث كان تضع بعض العائلات التي تتجه لأداء فريضة الحج أبناءها عند أقاربهم وجيرانهم، ولتسلية الأطفال وإلهائهم عن السؤال عن آبائهم وأمهاتهم كانت تبتكر العائلات زراعة شتلات لهم ويتولى الأطفال رعايتها والعناية بها، فإذا جاء يوم العيد يكون الحجاج بدأوا في الانتهاء من أعمال الحج، ويكون الأمل بأنهم أنهوا مناسكهم وهم بصحة وخير، تأخذ العائلات الأطفال في رحلة إلى شاطئ البحر، حيث يكون المد بعد صلاة الظهر في أوجه، وتوضع الشتلات بكل هدوء على الماء، لتنقلها الأمواج الهادئة إلى أعماق البحر.

يخطط المهرجان الذي يستلهم تراث المنطقة في كل أنشطته المختلفة للعودة بزواره إلى مئات السنين الماضية لاستنهاض الأبعاد الثقافية والجمالية في الموروث القطيفي، حيث تعد القرية التراثية التي تقام خصيصا للمهرجان بمثابة المتحف الذي يعرض تراث وثقافة المحافظة أمام الزائرين من خارجها.