أهالي مكة وجدة الصائمون يستغلون توجه الحجاج لعرفات ويفطرون في الحرم المكي

جامعين فضلي الزمان والمكان والمشاهدة الأولى لثوب الكعبة الجديد

TT

بينما تتجه الجهود وتسلط الأضواء، اليوم التاسع من ذي الحجة، حيث يحتشد 3 ملايين حاج وحاجة في صعيد عرفات شرق مكة المكرمة، يستغل أهالي مكة وجدة فرصة خلو منطقة المسجد الحرام في هذا اليوم لقضاء يومهم هناك بعيدا عن الزحام والتدافع، وتناول وجبة الإفطار وقت صلاة المغرب، باعتبار أنهم صائمون في هذا اليوم الفضيل.

من ناحيته، كشف أحمد المنصوري مدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لـ«الشرق الأوسط» أن الرئاسة تستغل وجود الحجاج في عرفات للاستبدال بكسوة الكعبة كسوة جديدة توضع بعد فجر التاسع من ذي الحجة كل عام، في تقليد قديم جدا».

وأضاف «أن عددا كبيرا من الناس يزورون المسجد الحرام ويؤدون مناسك العمرة في يوم الوقفة ويتناولون طعام الإفطار في المسجد الحرام».

مستطردا: «يتناولون طعام الإفطار في المسجد الحرام، ولكن يمنع إدخال الأطعمة من خارج المسجد الحرام».

وبالعودة إلى سكان جدة ومكة الذين يتجهون اليوم صوب بيت الله ويتناولون وجبة الإفطار هناك، يقول محمد محسن بانقيطة، المهندس الكيميائي بأحد المصانع في جدة لـ«الشرق الأوسط» إنه، وبمرافقة أهله تارة وأصدقائه أخرى، كان يؤدي مناسك العمرة في يوم عرفة وتناول طعام الإفطار في الحرم، طمعا في جمع فضيلة المكان بفضيلة الزمان.

وأضاف: «يكون المسجد الحرام شبه خال في يوم عرفة، إذ يجب على حجاج بيت الله الحرام أن يكونوا في صعيد عرفات ذلك اليوم، وهذا الأمر يتيح الفرصة لنا للاستمتاع بالأجواء الروحانية للحرم وتقبيل الحجر الأسود، الأمر الذي يستحيل في الأوقات الأخرى على مدار السنة».

وسرد بانقيطة لـ«الشرق الأوسط» قصة طريفة مع إفطار يوم عرفة، إذ قال: «سبقنا مجموعة من الأقارب إلى مكة المكرمة قبل أعوام، بينما أخذت أنا والدتي للحاق بهم بعد ذلك، إلا أنني تأخرت إلى ما بعد صلاة العصر وهو الوقت الذي يمنع فيه أي محرم من الدخول لمكة المكرمة».

وأضاف: «تم إيقافي ووالدتي في إحدى نقاط التفتيش، وألزمنا بإبقاء السيارة في مواقف خاصة للسيارات على مشارف مكة والعودة إلى جدة من دونها واسترجاعها في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أي بعد أربعة أيام وبعد ساعة ونصف الساعة، وحينما تأكد المسؤولون أن اتجاهنا سيكون إلى الحرم لا إلى عرفة، سُمِح لنا بإكمال طريقنا إلى مكة المكرمة».

كلثوم صالح سلام أو أم محمد، ربة منزل تسكن مكة المكرمة، ذكرت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه من غير الصواب القول إن المسجد الحرام يخلو من الناس في يوم عرفة؛ فهو لا يكاد يغادره الحجيج إلا ويمتلئ بالزائرين والمعتمرين من أهالي مكة المكرمة وجدة التي تقع على بعد 70 كيلومترا إلى الشمال الغربي من المدينة المقدسة. أم محمد بدورها زارت في عدة سنوات المسجد الحرام برفقة والديها وهي صغيرة وبرفقة زوجها وأبنائها بعد ذلك في مناسبة يوم عرفة. وعن تلك الزيارات تقول: «نخرج بعد صلاة العصر إلى الحرم ونؤدي هناك مناسك العمرة، وبعدها نقضي أجواء روحانية هادئة ومفعمة بالإيمان إلى أن يؤذن لصلاة المغرب ونتناول جميعا طعام الإفطار مودعين خير يوم طلعت فيه الشمس، كما يقول المصطفى، صلى الله عليه وسلم».

وأضافت قائلة: «حينما نعود إلى البيت بعد صلاة العشاء نتناول طعام العشاء، ونقضي شيئا من تلك الليلة للاستعداد للعيد، حيث يعود زوجي وأبنائي الثلاثة للمسجد الحرام لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك هناك».