السعودية: دراسة إنشاء معهد متخصص للتدريب على خدمات المترو والقطارات

فلمبان لـ «الشرق الأوسط»: 600 شاب ساهموا في نجاح قطار الحج

TT

شرعت شركة سعودية في الخطوات الأولى لإنشاء معهد متخصص في خدمات المترو والقطارات لتأهيل وتدريب وتوظيف الشباب السعودي سواء فيما يتعلق بقطار المشاعر أو مواجهة الطلب في حال الانتهاء من ربط مناطق السعودية بشبكة السكك الحديدية التي هي في طور التنفيذ حاليا.

وأكد عاطف فلمبان رئيس مجلس إدارة شركة «أسفار وأعمار» التي تتولى جانب الخدمات والمساندة للتوظيف في قطار المشاعر لـ«الشرق الأوسط» أن «المشروع الآن في طور الدراسة، حيث سيقوم بجولة خلال الأيام القليلة القادمة إلى ماليزيا وبعض الدول الأخرى للاستفادة من بعض التجارب والخبرات في هذا المجال». مشيرا إلى أن المشروعات الحديثة فتحت مجالا واسعا لقطاع الخدمات والتدريب والتوظيف في مجال المترو والقطارات.

وأوضح فلمبان أن فوز شركته بعقد الخدمات المساندة للتوظيف في قطار المشاعر خلق فرص عمل جيدة؛ حيث تم فتح المجال للتدريب وتقدم أكثر من 3 آلاف شخص في حين تم اختيار نحو 600 شخص وتم تدريبهم وتأهيلهم على يد مدربين أوروبيين وصينيين، واجتازوا الدورة التأسيسية وفهم الرموز بنجاح أبهر المدربين الأجانب وهي أول دورة في المترو، وتم توظيفهم في قطار المشاعر في قطاع الخدمات وكان لهم دور كبير في نجاح القطار في تصعيد الحجاج إلى عرفة وكذلك في النفرة. مبينا أن تخصصاتهم تتركز على كيفية إدارة الحشود والخدمات التي تتعلق بالقطار وكيفية التعامل مع الركاب وإدارة الوقت.

وبين أن «أسفار وأعمار» ستستمر في توجهها والتركيز في هذا الجانب من خلال تدريب الشباب وتأهيلهم كون المرحلة المقبلة من المشروعات في قطاع القطارات تتطلب المزيد من الشباب المؤهلين وتقديم الخدمات المساندة. مشيرا إلى أن قطار المشاعر تديره شركة srcc الصينية والتي تضم المئات من الموظفين الأجانب. من جنسيات عربية وشرق آسيوية.

واستطرد: «إن توظيف الشباب في قطار المشاعر حاليا بصفة مؤقتة ولمدة 45 يوما يتقاضى عليها كل شاب 5 آلاف ريال، وتمنح لهم شهادات خبرة». مشيرا إلى أن توسع قطار المشاعر في السنوات القادمة سوف يحتاج للمزيد من الكوادر الوطنية المدربة خاصة أن الشركة الصينية ينتهي عقدها بعد 3 سنوات. تابع: «قطار المشاعر الذي كان محل أنظار الجميع حقق نجاحا كبيرا في استهلالية تشغيله في حج هذا العام ونجح في نقل مئات الآلاف من الحجاج بين المشاعر المقدسة، كما امتص جانبا كبيرا من الازدحام في بعض الطرقات».

وتابع: «يديره صينيون والسائقون والمساعدون صينيون أيضا، فيما يتولى إدارة المحطات ماليزيون في منظومة الشركة المشغلة، وتمت الاستعانة بموظفين مصريين لهم خبرات جيدة في أعمال المترو بجانب الشباب السعوديين الذين تم تأهيلهم خلال دورة تخصصية امتدت لنحو 7 أسابيع لدعم جانب الخدمات والمساندة في المشروع».

ولم يخف فلمبان أن شركته تخطط لتولي قطاعات أوسع وأشمل في قطار المشاعر إذا فتح المجال للمناقصة خاصة أنهم اكتسبوا خبرة جيدة إضافة إلى نجاح الشباب السعودي في أداء مهامهم بامتياز وبشهادة مسؤولي الشركة المشغلة، لدرجة أن البعض منهم تم الاستفادة منه في وظائف قيادية وإدارية.

وقال إنه قد تم البدء في توفير بعض الاحتياجات والأجهزة المتعلقة بإنشاء المعهد الذي سيفتح المجال للشباب السعودي للتدريب والتأهيل بإشراف خبراء من أوروبا ودول آسيوية وسيكون له شأن في القريب العاجل، مؤكدا فرض رسوم على المتدربين كما أن المعهد سيؤهلهم للتوظيف والتدريب أيضا على رأس العمل.

يشار إلى أن تجربة قطار المشاعر المقدسة التي طبقتها السعودية هذا العام وساهمت بشكل كبير في إنجاح موسم الحج زادت من أسهم القطارات في السعودية وأضافت إلى رصيد نجاحها والتوسع فيها إضافات كبرى، وخاصة في ظل العمل على إكمال مشروع قطار المشاعر، إضافة إلى مشروع قطار الحرمين الذي ينطلق من مكة المكرمة ويصل إلى المدينة المنورة مرورا بمدينة جدة.