منى: البحث عن أسر 22 طفلا تائها عثر عليهم في المشاعر المقدسة

فرق الكشافة ترشد نحو 30 ألف تائه في يومي التروية وعرفة

TT

أكدت لـ«الشرق الأوسط» مسؤولة في مركز إرشاد التائهين التابع لجمعية الكشافة السعودية أن لديها 22 طفلا تائها موجودين في المركز حاليا، عثر عليهم في أنحاء المشاعر خلال الأيام الماضية، ويجري البحث عن أسرهم.

وتقول مها فتيحي: «إن عمل المرشدات في المشاعر يتضمن استقبال الأطفال التائهين في مراكز الإرشاد عن طريق فرق الكشافة، وتسجيل بياناتهم، والتقاط صورهم، ورفعها على موقع جمعية الكشافة السعودية المخصص للأطفال التائهين على الموقع الإلكتروني»، مشيرة إلى أنه بلغ عدد الأطفال الذين تم تسليمهم إلى ذويهم 21 طفلا في عرفات ومنى، ويبلغ عدد المفقودين في المركز نحو22 طفلا.

يأتي ذلك في وقت حرصت بعض حملات الحج على تقديم عروض للأهالي باستضافة الأطفال مجانا، وتوفير أماكن لعب وترفيه لهم لحين عودة أهاليهم وذويهم، إلا أن الكثير من الأطفال يرفضون كافة المغريات، ويصرون على مرافقة ذويهم في رحلة المشاعر.

ويواجه المسؤولون صعوبات كبيرة في إعادة الأطفال التائهين لذويهم ومقراتهم، خصوصا المفترشين، الذين لا يتحدثون العربية، وهو ما دفع بالجهات الخدمية والتطوعية إلى توظيف سيدات هذا العام في مركز إرشاد التائهين، الذي تشرف عليه فرقة من مرشدات الكشافة السعودية.

إلى ذلك، بث أطباء وخبراء تحذيرات من حمل الصغار إلى أماكن التجمع والازدحام لقابليتهم لتقبل الأمراض المعدية أكبر من أقرانهم، وهو ما تشير إليه الدكتور منيرة بالأحمر من الشؤون الصحية في الحج خلال حديث لـ«الشرق الأوسط».

إلا أن الكثير من الآباء والأمهات يحرصون على أخذ أبنائهم معهم لعدة أسباب؛ إذ يقول والد الطفل محمد أحمد سويلم، الذي سحبه بعض رجال الأمن الموجودين أمام العقبة الكبرى إلى أقرب نقطة للشاخص، إنه اصطحبه معه لكونه يعمل في البلاد في السعودية منذ عامين، ولا يجد من يحمل ابنه طوال فترة الحج، مشيرا إلى أن مشاهدة ابنه وهو يؤدي المناسك ويردد الأدعية خففت الكثير من عناء التعب عنده، وحولت الكثير من أوقات الحج إلى ابتسامة.

يشار إلى أن فرق الكشافة والمرشدات، بحسب تقرير رسمي، تمكنت من إرشاد وإيصال أكثر من أكثر من 30 ألف تائه خلال يومي التروية ويوم عرفة، وذلك في 17 مركزا لإرشاد التائهين، ومركزين لإرشاد الأطفال التائهين في مشعري منى وعرفات.

وأوضح الدكتور عبد الله بن سليمان الفهد، نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، المشرف العام على معسكرات الخدمة العامة: «إن الإرشاد شمل الإيصال والإرشاد الميداني والإلكتروني عبر فرق الكشافة والجوالة والمرشدات اللاتي عملن في مركز إرشاد الأطفال التائهين في مشعري منى وعرفات».

وأضاف أن عدد التائهين الذين تم إرشادهم حتى مغرب يوم عرفة بلغ 12386 تائها، وبلغ عدد الذين تم إيصالهم إلى مقراتهم 4068، كما بلغ عدد الأطفال الذين تم تسليمهم إلى ذويهم 21 طفلا في عرفات ومنى.

وأوضح الدكتور الفهد أن «الكشافة والجوالة والقادة نفذوا الإرشاد الميداني من خلال 300 جوال، باستخدام خرائط مصغرة للمشاعر تم توزيعها على كل تائه يستطيع القراءة ومعرفة الاتجاهات، وكانت ذات أثر كبير في تخفيف أعداد التائهين مقارنة بالتوقيت نفسه من حج العام الماضي، كما نفذ عدد من الجوالة والقادة التوجيه الإلكتروني بواسطة أجهزة (GBS)، مما أسهم في تخفيف أعداد التائهين في المناطق المركزية والمزدحمة، في خطوة تطويرية لعمل الكشافة».