السعوديون يغطون أجسادهم بـ15 مليون متر من الثياب الشتوية

خلال العيد وفصل الشتاء.. والفراء تعاني قلة الطلب

أسعار الملابس الرجالية ارتفعت بمعدل 25 في المائة عن أسعارها السابقة (تصوير: إقبال حسين)
TT

تشهد أسواق الملابس الرجالية السعودية تسابقا لاقتناء الملابس الشتوية، ما بين الثياب الشتوية والبشوت الوبر والفراء، على أثر الموجات الباردة التي شهدتها مناطق مختلفة من السعودية خلال الأسابيع الماضية، والتي تزامنت مع دخول موسم عيد الأضحى المبارك.

ويترقب العاملون في مجال المستلزمات الرجالية بالسعودية خلال فترة عيد الأضحى وفصل الشتاء أن ينتهوا من بيع 15 مليون متر من الأقمشة الرجالية من جاهزة وتفصيل، التي تصل قيمتها إلى 100 مليون ريال خلال الفترة المقبلة والتي تمثل موسم نشاط البيع الشتوي، مشيرين في الوقت نفسه إلى ارتفاع مبيعات الملابس الشتوية مقارنة بالعام الماضي في كل من مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة بمعدل 30 في المائة، ووقوف معدل المبيعات في بقية مناطق المملكة عند المؤشر العادي.

وأعاد عاملون خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» أسباب ارتفاع مؤشرات المبيعات خلال موسم العيد وفصل الشتاء في كل من مكة والمدينة إلى 30 في المائة، إلى ارتفاع أعداد الحجاج خلال هذا الموسم.

وقدر محمد العجلان، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «عجلان وإخوانه» لـ«الشرق الأوسط»، أنه تم بيع ما يقارب الـ15 مليون متر من قماش الثياب من التفصيل والجاهز خلال فترة العيد وفصل الشتاء والتي تقدر بمبلغ 100 مليون ريال.

وتشهد الأسواق التجارية ومحال الخياطة الرجالية في العاصمة السعودية، الرياض انتعاشا ملحوظا خلال هذه الأيام مع دخول عيد الأضحى المبارك والأجواء الباردة.

كما ارتفعت أسعار الملابس الرجالية بمعدل 25 في المائة عن أسعارها السابقة، في الوقت الذي تلبي فيه هذه المحال أذواق زبائنها من متابعي الموضة، حيث دخلت الأزياء الرجالية عالم الموضة في كل نوع من الملابس والمشالح الرجالية.

ولوحظ أن هناك إقبالا على محلات الملابس الشتوية والمشالح والفراء رخيصة الثمن، بعيدا عن الرغبة في اقتناء ذات القيمة المرتفعة، وذلك على أثر جولة استطلاعية قامت بها «الشرق الأوسط» على أسعار الملابس الرجالية.

وبين أحد أصحاب المحلات التجارية في العاصمة الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن الإقبال خلال وقت عيد الأضحى وبرودة الأجواء يعطي دعما للمستلزمات الشتوية بمعدلات نمو عالية خلال فترة العيد وبعدها بوقت، خصوصا أن السوق مرت بركود بعد فترة عيد الفطر.

ويشير أحد أصحاب محلات المستلزمات الرجالية إلى أن الملابس الشتوية تحظى بأعلى معدلات الإقبال خلال هذه الأيام نتيجة الأجواء الباردة التي تشهدها السعودية خلال هذا الوقت، وأن الملابس المصنعة في إيطاليا، فرنسا، تركيا تسجل أعلى نسبة مبيعات، تليها بقية الملابس المصنعة في دول أوروبا.

فيما يوضح أحمد محمد، أحد العاملين في مبيعات الملابس الرجالية، حرص الشباب على البحث عن الموضة والجديد في عالم الملابس الشتوية.

ويشير نصير خان، أحد العاملين لتفصيل الثياب الرجالية، إلى أن هناك إقبالا منقطع النظير خلال هذه الفترة، وأن موجات البرد رفعت من الطلب على الخياطة الرجالية.

ويوضح نصير أن أسعار تفصيل الثياب الرجالية تعتمد على القماش وجودته وطريقة صناعته، والألوان المستخدمة، وتتراوح أسعارها ما بين 100ريال إلى ما يقارب الـ250 ريالا للثوب الواحد، موضحا أن أسعار الأقمشة الشتوية تعتبر أغلى من أسعار الأقمشة الأخرى.

وبين أحد المتسوقين أن برودة الأجواء هي الدافع الأساسي لهذا الإقبال المعهود بشكل دوري وسنوي مع دخول فصل الشتاء وهو ما يجعل الكثير من الأهالي يستعدون لمواجهة هذا الشتاء الذي يبدو أنه سيكون قارسا خلال هذا العام.

من جانب آخر، قدر خالد المجاهد، أحد تجار المشالح في سوق الزل لـ«الشرق الأوسط» أن حجم الاستهلاك للفراء خلال فترة العيد وفصل الشتاء لهذا العام بـ300 ألف فروة، والتي تقدر قيمتها بنحو 30 مليون ريال بمعدل 100 ريال للفروة الواحدة، مشيرا إلى وجود نوع من الركود خلال هذه الفترة في مبيعات الفراء، نظرا لكثرة العرض في عدد من المحال التجارية كأسواق الطرق السريعة، وغيرها من الأماكن التي توجد بها، الأمر الذي يقلل من الطلب على الفراء.

ولفت المجاهد في الوقت نفسه إلى أن معدل المبيعات المتوقعة لموسم هذا العام تعد ضئيلة إذا ما قورنت بالأعوام الماضية، التي كان فيها حجم الإقبال أكبر.

وأوضح المجاهد أن متوسط أسعار المشالح يتراوح ما بين 1500 إلى 3000 ريال، وأن هناك نوعا من أنواع الفراء يسمى «الطفيلي»، نسبة إلى محافظة الطفيلة في الأردن، والذي اندثر الطلب عليه منذ وقت، نظرا لإقبال الناس على شراء الفراء رخيصة الثمن، تصل أسعارها إلى 2000 ريال، مشيرا إلى وجود أنواع من الفراء خارجة عن الأسعار العامة، تخصص لبعض العملاء ولا تكون ضمن الفراء المعروضة في المحلات، منها على سبيل المثال النوع الكشميري، حيث تصل أسعاره إلى 10 آلاف و19 ألف ريال للنوع الواحد.

وانتقد المجاهد أنواعا من المشالح والفراء رخيصة الثمن، التي تصنع محليا، مشيرا إلى الضرر الذي تسببه لجسم الإنسان، من أمراض وحساسية.