الحجاج الأميركيون والبريطانيون ينضمون إلى قائمة «المفترشين»

واحدة من 10 ملاحظات رصدتها جمعية حقوق الإنسان بعد جولة تفقدية على صالات مطار جدة

لم تعد ظاهرة الافتراش التي تحاربها السلطات السعودية في موسم الحج مقتصرة على حجاج دولة بعينها (أ.ف.ب)
TT

على لباس الإحرام الذي يرتديه المسلمون وقت أداء الحج والعمرة، يجلس مواطن بريطاني سمى نفسه أبو عبد الله (32 عاما) بمحاذاة أخيه عمران (25 عاما) في صالة انتظار «الخطوط السعودية» في جدة، ممتعضا من تأجيل رحلته المزمع إقلاعها من جدة إلى لندن من الساعة 2:30 دقيقة إلى الساعة 3:45 بتوقيت مكة.

ورغم أن الوقت المؤجل لا يتجاوز ساعة ونصف الساعة، فإن امتعاضه لم يكن مقتصرا على التأجيل، إذ غادرا منذ 15 ساعة مضت فندقهما الذي قطنا فيه بالمدينة المنورة، متسائلا «لماذا يتم توجيهنا نحو المطار قبل هذه المدة؟». ويبدو أن الافتراش، وهو ظاهرة يؤكد مراقبون أن السعودية تعاني منها بشكل دوري خلال موسمي الحج والعمرة، لم تعد مقتصرة على الحجاج ذوي الدخل المنخفض، فالحجاج يملكون المال لكنهم لا يملكون مكانا يقضون فيه ساعات لا يعلم غالبيتهم كم ستطول. وجاء رصد هذه الظاهرة الجديدة، وغيرها من الملاحظات التي وصل عددها لقرابة الـ10، خلال جولة نفذتها جمعية حقوق الإنسان في السعودية نهار أمس، خرجت عبرها بجملة ملاحظات ومطالبات، مؤكدة «رفع التقارير إلى الجهات المعنية»، في إشارة إلى وزارة الحج، وهيئة الطيران المدني، واللجنة المركزية للحج التي يرأسها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.

وتمثلت مطالبات الجمعية في إعادة النظر في تقسيم الحجاج بين صالاتي المطار، وتوحيدهم في صالة الحجاج الخارجية ريثما يقترب موعد رحلاتهم، وتخصيص الصالة السعودية للرحلات الداخلية فقط، إلى جانب إنشاء مكتب موحد للخدمات الحكومية التي يحتاجها الحجاج في المطار، لتسهيل إجراءات الحجاج إن لزم الأمر. وطالبت الجمعية هيئة الطيران المدني بتوفير مياه الشرب بالمجان، كما طالبت أيضا بزيادة اللغات الموجودة على اللوحات. فيما طالبت الجمعية رؤساء بعثات الحج بتوفير ممثلين عنهم في المطارات لإنهاء إجراءات المسافرين الواقعين تحت دائرة الفئات التي يشرفون عليها.

إلى ذلك، يمتد تساؤل المواطنين البريطانيين إلى مجموعة حجاج آخرين قدموا من أميركا، وذلك في الصالة المخصصة للطيران الأجنبي، وتلخصت أقوال نحو 19 حاجا من فلوريدا وشيكاغو ولويزيانا في المشكلة نفسها «لماذا يتم قدومنا قبل الرحلة بساعات طويلة؟»، إذ أمضوا ما يناهز تسع ساعات مفترشين أرض المطار. يقول مروان داليان، أحد العاملين في شركة كهرباء أميركية في نيوجيرسي «هذا الخطأ يقع على الحملة التي نقلتنا في وقت مبكر بشكل مبالغ فيه، حتى لو كان العذر هو احتمال الازدحام أو ما شابه.. هناك تقديرات على نحو أفضل!».. فيما يقول الدكتور خورشيد هدار، وهو طبيب في ماساشوستس (44 عاما) «على المطار أن يجهز نفسه لاستقبال عدد أكبر.. الجهود المبذولة جليلة وملحوظة، لكن بالنسبة للتجهيز ربما لم يوفق الذين قدروا العدد المتوقع من المنتظرين».. لائما أيضا شركة الطيران الناقلة لهم (تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمها) في تحمل أي تأخير يقع على المسافرين على متنها.

بدورها، أكدت جمعية حقوق الإنسان عدم رصدها للتكدس في الصالة الشمالية والصالة السعودية، فيما لامت وجود بعض الحافلات التي تنقل الحجاج إلى داخل المطار قبل رحلاتهم بتسع ساعات، وهو «خلل في تسيير الحافلات» بحسب أحد المراقبين الموجودين في المطار، إذ أكد لـ«الشرق الأوسط» أن مكتب الوكلاء التابع لوزارة الحج والذي ينظم تحرك الحافلات «لا بد أن يمنع دخول أي حافلة تحمل حجاج قبل موعدهم بثماني ساعات».

وتابعت الجمعية ملاحظاتها بالقول «لاحظنا أن مؤسسات الطوافة والشركات في مكة ترحل الحافلات قبل مدة إقلاع مسافريها بنحو 18 ساعة»، محملة أسباب التكدس الحالي الموجود في صالاتي مطار الملك عبد العزيز في جدة، لمؤسسات الطوافة وشركات الطيران، التي لامتها أيضا، لعدم تحملها نفقة الإعاشة والسكن للمسافرين المؤجلة رحلاتهم.

وأضافت الجمعية أن المياه مقطوعة في بعض دورات المياه في الصالة الشمالية، فيما انتقدت عدم توفر ماء الشرب المجاني، الموجود بدوره في كل مطارات العالم.

من جهة أخرى، رصدت الجمعية وجود بعض المتخلفين من العمرة، الذين فضلوا ربطها بالحج، وهي طريقة غير نظامية للحج، بيد أنهم كانوا موجودين في الصالة الشمالية، وتطول إجراءاتهم، كما قال مسؤول حكومي يعمل في المطار لـ«الشرق الأوسط».. وفي الوقت نفسه، انتقدت الجمعية عدم وجود مندوبين متخصصين في شؤون العمرة، حيث يؤكد أحد مندوبي الوزارة من العاملين في شؤون الحج أن عملهم يختلف تماما عن مندوبي شؤون العمرة.