جامعة الملك سعود: برنامج يؤهل 2000 طالب وطالبة لشغل مناصب قيادية في الدولة

برنامج خاص بالشراكة الطلابية يستقي أفكاره من الاتحادات الطلابية في الجامعات العالمية

طلاب برنامج الشراكة الطلابية أثناء إطلاق مبادرة «أرشدني»
TT

تعكف جامعة الملك سعود في الرياض على تنفيذ برنامج خاص بالشراكة الطلابية يؤهل نحو 2000 طالب وطالبة ملتحقين به لشغل مناصب قيادية مستقبلا، ويعمل على تقوية شخصياتهم القيادية وتطوير مهارات تواصلهم مع الآخرين.

برنامج الشراكة الطلابية الذي انطلق العام الماضي في جامعة الملك سعود بالرياض يستقي فكرته من الاتحادات الطلابية الموجودة في الجامعات العالمية، التي شهدت تخريج كبار السياسيين والمثقفين والوزراء وحتى رؤساء الدول، كونها تعمل على صقل المواهب وتخريج جيل قادر على الانطلاق والقيادة في ظل امتلاكه ملكة التفكير والتخطيط ومعالجة فشل التجارب وعيوبها.

كانت الجامعات السعودية قد اتجهت مؤخرا للعمل على توفير بيئة تعليمية تساعد طلابها وطالباتها في الإبداع والتواصل مع زملائهم وأساتذتهم عن طريق تفعيل برنامج الشراكة الطلابية، بهدف زرع الثقة فيهم وتعويدهم على تحمل المسؤولية والمبادرة.

وتسعى الجامعات من خلال ذلك البرنامج إلى خلق بيئة إيجابية تتيح للطلاب والطالبات الفرصة لتحقيق ذاتهم واكتشاف قدراتهم من خلال الابتكار والتطوير والمساهمة في المشاريع والفعاليات التي تنظمها الجامعات أو تشارك فيها.

طموحات طلاب وطالبات جامعة الملك سعود اختلفت الآن بعد أن ازدادوا تعمقا في أنشطة البرنامج، مستفيدين بذلك من الدعم المقدم ماديا ومعنويا، وهو ما جعلهم يضعون أمام أعينهم هدف طرق أبواب المناصب القيادية والتربع على مقاعدها.

رهام العيسى، إحدى طالبات كلية الصيدلة ونائبة رئيسة برنامج الشراكة الطلابية للكليات العلمية والصحية بجامعة الملك سعود في الرياض ذكرت أن ذلك البرنامج هيأهن لتولي مناصب قيادية في المجتمع، لا سيما أنهن بدأن فيه من مرحلة الصفر.

وقالت، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تعلمت في البرنامج أن أكون فريقا كاملا ابتداء من اختيار أعضائه وقيادته وانتهاء باتباع سياسة معينة تندرج تحتها متابعة وتنسيق وتطوير هذا الفريق»، مؤكدة قدرتهن الفعلية على قيادة المجتمع بشكل سليم إذا أتيحت لهن الفرصة لذلك، لا سيما أنهن قدن فرقا متكاملة في الجامعة، الأمر الذي من شأنه أن يساعدهن على فعل ذلك بعد التخرج أيضا.

وترى نائبة رئيسة برنامج الشراكة الطلابية للكليات العلمية والصحية بجامعة الملك سعود في الرياض أن هذا البرنامج أتاح لها فرصة قيادة فريق كامل مكون من نحو 200 طالبة، إضافة إلى كونه قد زاد من اهتمامها بالبرامج التطوعية والتطويرية وتهيئتها لسوق العمل.

وأضافت: «من أهداف الشراكة الطلابية تنمية الشعور بالولاء والانتماء للجامعة، وهو ما زُرع بداخلي، خصوصا أنني كنت أمتلك العديد من الأفكار التي لم أعرف الطرق المناسبة لتنفيذها، غير أن انضمامي للشراكة الطلابية فتح أمامي الفرصة لفعل ذلك في ظل السماح لنا بتنفيذ أي مشروع يهدف إلى التطوير».

وتطمح طالبات الشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض للوصول إلى العالمية من خلال عقد شراكات مع جامعات دولية من منطلق امتلاكهن لأفكار بحاجة إلى خبرة في تنفيذها تتم الاستزادة بها من تلك الجامعات عبر ورش عمل وغيرها، وهو ما يعتزمن رفعه إلى مجلس إدارة الجامعة للبدء في تنفيذه.

ولا ينتهي دور الطلاب والطالبات في برنامج الشراكة الطلابية بمجرد التخرج، وإنما تتم الاستفادة من خبراتهم في المركز التطوعي أو عن طريق استقطاب الخريجين والخريجات في ظل عقد الشراكة الطلابية للكثير من الشراكات مع شركات خاصة بحيث يتم تدريب الطلاب والطالبات الذين على وشك التخرج بهدف توظيفهم بعد تخرجهم مباشرة.

ولا يختلف رأي الهنوف بن جبير، رئيسة فريق المتابعة والتنسيق التابع لبرنامج الشراكة الطلابية في الكليات العلمية والطبية، عن نائبة الرئيسة، إلا أنها استطاعت كسر حاجز الخجل الذي كانت تشعر به أثناء تعاملها مع أفراد المجتمع، إضافة إلى تنمية الروح القيادية لديها.

وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «غيرت الشراكة الطلابية لدي مفهوم الجامعة بعد أن كنت مجرد متلقية أنتظر كل يوم انتهاء ساعات دوامي بفارغ الصبر؛ حيث إنني أصبحت أشعر وكأنني أعمل على تطوير منزل خاص بي»، مشيرة إلى أنها انضمت للبرنامج كعضو لمدة 3 أشهر ليتم اختيارها فيما بعد رئيسة لفريق المتابعة والتنسيق.

بينما أوضح الطالب فيصل الدخيل، نائب رئيس الفريق الإعلامي التابع لبرنامج الشراكة الطلابية بجامعة الملك سعود للأولاد في الدرعية، أن الأعمال اللاصفية والبرامج التي تقدمها الجامعة من خلال هذا البرنامج تعتبر باكورة للدخول في المناصب القيادية كونها تنمي القدرات والحس الوظيفي والعملي لدى الطالب.

وقال خلال اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «يقود الفرق التابعة لبرنامج الشراكة الطلابية طلاب بحسب تخصصاتهم الجامعية، ويحصلون على مكافآت خاصة بالبرنامج ولا دخل لها بالمكافآت الجامعية التي يحصل عليها الطلاب؛ حيث يخصص للعضو العادي 300 ريال، وللفعال 600 ريال، في حين يحصل الرئيس على 1000 ريال، ونائبه على 900 ريال».

وأفاد بأن الشراكة الطلابية هي المسؤولة عن تنظيم اللقاء التحضيري للمؤتمر السنوي الذي تقيمه وزارة التعليم العالي من أجل مناقشة بحوث الطلاب والطالبات، والذي من خلاله يدعم الطلاب مشاركتهم في المؤتمر عن طريق لجنة إشراف مهمتها الاطلاع على البحوث التي من المفترض المشاركة بها في ذلك المؤتمر وتسجيل ملاحظاتها عليها.

بينما أكد الطالب تميم الغنام، رئيس برنامج الشراكة الطلابية لـ«الشرق الأوسط»، دخول 3 مبادرات جديدة تخدم الجامعة، وتسهم في رقي طلاب الجامعة والمتمثلة في مبادرة «التويفل» وإعداد خريجي الجامعة لسوق العمل، إضافة إلى إقامة الملتقى التطوعي.

وأضاف الغنام: «فاق عدد طلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية 2000 طالب وطالبة، تم توزيعهم على الفرق التنفيذية الـ8 المتضمنة: الفريق المالي والإعلام والعلاقات العامة والجودة والتطوير وعلاقات شؤون البرنامج والدعم والإمداد والمتابعة والتنسيق، إلى جانب الفريقين القانوني والعلمي».

الكثير من المبادرات قام بها طلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية خلال عام واحد منذ إطلاق البرنامج، والتي كانت نتاج أفكارهم البحتة من دون تدخل من أي عضو أكاديمي بالجامعة سوى في اعتماده للمبادرة والموافقة على تنفيذها بحسب رؤية الطلاب والطالبات أنفسهم.

وتتضمن تلك المبادرات كلا من مبادرة التثقيف الصحي في كلية الطب والمستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود؛ حيث تعتبر المصدر الأكبر على مستوى السعودية لتقديم المعلومات الوقائية والتوعوية الطبية بحلول شهر أبريل (نيسان) 2011، إضافة إلى توفير فرصة نوعية للمشاركين فيه من طلاب وطالبات كلية الطب للمشاركة، بشكل غير مسبوق واحترافية عالية، في تحقيق رسالة الكلية والجامعة.

كما قام طلاب وطالبات الشراكة الطلابية بإطلاق مبادرة «أرشدني» التي تهدف إلى إعطاء طلاب وطالبات السنة التحضيرية نظرة شاملة وصادقة عن المجالات والأقسام المتاحة لهم بعد إتمامهم للسنة، مع توضيح كل ما يحتاجون إلى معرفته لمساعدتهم في التوجه إلى ما يناسب ميولهم، بجهود طلابية إبداعية.

وتشمل المبادرات أيضا مبادرة «الجامعة في عيوننا» التي من خلالها يسعى طلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية إلى الارتقاء بحس المسؤولية لدى الطلاب والطالبات تجاه الجامعة وإشراك الطالب في عملية تحسين وتطوير البيئة الجامعية، إلى جانب مبادرة ريادة الأعمال لتقديم الخدمات التقويمية والتأهيلية لرواد الأعمال في العالم كي يتمكنوا من النجاح في إنشاء مشاريعهم الصغيرة، وذلك من خلال شبكة شراكة مع أبرز الجهات والمنظمات الداعمة للفئات الشابة.

بينما يتم تأهيل وتدريب طلاب وطالبات جامعة الملك سعود لسوق العمل من خلال مبادرة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي بما يزيد من مستواهم المهاري ويدعم مستقبلهم المهني وذلك من خلال تأهيلهم للرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، إضافة إلى مبادرة التشغيل الطلابي التي تهدف لخلق مجتمع طلابي فاعل ومنتج.

وتعتبر مبادرة الدورات التدريبية، التي أطلقها طلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية، مشروعا تدريبيا وخدميا يسهم في تنمية القدرات واكتشاف المواهب واكتساب المهارات العلمية اللازمة في حياتهم العملية، التي بدأت منذ نحو أسبوعين بدورة حملت اسم (المراسل الصحافي) واستهدفت نحو 20 طالبة من طالبات الشراكة الطلابية لمدة 5 أيام بالتنسيق مع مركز الأمير أحمد بن سلمان للإعلام.

بينما يعمل طلاب وطالبات الشراكة الطلابية على خلق بيئة تدريبية خصبة داخل المشاريع الإنشائية في المدينة الجامعية بهدف ربط الجانب العلمي بالعملي وذلك عن طريق مبادرة سموها «واعد»، في حين تتم توعية الطالب بالبرامج التطويرية التي أطلقتها الجامعة والوحدات ذات العلاقة ودفع الطالب ليكون شريكا أساسيا فيها، وذلك من خلال مبادرة «اعرف جامعتك».

كما يقوم برنامج الشراكة الطلابية بإقامة حملات قانونية من أجل إثراء الثقافة الحقوقية لدى طلاب وطالبات جامعة الملك سعود ضمن مبادرة الحملات الحقوقية، إضافة إلى المساهمة في بناء ثقافة بيئية داخل الجامعة وخارجها للوعي بأهمية المحافظة على البيئة، وذلك عبر مبادرة التثقيف البيئي.

وبما أن برنامج الشراكة الطلابية يعمل على تخريج شخصيات قيادية، فإن أعضاءه استطاعوا إنشاء مركز الشراكة التطوعية الذي يهدف إلى إعداد مجتمع طلابي محب للعمل التطوعي، فضلا عن إطلاقهم مبادرة الشراكة المهنية كي تكون جزءا مهما من برامج الجامعة لإشراك الطالب في العملية المهنية بجانب العملية التعليمية.

ومن خلال مبادرة اللقاء العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي، فإن الشراكة الطلابية تسعى لأن يكون اللقاء خطوة خلاقة، على أساس متين من التخطيط والتنفيذ بهدف اكتشاف القيادات البحثية الشابة من خلال منح الفرص للمبدعين لتقديم أعمالهم.

ونتج عن برنامج الشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض توقيع 6 عقود مبرمة لمبادرات البرنامج في الجامعة، وذلك خلال حفل افتتاح المؤتمر الدولي الأول لريادة الأعمال في الجامعة، برعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي افتتحه نيابة عنه الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة.

وتتضمن تلك العقود تدريب الطلاب والتطوير من كفاءتهم وإتاحة فرص العمل المختلفة لهم، وتتضمن تدريب 1000 طالب للرخصة الدولية لريادة الأعمال، وتمويل 100 مشروع طلابي ضمن برامج ريادة الأعمال المقدمة بالشراكة مع البنك السعودي للتسليف والادخار وصندوق تنمية الموارد البشرية.

كما جاء أحد العقود ليهدف إلى توفير فرص تشغيل لعدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة في وحداتها المختلفة بإشراف عمادة شؤون الطلاب، وذلك عبر إتاحة الفرصة أمام الطالب الجامعي لممارسة العمل الوظيفي والمهني والمساعدة في الرفع من كفاءته وإكسابه المهارات وتهيئته لسوق العمل. في حين تم توقيع مبادرات تدريبية تختص بمشروع القيادات الشابة، وذلك لنحو 200 طالب وطالبة، إلى جانب مشروع إعداد المدربين لما يقارب 100 طالب وطالبة، إضافة إلى مشروع تدريب نحو 6 آلاف طالب وطالبة على المهارات.

وتهدف جملة العقود المبرمة إلى إعداد مدربين من الطلاب والطالبات والخريجين واستقطابهم والاستفادة من خبراتهم التدريبية، إضافة إلى توفير خبراء تدريب على مستوى السعودية والمنافسة بهم خارجيا، إضافة إلى معرفة الكفاءات القيادية لدى الطالب وسبل تنمية المهارات الإدارية والتمييز بين مفهومي النظام الجامعي والقيادة.

وشملت العقود المبرمة في جامعة الملك سعود بالرياض أيضا توقيع عقد مع معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستثمارية لتنمية مهارات الطلاب البحثية، وعقد مبادرة «واعد» التي تهدف إلى تدريب 500 طالب في المشاريع الاستراتيجية، إلى جانب عقد اللقاء التحضيري للمؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي ومشروع التثقيف الصحي ومبادرتي «الجامعة في عيوننا» و«أرشدني».

الدكتورة أمل الهزاني، مساعدة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض، أكدت أن هذا البرنامج يعمل على تعزيز ثقة الطالب بنفسه، لا سيما أنه عادة ما يتسم بالخجل في ظل عدم وجود رأي له كونه متلقيا فقط.

وقالت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال برنامج الشراكة الطلابية بات الطالب يصنع القرار ويخطط ويفكر وينفذ أيضا، وذلك بعد أن تم منحه مسؤوليات إضافية باعتباره مسؤولا عن فريق كامل من الطلاب يتم اختيارهم بواسطة الترشيح، وهو ما يؤدي إلى تطوير مهاراته».

وأشارت إلى أن طلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية يخضعون إلى دورات تدريبية متعددة ويقدمون مشاريع مرتبطة بالمجتمع، الأمر الذي يجعلهم قادرين على تطوير مهارات تواصلهم مع الآخرين، مبينة أنهم بصدد المشاركة في يوم الطفل العالمي من خلال أعمال تطوعية كثيرة باعتبار أن أنشطتهم ليست مقصورة على ما بين أسوار الجامعة فقط.

وأضافت: «يعمل برنامج الشراكة الطلابية على تزويد حجم مسؤوليات أعضائه وقياس المدى الذي تصل إليه قدراتهم في القيام بها؛ حيث إنه يجعلهم وكأنهم يديرون شركات وأعمالا خاصة بهم».

برنامج الشراكة الطلابية الذي انطلق العام الماضي بميزانية خصصت له، بلغت نحو 4 ملايين ريال، إضافة إلى منح مدير جامعة الملك سعود لهم ما يقارب 500 ألف ريال أخرى، يهدف في مجمله إلى وضع الطالب كشريك في اتخاذ وصنع القرار، مثله مثل الموظف بالجامعة.

وما سهل على الطلاب والطالبات في برنامج الشراكة الطلابية هو وجود مجلس استشاري طلابي بالجامعة يتيح لهم الاجتماع مع مدير الجامعة والمسؤولين ومن ثم إيصال أصواتهم مباشرة إليهم، وهو ما خفف عبئا على كادر جامعة الملك سعود من حيث مساعدتهم في تنفيذ مشاريع كانت تنفذ كاملة بواسطة الجامعة.

وهنا، علقت مساعدة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود قائلة: «استطاعت طالبات برنامج الشراكة الطلابية وضع دراسة كاملة لإنشاء مركز تطوعي برؤية وأهداف ورسالة، إلى جانب تحديد الميزانية لتقوم الجامعة بتمويله».

وفيما يتعلق بالمكافأة التي تم منحها للبرنامج من قبل الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود، أفادت بأنه تم تخصيصها للأنشطة الخاصة بالشراكة الطلابية، التي من ضمنها إرسال الطالبات إلى خارج السعودية أو استضافة أعضاء هيئة التدريس (من النساء) من الجامعات الأخرى بشكل ينصب في مصلحة الطالبة.

وحول طريقة اختيار طلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية، أبانت الدكتورة أمل الهزاني أن من يرغب في الالتحاق بالبرنامج يمكنه التقديم وإبداء الرغبة فقط، في حين يتم اختيار رؤساء الفرق عن طريق المقابلة الشخصية وإجراء المفاضلات من قبل رئيس البرنامج ونائبه من الطلبة أو الطالبات إلى جانب صوت أكاديمي واحد، مشيرة إلى أن الرؤساء في البرنامج يتم انتخابهم من قبل الأعضاء أنفسهم.

وزادت: «قد تتغير رئيسة البرنامج أو نائبتها بعد كل دورة فصلية وفق نتائج الترشيح والانتخابات، التي عادة ما تكون في مجملها داخل الشراكة الطلابية»، موضحة أن البرنامج لدى الطلاب يسير على النظام نفسه، كونه يقوم على عناوين رئيسية واحدة إلا أنه يختلف في طرق التنفيذ.

وأكدت وجود أولويات أخرى من الناحية الأكاديمية، التي لا يسمح للطالبات بالتقصير فيها من أجل برنامج الشراكة الطلابية؛ حيث يتم التنسيق بين الطالبات أنفسهن في الفرق وتحديد أوقات اجتماعاتهن وفق جداولهن الدراسية، لافتة إلى أنه يتم عقد اجتماعات دورية أو بحسب الحاجة مع مدير الجامعة ووكيله للاستماع إلى مشاريعهن وملاحظاتهن.

وزادت: «أنشأت جامعة الملك سعود لجنة الحقوق الطلابية، إلى جانب إصدارها كتيبات تشمل جميع الخطط الدراسية، وذلك بهدف الوقوف على أي شكوى تظلم تعانيها الطالبة»، لافتة إلى أنه يتم النظر في أي شكوى من خلال لجنة تحقيق لمعالجة الوضع ودراسته.

وأكدت أن برنامج الشراكة الطلابية نجح بشكل سريع ولافت للانتباه؛ كونه مختلفا عن البرامج الأخرى، خصوصا أنه يجعل من الطلاب والطالبات منفذين وصناعا للقرار أيضا، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن المركز التطوعي الذي أنشأه أعضاء البرنامج (من الطلبة والطالبات) متواصل مع المؤسسات والجمعيات الخيرية بشكل مستمر.

وتابعت الدكتورة أمل الهزاني: «ما زالت إدارة الأنشطة الطلابية التابعة للجامعة موجودة، غير أن ما يميز الشراكة الطلابية هو أنها منشأة بواسطة الطلاب والطالبات من الألف إلى الياء، في ظل وجود فرق متخصصة لكل مبادرة يطلقونها بحسب تخصصاتهم العلمية».

وحول منح الموافقة لطلاب وطالبات برنامج الشراكة الطلابية حيال مبادراتهم ومشاريعهم التي يقترحونها، ذكرت مساعدة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للشراكة الطلابية في جامعة الملك سعود بالرياض أنها تتم من قبل المجلس التنظيمي، على أن يعين صاحب الفكرة رئيسا للمبادرة ومن ثم تبدأ الفرق بتنفيذها وفق اختصاص كل واحد منها.

وأفادت الدكتورة الهزاني بوجود ارتباطات بين الجامعة والخريجين المنضمين لبرنامج الشراكة الطلابية، وذلك عن طريق الاستعانة بهم مرة أخرى للمشاركة في الدخول مع مجموعة من الباحثين بالجامعة وإجراء البحوث العلمية، أو المشاركة في تنظيم الفعاليات.

وبما أن برنامج الشراكة الطلابية يأخذ الفكرة نفسها التي يقوم عليها الاتحاد الطلابي والأندية الطلابية في الجامعات العالمية، فإنه أتاح المجال أمام جامعة الملك سعود للاستفادة من الخبرات الدولية والإقليمية بتلك الجامعات.

ومن هذا المنطلق عمدت الجامعة إلى تطبيق آلية لتحقيق أهداف البرنامج، متضمنة تأسيس مجالس تنظيمية تتمثل في المجلسين التنفيذي والاستشاري، إضافة إلى الفريق التنفيذي والعلاقات العامة والإعلام والدعم اللوجيستي والفني والتقني والعلمي والقانوني والمالي، إلى جانب فريق المتابعة والتنسيق والجودة والتطوير، إضافة إلى علاقات الفريق.

يشار إلى أن الدكتور عبد الله العثمان، مدير جامعة الملك سعود في الرياض، كان قد شدد على ضرورة أن يكون برنامج الشراكة الطلابية ديناميكيا، لافتا إلى أن الدعم الذي سيتم تخصيصه من قبل الجامعة يصل إلى 90% لتشغيل أفكار 10% من منسوبيها.