«العصبية».. الملف الأكثر حساسية على طاولة «الحوار الوطني»

نائب أمين مركز الملك عبد العزيز يحذر في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» من التحزب والتشظي نتيجة التصنيفات الفكرية

أسهمت لقاءات الحوار الوطني في تقريب وجهات النظر بين مكونات المجتمع («الشرق الأوسط»)
TT

بعد نحو 20 يوما، يضع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ملف العصبية القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية، على الطاولة، وهو الموضوع الأكثر حساسية على الإطلاق، في ظل الآراء المتجاذبة حوله بين مكونات المجتمع.

وينتظر أن تشهد مدينة جدة (غرب السعودية) الواقعة على البحر الأحمر، النسخة الثالثة من الخطاب الثقافي السعودي، الذي يرعاه مركز الحوار الوطني، والذي سيكون بعنوان «القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية.. وأثرها على الوحدة الوطنية».

ويتوقع أن يرافق تلك الجلسات الحوارية، نقاش لا يقل سخونة عن سخونة الملف المطروح نفسه.

وتعهد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، على لسان أحد مسؤوليه، بأن يتم توفير أرضية مناسبة لإنجاح هذا اللقاء الذي يعول عليه كثيرا لناحية إحداث معالجة ما تجاه إفرازات هذا الموضوع الحساس.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور فهد السلطان، نائب أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن لقاء القبلية والمناطقية سيشهد «تمثيلا لكل الأطياف وكل المنطلقات»، مضيفا أن «هناك من يرى أن هناك جوانب إيجابية وآخرين يرون أن هناك جوانب سلبية. ولهذا، سيكون هناك أرضية مناسبة لكي يكون هناك حوار جدي حول جميع هذه القضايا».

ولن يكون الحديث حول التصنيفات الفكرية، أقل حدة عن الحديث حول مسألة القبلية والمناطقية، في ظل بروز ظاهرة التصنيفات على السطح، مقابل الرفض الرسمي لها.

وأكد الدكتور فهد السلطان أن موضوع التصنيفات الفكرية، سيأخذ هو الآخر حقه من النقاش. وقال: «التصنيفات الفكرية كثر الحديث عنها. وليس من الإيجابي تصنيف الناس بتصنيفات قد لا تكون واقعية».

وحذر نائب أمين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، من مغبة أن تؤدي التصنيفات الفكرية، إلى ما وصفه بـ«تحزب وتشظي» المجتمع، مؤكدا أنهم سيسعون في المركز لطرح هذا الموضوع لتقريب وجهات النظر، بما يؤدي إلى خلق التفاهم، والبعد عن التصنيفات.

ويعتبر موضوع القبلية والمناطقية في المجتمع السعودي، أحد الملفات الحساسة التي تثور ثائرة البعض خلال الحديث عنها. غير أن مركز الحوار الوطني وعد بإتاحة الفرصة لجميع الآراء بالحديث عن هذا الموضوع المهم.

وقال فهد السلطان في هذا الصدد: «الأمر الذي نعد فيه بأن يكون هناك تمثيل جيد لكل الآراء والأفكار سواء الداعمة أو المعارضة».

وسبق أن طرح موضوع العصبية القبلية والمناطقية في أكثر من موقع، لكنها المرة الأولى التي يطرح فيها الموضوع وفقا لإطار مؤسساتي.

وأمام ذلك، يقول السلطان: «موضوع القبلية موضوع مطروح في المجتمع، ولكنه لم ينظم ضمن إطار حواري مؤسساتي. هدفنا أن نقدم هذه الأرضية. اعتقد أن موضوع القبيلة قد يكون عاملا إيجابيا. ويجب ألا يفهم بأن القبيلة ممكن أن تكون عاملا سلبيا. المتوقع أن يطرح الجوانب الإيجابية والسلبية في هذا الموضوع».

وسيقوم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بجمع كافة الآراء والمقترحات والتوصيات التي تخرج من لقاء العصبية القبلية والمناطقية، ورفعها للجهات ذات العلاقة.

يقول نائب أمين عام المركز: «في كل لقاء نحن نرصد كل ما يطرح. سوف يدون كل ما يطرح وسترسل للجهات ذات الصلة بهذا الملف. وهذا هو دورنا، فنحن لسنا جهة تنفيذية. نحن دورنا أن نقدم هذا المنبر، ونتيح الفرصة لحوار شفاف ومتوازن، وما يتوصل إليه ممكن أن تستفيد منه الجهات ذات العلاقة».

وأكد فهد السلطان، أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تتمثل في أن «يصبح الحوار جزءا من السلوك الاجتماعي وجزءا من ممارسة الأفراد وليس للنخب. حوار النخب مهم في فتح القنوات وقبول الناس، ولكن يجب عليك أن تخاطب القواعد المجتمعية مثل الشباب والقطاعات المختلفة. وهذا من الجوانب الاستراتيجية للمركز».

ويلعب مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني دورا مهما في تعزيز الوحدة الوطنية، عبر إشراك كافة شرائح المجتمع في الحوار حول كافة قضايا التنمية، بما يضمن مشاركة مجتمعية في صياغة القرارات، طبقا للدكتور السلطان، الذي أكد أهمية الحوار في تعزيز اللحمة الوطنية.

ويعتبر مركز الحوار الوطني مشروعا تطويريا. وتوقع نائب أمينه العام أن يكون المركز مسهما في توصيل رؤية ماذا يريد المجتمع من المؤسسات المختلفة، وأن يشجع على حركة الحوار في المجتمع، وهو ما اعتبره من الأبعاد المهمة جدا، بحكم المكانة التي تتبوأها السعودية في العالمين العربي والإسلامي، والثقل الذي تتمتع به ضمن اقتصادات العالم.