عضو في الشورى يطالب بالنظر للموسيقى «كعلم» وليس كممارسة

قال إن طرحه لا يمت للأمور الشرعية بصلة

TT

يبدو أن الحديث عن أمور كانت محظورة في السعودية، في حقبة زمنية معينة مضت، بات في هذه الآونة، يسهل الاقتراب منه، سواء من الناحية العلمية أو العملية.

فلو عادت السنين للوراء برهة من الزمن، لوجدنا أن الحديث عن الموسيقى، أو ما يرتبط بها من بعيد أو قريب، كان ممنوعا في السعودية، بل ربما يبلغ درجة المحظور لدى أقاليم معينة في المملكة، لتباين الفتاوى الشرعية في تحريم أو إباحة الموسيقى، سواء من حيث السماع أو الممارسة.

لكن الأمر اليوم مختلف. ويتجلى ذلك ويتأكد، في عدم ممانعة أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي، من التعامل مع الموسيقى كعلم يمكن تحقيق الاستفادة منه، وليس كممارسة.

نجيب الزامل، عضو مجلس الشورى، أخذ على عاتقه، المطالبة بضرورة التعامل مع الموسيقى كعلم يحوي علوما أخرى، بإمكانية الجميع الاستفادة منها، لكنه ربط الفائدة تلك، بالذائقة العامة في بلاده، ومدى القدرة على تحريكها بشكل علمي، وبالتالي تحقيق التغيير، طبقا لتعبير الرجل، الذي يصنف ضمن أحد أهم الكتاب في السعودية.

الزامل ابتعد عن الدخول في أمور شرعية، تتعلق بتحريم الموسيقى، أو المعازف، وفقا لبعض المذاهب، على الرغم من تحليلها من قبل بعض رجال الدين في السعودية مؤخرا، أو بمعنى أصح، تحليل «سماع الأغاني» غير المبتذلة، طبقا لرؤية البعض منهم، حتى وإن عدل عن أمر التحليل فيما بعد، عقب أن تعالت أصوات بضرورة تراجع من أحل سماع الأغاني، التي يصنفها رجال دين آخرون ضمن المحظورات الشرعية.

حديث الزامل لـ«الشرق الأوسط» كان يسبق استضافة ملتقى «أمطار» الذي يديره، وتم تحديد موعده مساء بعد غد الاثنين، الدكتور علي النملة، وزير الشؤون الاجتماعية السابق، وحمد القاضي، عضو مجلس الشورى، والدكتور حافظ المدلج، نائب رئيس هيئة دوري المحترفين، لندوة موجهة للعموم، تتزامن مع اليوم العالمي للتطوع، الذي يصادف غدا الاثنين السادس من ديسمبر (كانون الأول) 2010.

وسيتولى الملتقى تسليط الضوء على ما يعتبره قصص نجاح، قام بها عدد من الشباب تطوعا، خلال هطول الأمطار التي شهدتها العاصمة الرياض العام الماضي، بالإضافة إلى فريق مماثل لهم من شباب هذا البلد، شارك في عمليات الإنقاذ التي تسببت فيها كارثة سيول جدة، وهو ما يعطي دلالة على وجود مرونة في المجتمع المحلي فيما يتعلق بالأعمال التطوعية.

ويرى الدكتور الزامل مجتمعه - المجتمع السعودي - ليس كما هو عليه في السابق، من حيث تقبل التحديث أو التطوير، وبات المجتمع المحلي وفقا لرؤيته مجتمعا مرنا، يقبل بشكل أو بآخر، ما سماه بـ«تحريك الذائقة العامة» بشكل علمي.

واستدل الدكتور الزامل بالنوتة الموسيقية، وما تحويه من علوم، من الممكن أن يتم تشريحها، وبالتالي ملامسة الفائدة مما تحويه من علم، ربما يجهله الكثير، فتحوي الموسيقى، طبقا للزامل، علوما في الكيمياء، والرياضيات، والحركيات، بالإضافة إلى اللسانيات.

وهنا يرى الرجل ضرورة المعرفة والوعي بالفرق بين الموسيقى كعلم يعرف، وممارسة أو صناعة، بعيدا عن الدخول في أي أمور شرعية.