«السياحة والآثار» تسرع وتيرة تأهيل مشاريع التراث العمراني بإطلاق مبادرة «ثمين»

مدتها 3 سنوات وتركز على مشاريع رائدة ترشحها مجالس التنمية السياحية

مسجد جرى ترميمه في المجمعة
TT

أكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار أهمية مبادرة «ثمين»، التي أطلقها الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة، خلال زيارته لمحافظة شقراء مؤخرا، التي تهدف إلى سرعة إنجاز مشاريع منتقاة للتراث العمراني، وإعادة تأهيلها لتكون ذات مردود اقتصادي يسهم في تحقيق أهداف التنمية السياحية الوطنية.

وتهدف المبادرة التي تنبثق من البرنامج الوطني للتراث العمراني، إلى إيجاد مسار سريع لإنجاز مشاريع ذات خصوصية معينة على أرض الواقع، وسد الثغرات في التمويل المتوافر حاليا، لتوفير التمويل اللازم لتهيئة واستثمار عدد من مواقع التراث العمراني، تشمل الملكيات الخاصة. وستتعدى المبادرة الأدوار التقليدية للهيئة العامة بشكل كبير، إذ ستكون بمثابة برنامج عمل يتقاطع مع قطاعات الهيئة المختلفة في الاستثمار والتسويق والموارد البشرية والتراث العمراني وغيرها، وهي في الوقت ذاته مبادرة لها أهدافها الخاصة، وإطارها الزمني المحدد وميزانيتها الخاصة، من خلال صندوق تمويل يخصص لهذه الغاية، إضافة إلى كل ما يخصص في ميزانية الهيئة للقرى والبلدات التراثية، وأي برامج أو مشاريع للتراث العمراني يتم اختيارها ضمن المبادرة، وما يخصص في ميزانيات الشركاء من الجهات الحكومية للمشاريع في المواقع التي تدخل في مبادرة «ثمين»، طبقا لأولوياتها. وإضافة إلى ذلك ستعتمد المبادرة على قيام رعاة وطنيين يمثلون القطاعات الاقتصادية الكبرى في المملكة بسد هذه الثغرات، ويعتمد نجاحها على إقناع هؤلاء الرعاة بأهمية المساهمة، ليس فقط كدعم أو تبرع، ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية، وإنما كشراكة يكون للرعاة عائد إيجابي منها.

وسيكون الهدف الأساسي لهذه المبادرة إيجاد نماذج ناجحة، تبرهن على أن الاهتمام بالتراث العمراني وإعادة استخدامه في الأنشطة السياحية وغيرها من الأنشطة، سيوفر مردودا مجزيا لكل من القطاعين العام والخاص، مما سيؤدي إلى جذب المزيد من الدعم والتأييد من كل الشركاء والأطراف المعنية. وستكون مدة المبادرة ثلاث سنوات، يجوز تمديدها بناء على تطورات تنفيذ المشاريع، على أن لا يتعدى الإطار الزمني للمبادرة خمس سنوات.

وتركز المبادرة على عدد من المشاريع الرائدة التي ترشحها مجالس التنمية السياحية في المناطق، وتنطبق عليها معايير الاختيار للمبادرة، ثم يصدر بها قرار من اللجنة التوجيهية للمبادرة، التي يترأسها رئيس الهيئة.

وتم وضع عدد من المعايير التي سيتم من خلالها اختيار المشاريع التي سيتم تنفيذها من خلال مبادرة «ثمين»، منها رغبة الملاك من حيث المبدأ في ترميم وتطوير ممتلكاتهم، وذلك بإعادة تأهيلها واستخدامها في الأعمال التجارية والسياحية والثقافية ذات الصلة، واستعداد ودعم الشركاء من القطاع الحكومي، ممثلا في إمارات المناطق والمحافظات وأمانة المنطقة والبلديات، وغيرها للمساهمة في تطوير الموقع، بما في ذلك الدعم المالي للمشروع. كما تشمل المعايير القيمة التراثية والسياحية والاستدامة، من حيث الأهمية التراثية والتاريخية، والاستمرارية التجارية، والجاذبية والقرب من أسواق الطلب، والقدرة على إيجاد فرص العمل للمجتمع المحلي، وتوفر البنية التحتية الملائمة وخدمات الدعم، وسهولة الحصول على متطلبات واحتياجات التطوير، وتعدد الأسواق المستهدفة.

وسيكون لمبادرة «ثمين» لجنة توجيهية تضم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومستشار الرئيس الدكتور سلمان السديري، ونواب الرئيس للآثار والمتاحف والتسويق والاستثمار، والمستشار المشرف على الإدارة العامة لأجهزة المناطق، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق، ووكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية للشؤون الفنية، والمدير التنفيذي لمبادرة «ثمين»، إضافة إلى اثنين من الخبراء في مجال التطوير العمراني والاستثمار في التراث، يتم ترشيحهما.

وتتولى اللجنة التوجيهية إقرار سياسات المبادرة ومصادر تمويلها واعتماد نطاق عملها، وإقرار المشاريع التي تدخل في نطاق المبادرة، طبقا لمعايير اختيار المشاريع المعتمدة، وإقرار الميزانيات والخطط التطويرية والتنفيذية وتذليل عقبات التنفيذ بما يضمن تحقيق أهداف المبادرة.