دارة الملك عبد العزيز تعرض مخطوطات أثرية لأول مرة عبر معرض متخصص مطلع يناير

بمشاركة 65 جهة من داخل السعودية وخارجها

TT

تشارك أكثر من 65 مؤسسة من داخل وخارج السعودية في معرض بعنوان «تراث المملكة العربية السعودية المخطوط»، تنظمه دارة الملك عبد العزيز مساء يوم الأحد الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل.

ويستمر المعرض، الذي تحتضنه الدارة ويفتتحه الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس دارة الملك عبد العزيز، لمدة شهر ونصف، ويعد الأول من حيث عدد المشاركين، وتعرض من خلاله الدارة مخطوطات سعودية منتخبة، من أكثر من 3 آلاف مخطوطة أصلية، في مختلف العلوم والمعارف منها مخطوطات في العلوم الشرعية واللغوية والأدبية ومخطوطات في علوم التاريخ والفلك والجغرافيا وغيرها، وتقوم شركة «أرامكو» السعودية برعايته.

وقال الدكتور فهد بن عبد الله السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز: «هذا هو المعرض الأول الذي تنظمه دارة الملك عبد العزيز منذ تأسيسها عن المخطوطات، بصفتها أحد الأوعية المعلوماتية التاريخية المهمة، من حيث ما تحويه من علوم وأخبار وأحداث، إضافة إلى ما تعكسه عن عصرها من الملامح العلمية والسمات الفكرية».

واعتبر المعرض أحد الأنشطة العلمية المهمة التي تقدمها دارة الملك عبد العزيز بتوجيه واهتمام ورعاية من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الدارة والذي يعود له الفضل في إقامة هذا المنشط الثقافي والتاريخي وإنجازه على أرض الواقع.

وقال إن رعاية أمير الرياض لافتتاح المعرض دليل آخر على الاهتمام بكل ما من شأنه خدمة حركة البحث العلمي، واستظهار الإرث الفكري للتاريخ السعودي، وما لقيته العلوم مبكرا من الدعم والتأليف من الدولة السعودية، وما أنتجه تاريخنا من علماء ومفكرين وطلاب علم كانوا الشعلة الأولى لحركة البحث العلمي المزدهرة في وقتنا الحالي.

وعن أهداف المعرض التي تتوخاها الدارة من تنظيم المعرض قال الدكتور السماري: «تسعى الدارة من خلال هذا المعرض إلى لفت الانتباه إلى المخطوطات كونها مصدرا تاريخيا نقيا وأصيلا، وإتاحته للحركة العلمية والبحثية، وتقديمها كنموذج للمصدر الأولي الذي يعتمد العقل أكثر من النقل في مسألة البحث والدرس، ورفع مستوى الاهتمام بها، وإبراز التراث الفكري السعودي المخطوط للباحثين والباحثات والمهتمين ومختلف الفئات العلمية والاجتماعية في المجتمع كمسار يعكس الجوانب الأخرى المصاحبة للتاريخ الوطني».

وأضاف: «كما أن دارة الملك عبد العزيز تقدم من خلال المعرض رسالة شكر لكل من اعتنى بالمخطوطات وبذل الجهد والعناء والمال في سبيل المحافظة عليها، وفي هذا الإطار ستكرم عددا من المشاركين في المعرض».

وأشار إلى أن الدارة تهدف إلى تحفيز المؤسسات الحكومية لنشر فهارس لما تحتفظ به من مخطوطات ووثائق تسهل على الباحثين والباحثات الوصول إلى مواقعها وتختصر عليهم الوقت والجهد.

وعما إذا كان المعرض يتعارض مع نظام المخطوطات في المملكة العربية السعودية قال: «لا تعارض بين تنظيم الدارة لهذا المعرض وبين نظام المخطوطات الذي حدد مكتبة الملك فهد الوطنية الجهة المعنية بحفظ المخطوطات وفهرستها، ذلك أن التنسيق قائم ومستمر بين الدارة ومكتبة الملك فهد الوطنية قبل وبعد هذا المعرض، الذي هو مساهمة علمية مكملة لجهود المكتبة في هذا المجال وخدمة للثروة العلمية المخطوطة لعلماء ومؤرخي المملكة العربية السعودية من خلال التوثيق التاريخي لتراث بلادنا منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى والإشارة إليه والعناية به».

ونوه الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز عن تصريحه برعاية شركة «أرامكو» السعودية للمعرض ومشاركتها فيه في بادرة تمثل إيمان الشركة بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص ودورها في خدمة مجتمعها في الجوانب المختلفة، وامتدادا للتعاون العلمي القائم بين الدارة والشركة وما تقوم به الدارة من خلال مشروعها الطموح حول توثيق تاريخ الزيت في المملكة العربية السعودية.

الجدير بالذكر أن من أبرز الجهات الحكومية المشاركة، الديوان الملكي من خلال مخطوطات المكتبة الملكية الشعبة السياسية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وشركة «أرامكو» السعودية وغيرها، بالإضافة إلى دارة الملك عبد العزيز التي تعرض مخطوطات لأول مرة من خلال المكتبات الخاصة والمجموعات المخطوطة التي تحصلت عليها من أصحابها خلال عدد من المشروعات المنفذة في إطار توثيق ورصد المصادر التاريخية في المملكة العربية السعودية وخارجها.