غلاء المواد الأساسية يرفع سعر أول حليب للأطفال منتج بالسعودية

المنتجون: السعر هو الأقل في العالم.. وتأكيدات على قيام الشركة بدراسة مسحية

TT

لم ينجُ أول حليب منتج في السعودية من ظاهرة ارتفاع الأسعار في المواد الأساسية التي تشهدها السعودية في السنوات الأخيرة، خاصة أنها طالت كافة القطاعات، ومنها قطاع صناعة الحليب والأجبان، مما أوقع أحد المسؤولين العاملين بقطاع منتجات الألبان والأجبان في البلاد في حرج عند إعلانه عن سعر حليب الأطفال المنتج محليا، والمزمع توزيعه عند اكتمال عقد التحالف الذي أعلنت عنه شركة «المراعي» وإحدى الشركات الرائدة في صناعة الأغذية عالميا.

وسادت الدهشة في الأوساط المحلية، عندما أعلن عبد الرحمن الفضلي، المدير العام لشركة «آي بي إن سي»، عن سعر حليب الأطفال المزمع إنتاجه الذي قدره بـ 30 ريالا (8 دولارات). وأبان الفضلي بأن المنتج المزمع إطلاقه يعتبر أقل سعرا مقارنة بدول عالمية كالفلبين وتايوان والصين. وساهمت قضية الحليب الملوث التي حدثت مؤخرا في الصين، باحتوائه على مواد (الميلامين) التي تعد مواد ممنوعة دوليا، في القيام بتحركات من قبل مستثمرين سعوديين لإيجاد بدائل محلية.

وأرجع المدير العام لشركة (آي بي إن سي) ارتفاع أول منتج محلي لحليب الأطفال، إلى ارتفاع المواد الأساسية المستخدمة في صناعة الحليب والألبان، مضيفا أن الشركة الوطنية للصناعات الأساسية «سابك» رفعت منتجاتها بما يربو على 12 في المائة. وأبدى الفضلي عتبه على رجال الصحافة لعدم الحديث عن ارتفاع المواد الأساسية والتهجم على الشركة المنتجة وإغفالها الشركات المزودة للمواد الأساسية. وأضاف الفضلي أن الشركة لن تدخل السوق المحلية السعودية بسرعة، ولن تتأخر، بل عول ذلك الدخول بأنه سيكون مدروسا، مرجعا ذلك إلى مسلك الشركة بالتأني في دخولها إلى الأسواق المستهدفة وبشكل أكثر انضباطا بحسب وصفه. تأتي تلك التصريحات في أعقاب إعلان شركة المراعي السعودية، عن إطلاق الشركة الدولية لأغذية الأطفال بالمشاركة مع ميد جونسون نيوترشن المتخصصة في صناعة أغذية الأطفال. ومن جانبه قال تشاك دافين المدير العام لشركة «آي بي إن سي» الجديدة، في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن هناك مساعي جيدة لتطوير منتج الحليب والمرتقب طرحه في البلاد، ملمحا إلى النية لديهم في زيادة الإنتاج بما يتناسب والطلب المحلي على المنتج. وأضاف تشاك دافين أن شركته واكبت حاجة المستهلك ورغباته، وذلك وفق الأسس الصحية العلمية، مؤكدا على أن هناك تطلعات لخلق شراكة مهمة تعود بالفائدة على جميع الأطراف. وعن سؤال «الشرق الأوسط» لماذا وضعت الشركة هذا السعر الذي يقدر بـ30 ريالا (8 دولارات) قال تشاك دافين إن شركته قامت بدراسة مسح على كثير من مناطق العالم، وبالمقارنة بالأسعار التي ستطرح في البلاد والأسعار الحالية في بلدان مثل الصين وجنوب آسيا، نلاحظ أن السعر يعتبر الأقل والأكثر معقولية.

ولا يخفي البعض تخوفه بعد أن تشهد أسعار حليب الأطفال موجة من الارتفاعات، خاصة في الأوقات التي تسبق المواسم السنوية، مع دعوات من متخصصين ومستثمرين في قطاع التغذية بتوطين صناعة حليب الأطفال محليا، وهو ما واجه عددا من الانتقادات والتهم في صناعته بالخارج.