لمواجهة الشح في أعدادهم.. هيئة السياحة تنفذ برامج لزيادة المرشدين السياحيين

الترخيص لـ129 مرشدا.. و720 مكتب سفريات.. و134 منظم رحلات

عدد من المرشدين السياحيين في منطقة حائل خلال خضوعهم لدورات تدريبية («الشرق الأوسط»)
TT

تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار (الذراع المسؤولة عن تنظيم السياحة في البلاد)، بوضع اللمسات الأخيرة لزيادة أعداد المرشدين السياحيين في المواقع السياحية المنتشرة في البلاد.

تأتي تلك الخطوة بعد شح كبير في أعداد المرشدين، مقارنة بعدد المواقع الأثرية والسياحية بالسعودية البالغة 129، ويتم تطبيق البرنامج وفق أعلى المعايير وبشراكة أكاديمية مع جامعة الفيصل ممثلة بكلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة، منفذ البرنامج.

ويحصل المرشد السياحي، بعد اجتياز الدورة، على رخصة من الهيئة كمرشد سياحي، علما بأن رسوم الدورة مدفوعة التكاليف من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتتضمن أيضا تطويرا في مهارات الإلقاء والاتصال، وتطوير مهارات القيادة وتضمنت الدورة تطبيقات عملية للمرشدين السياحيين وأساليب الإرشاد في جولات المشي والإرشاد. وكشف التقرير الصادر عن المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل» بالهيئة عن توفير القطاع السياحي «458 ألف فرصة وظيفية مباشرة» بنهاية عام 2009، منها وظائف لنحو 117 ألف سعودي، مقدرا إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي بـ2.7% والفرص الوظيفية المنتظر توفيرها في القطاعات السياحية خلال السنوات الثلاث المقبلة بنحو 590 ألف وظيفة.

كما منحت الهيئة في وقت سابق 720 ترخيصا لوكالة سفر في جميع مناطق المملكة، و134 ترخيصا لمنظمي الرحلات السياحية، ويبلغ عدد المرشدين السياحيين 129.

في السياق ذاته، طالب أكاديمي متخصص في السياحة والإدارة بأن يرخص للمرأة السعودية مزاولة مهنة الإرشاد السياحي، معللا ذلك بحاجة الأسرة المادية وأنها سبيل إلى تعرف الزوار على الآثار الحالية.

وأكد الدكتور خالد باطرفي، الذي يقوم بتدريب مرشدين سياحيين سعوديين ضمن برنامج مشترك بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وكلية الأمير سلطان للسياحة، تضرر القطاع من عدم وجود مرشدة سياحية في السعودية، على الرغم من التطور الذي شهده القطاع وإقبال العائلات السعودية والخليجية على السياحة الداخلية، مضيفا في الوقت ذاته عدم وجود برامج للمرشدات في القطاع السياحي محليا وأنها مقصورة على الرجال فقط.

كما أضاف باطرفي أن المواقع السياحية بحاجة إلى المرشدين السياحيين وتقدر بالمئات، كما أن المواقع الأثرية ذات أهمية تاريخية بحاجة إلى مرشدين لخدمة الزوار.

من جهته، أوضح رئيس اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي سمير قمصاني، وهو أول مرشد سياحي تم الترخيص له من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن هذا البرنامج سيؤسس لعمل المرشد السياحي محليا بعد تدريبه وعمل المفاضلة له وفق معايير أكاديمية وجعله أكثر احترافية بإيصال المعلومات عن المواقع للسائح المحلي أو الوافد بطريقه صحيحة واحترافية.

ويشمل هذا البرنامج الترخيص لثلاث فئات من المرشدين السياحيين، وهي: مرشد عام على المستوى الوطني، ومرشد منطقة لكل منطقة من مناطق البلاد، ومرشد موقع.

وأبان سمير أن السعودية لم تشهد مزاولة الإرشاد السياحي كمهنة كما هي معروفة بمصطلحه الحالي حتى وقت قريب عدا أعداد من المطوفين بالأراضي المقدسة والمدينة المنورة في السابق.

إلى ذلك، شهد قطاع الإيواء في منطقة القصيم تحركا إيجابيا من مستثمرين يرغبون في الدخول في استثمار الفرص المتاحة في قطاع الإيواء وتطوير منشآتهم التجارية عبر الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرفة على قطاع الإيواء في السعودية.

كان 12 مستثمرا في قطاع الإيواء قد حصلوا على تأييد وموافقة هيئة السياحة لتمويل وتطوير مشاريعهم السياحية بالتعاون مع الشريك الرئيسي البنك السعودي للتسليف والادخار.

على الجانب الآخر، تشهد منطقة القصيم رقابة مكثفة من قبل جهاز التنمية السياحية على قطاع الإيواء لتطوير القطاع والرقي بالخدمات المقدمة للنزلاء؛ حيث يتم إمهال مستثمرين في مجال الشقق المفروشة والفنادق لتطوير مواقعهم حسب اشتراطات الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا المجال.

ويشير الدكتور جاسر الحربش، المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية في منطقة القصيم، إلى أن دعم المستثمرين لتقديم خدمات متميزة في قطاع الإيواء هو من أهداف الهيئة العامة للسياحة والآثار، كما أن مراقبة الجودة وفرض الغرامات هما أيضا ضابط مهم جدا للرقي بالخدمات المتميزة.

وقال الحربش: إن منطقة القصيم تطورت بشكل لافت للنظر من خلال وجود الكثير من الغرف الفندقية المميزة التي تصل فيها نسب الإشغال إلى أرقام كبيرة خلال المواسم الشهيرة في القصيم، مضيفا أن المنطقة لا تزال بحاجة إلى فنادق الـ5 نجوم؛ حيث يوجد في المنطقة فندقان فقط في هذا التصنيف وهذا بالطبع قليل.

وتوقع الحربش أن تشهد منطقة القصيم زيادة في عدد الزوار خلال العامين المقبلين، وهذا ناتج طبيعي جدا من خلال فتح المطار برحلات مهمة لخارج السعودية للقاهرة ودبي، كما أعاز تلك التوقعات لوجود مواسم مهمة لمستثمرين ومهتمين كمهرجان النخلة والتمور الذي يقام في مدن ومحافظات المنطقة خلال شهرين كاملين، وهو ما نطمح إلى تسويقه بشكل أكبر والعمل على فعاليات خلاله تجذب سكان المناطق المجاورة لمنطقة القصيم.

ودعا الحربش ملاك حقول النخيل المحيطة بالمدن والمحافظات إلى القيام بمبادرات جدية في الاستفادة منها بالاستثمار بمشاريع صغيرة ومتوسطة لإقامة نزل ريفية زراعية تقام فيها أنشطة زراعية سواء لليوم الواحد أو استغلال تلك المواقع بالنزل الريفية وتجهيزها بمواصفات فنية والاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال.