باحثون سعوديون يصممون كرسيا كهربائيا يتحرك ذاتيا بأوامر صوتية

يخدم فئة من المعاقين حركيا.. ويتلافى العوائق.. ويقف عند الحواجز

جانب من التجارب الأولية لعمل الكرسي الكهربائي المتحرك الذي تم تطويره على أيدي عدد من الباحثين السعوديين («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن نتاج علمي لفريق البحث في المركز الوطني للروبوت والأنظمة الذكية، لمجموعة من المشاريع في مجال الإعاقة، وذلك على هامش لقاء المؤسسين لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، والذي عقد مؤخرا بالعاصمة السعودية الرياض.

وقد كانت لمشروع تطوير الكرسي الكهربائي المتحرك، خلال مرحلتيه الأولى والثانية، مساهمة في تمكين الكرسي من الحركة الذاتية وتجاوز العوائق والتخطيط المسبق للمسار، وهو ما يسهم بدوره في تمكين شريحة كبيرة من ذوي القدرات الخاصة من التنقل بسير وسهولة.

وأوضح المهندس فايز السبهان، أحد أعضاء الفريق البحثي، إمكانية تطبيق المشروع في أماكن متعددة كالمستشفيات والمنازل والأماكن العامة ذات المستوى الأرضي السطحي. وبين أن الهدف الأسمى لهذا المشروع هو استخدامه لأداء مناسك العمرة، موضحا أن الكرسي الكهربائي يتمتع بإمكانيات خاصة تتمثل في إمكانية دمج خرائط تفصيلية للمواقع الموجود به. ويضيف «قد يكون المكان المستخدم به مركز طبي، فيتم دمج خارطة الموقع ليتمكن المعاق من التنقل بالكرسي من غرفة إلى أخرى بالمركز من خلال الأمر الصوتي أو بواسطة الضغط على زر معين ليتوجه الكرسي ذاتيا للمكان المطلوب، متفاديا أي عوائق بشرية أو مكانية قد تعترضه أثناء تنقله».

وأفصح السبهان عن إنجاز مشروع عربة الأطفال الذكية التي تم تطويرها كعربة ذكية وآمنة للأطفال ذوي القدرات الخاصة ولذوي الإعاقة الذهنية بشكل أدق، مضيفا أن الغرض الأساسي منها هو استخدامها للترفيه في الأماكن المفتوحة من خلال الحركة الذاتية وتجنب العوائق والانتباه للمخاطر.

من جانبه، تحدث الدكتور خالد الدكان، المشرف على المركز الوطني للروبوت والأنظمة الذكية، عن بعض مشاريع الإعاقة الحركية القائمة في المركز والتي منها تطوير وتصنيع نظام متكامل لمساعدة المعاقين لإعادة تأهيل الأطراف السفلية من خلال التوازن بين الأطراف وقدرة الجهاز على تنفيذ البرنامج التأهيلي من قبل مختص العلاج الطبيعي بالتعاون مع جامعة تونتي بهولندا، مضيفا أن أحد مشاريع نقل التقنية القائمة في المركز الوطني للروبوت والأنظمة الذكية معني ببناء وتصنيع طرف صناعي علوي (ذراع روبوتي) يتم التحكم به عن طريق الإشارات العصبية لأداء مهام ونشاطات الحياة اليومية، ومحاك لأداء الذراع الطبيعية، وذلك بالتعاون مع جامعة فاندربيلت بالولايات المتحدة الأميركية.

وأشار الدكان إلى بعض المشاريع المستقبلية، والتي منها تصميم وتصنيع جهاز مساند لتأهيل المعاقين بحيث يعمل ككرسي متحرك ومساعد على الوقوف والحركة من خلال محاكاة المفاصل الميكاترونيكية لمسار حركة محدد سلفا من قبل المستخدم.

وعن توجهات المركز في ما يخص تسويق المنتج الأولي والذي يعد منتجا بحثيا، بين الدكان توجه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، ومنها التواصل مع القطاع الخاص بشكل عام والمستثمرين بشكل خاص من خلال حاضنات التقنية «بادر»، التي تسعى إلى ربط نتاج العمل البحثي مع جهات استثمارية تعمل بدورها على تأهيل المنتج الأولي اقتصاديا وتقنيا لغرض المنافسة في السوق المحلية والعالمية على حد سواء.

وتمنى الدكان أن يحظى هذا المنتج البحثي، والذي يهدف لخدمة شريحة من ذوي القدرات الخاصة، برعاية ودعم حكومي بتقديمه للمحتاجين له بسعر رمزي إن لم يكن بشكل مجاني، ليكون في متناول الأفراد أو الجمعيات الخيرية، معتبرا أن الحكومة السعودية سعت إلى ذلك في كثير من مبادراتها الإنسانية الموجهة لأولئك المعاقين بالسعودية.