الأمير خالد الفيصل: السياحة ليست ترفا.. بل هي مصدر رزق

أمير منطقة مكة المكرمة خلال إطلاقه عددا من المشاريع السياحية أعلن تسليم أراضي «ميناء الليث» و«مطار القنفذة» للجهات المختصة

TT

أعلن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، تسليم الهيئة العامة للطيران المدني الأراضي المخصصة لإقامة مطار في القنفذة وتخصيص أرض للميناء جنوب الليث إضافة إلى تخصيص أرض قريبة من ميناء الليث لإنشاء مدينة صناعية متخصصة لإنتاج المواد الغذائية، مؤكدا اكتمال معظم مشاريع البنية التحتية في محافظتي الليث والقنفذة.

وأضاف الأمير خالد الفيصل، خلال مؤتمر صحافي لإطلاق وطرح عدد من المشاريع السياحية في الليث والقنفذة للاستثمار السياحي، أن تلك المشاريع والمشاريع السياحية المطروحة سوف تحقق أحد مبادئ الاستراتيجية لمنطقة مكة المكرمة التي أكدت أن مشاريع التنمية في جميع مناطق المحافظة ولا تقتصر على المدن الرئيسية.

وقال «لاحظنا الكثير من هذه الخطوة في المحافظات، ومن هذه الأهداف تخصيص أراض من وزارة الشؤون البلدية والقروية وفروع للجامعات في جميع المناطق، واليوم نشاهد المشاريع السياحية على ساحل البحر الأحمر التي سيكون لها أثر ومردود اقتصادي كبير، إن شاء الله، على أبناء هذه المحافظات، لأنها سوف توفر فرص عمل جديدة وترفع من المستوى المعيشي»، وقال «أعيد كلمتي التي قلتها قبل 30 عاما «السياحة ليست ترفا السياحة مصدر رزق».

واستطرد أمير منطقة مكة المكرمة، نرجو من الله أن يتحقق الهدف من استراتيجية المنطقة والمتمثل في مشاركة القطاع الخاص القطاع العام في تنفيذ هذه المشاريع، هذه فرصة لرجال الأعمال وأصحاب الرساميل في المنطقة للاستثمار داخل المملكة للرفع من المستوى المعيشي، والاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي والمعماري في هذه المحافظات.

وأهاب الأمير خالد الفيصل برجال الأعمال اقتناص هذه الفرصة، وحثهم على أنه لو حصل لهم أي مشكلة أو استفسار أو رد فعل سلبي في دراسة هذه المشاريع فلا يتركوها أو ينصرفوا عنها وإنما البحث في تسهيل هذه المهمة وتسهيل الإجراءات لأن مهمتنا الأساسية في هذه الدولة وهذه المنطقة بالذات هي مساعدة صاحب الأعمال في الطريقة والوسيلة والسبيل للاستثمار وأن لا يتردد بالاتصال بوزارة الشؤون البلدية، أو هيئة السياحة.

وبالنسبة للإجراءات في أي تأخر أو أي استفسار، قال الأمير خالد إن «الإمارة مستعدة لتقديم (أي شكوى) لرجال الأعمال والشركات وحل مشكلاتهم المتعثرة»، مشيرا إلى أن القطاع الخاص هو الذي سيقوم بالاستثمارات في منطقتي الليث والقنفذة وسوف يكون هناك ميناء يطوره القطاع الخاص، ومجمع صناعي في المواد الغذائية. فيما بين من جهته الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية أنه فيما يخص المشاريع السياحية سوف نتأكد من تسهيل الإجراءات والتكامل بين الجهات المختصة، و والتنسيق من شأنه أن يحل الكثير من المشكلات ويسهل الإجراءات.

ودعا من جهته الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى إنشاء صندوق التنمية السياحي على غرار صندوق التنمية الصناعي والزراعي، وأن تطور القطاع السياحي مرهون بالدعم الحكومي في مجال التمويل، مبينا أن آلاف فرص العمل سوف يحققها هذا القطاع في حال قيام المشاريع السياحية النوعية، والذي من شأنه دعم السياحة الداخلية إضافة إلى إقرار زيادة تمديد مدد تأجير المواقع البلدية المستثمرة في مجال السياحة لأكثر من 50 عاما.

وأكد الأمير سلطان أن القطاع السياحي في المملكة من أهم القطاعات المؤثرة لفرص العمل في البلاد، خصوصا لما تتمتع به المملكة من مقومات سياحية نادرة غير موجودة بأي منطقة بالعالم.

ووصف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مشاريع الاستثمار السياحي بالليث والقنفذة التي دشنها أمس الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بأنها مشاريع واعدة ومميزة، مؤكدا أن المرحلتين الأولى والثانية من المشروع سوف تسهمان في توفير نحو 50 ألف فرصة عمل.

وأكد الأمير سلطان على أهمية العمل تحت مظلة واحدة والانطلاق في مثل هذه المشاريع السياحية المهمة، آملا الانطلاق في مشاريع سياحية أخرى التي يعود تأخرها لظروف كثيرة.

وقال الأمير سلطان إن الدولة والاقتصاد الوطني أحوج ما يكون إلى الفرص الاستثمارية التي تحقق فرص عمل وليست التي تحقق فقط استثمارات رأسمالية، داعيا إلى توطين فرص العمل في مناطقنا وأن السياحة مختصة بأن تأتي بفرص العمل في المواقع ولا تسحب الناس إلى مواقع صناعية ومواقع بعيدة عن أهلهم وعن موقعهم الذي يريدون العيش فيه.

وأشاد الأمير سلطان بالتعاون الكبير وغير المسبوق والشراكة التي تعمل بها الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية في الكثير من المشاريع، سواء على مستوى الأسواق الشعبية التي انطلقت فيها الهيئة مع البلديات بنحو 22 مشروعا، وبمشروع وسط المدن، مستشهدا بوسط الطائف التاريخي الذي وضع حجر أساسه أمير منطقة مكة المكرمة، وغيرها من المشاريع كمشروع العقير ومشاريع البحر الأحمر وفي منطقة المدينة المنورة وفي الرايس وفي مناطق أخرى.

وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة تعمل مع شركائها في جميع مناطق المملكة حسب ما يتوفر من ميزانيات، وإن شاء الله ستكون السنة المقبلة سنة المشاريع.

وقال الأمير سلطان إن المشاريع التنموية هي فرصة استثمارية قابلة لأن تكون جاذبة للمستثمرين، مؤكدا أن محافظتي الليث والقنفذة تحتاجان لفرص استثمارية وأن هناك مشاريع ومواقع منحت للمستثمرين لا نعرف ما هي فرص العمل التي أنتجتها هذه المواقع.

وتوقع الأمير سلطان أن تستهدف هذه المشاريع، التي سوف تنافس على مستوى جودة الخدمات، شرائح متعددة من المواطنين في منطقة مكة المكرمة ومحافظات المنطقة، خاصة أنها سوق مستهدفة لممارسة النشاطات البحرية، آملا أن تكون هذه المواقع جاذبة لشرائح معينة تستحق أن تمارس الحياة البحرية.

وحول مستقبل المشاريع السياحية وتعاطي المواطنين ورجال الأعمال معها، قال إن الهيئة تنظر لجميع المواقع والمحافظات والمدن بحجم واحد من ناحية أنها كلها تحتاج فرص العمل التي تجذبها المشاريع السياحية، وكلها فيها مواقع مميزة تحتاج لتطوير وإلى زيارتها والاستمتاع بها، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل مع شركائها لإعداد ملف كامل لوسائل التحفيز.

ونفى الأمير سلطان تركيز الهيئة على مناطق دون غيرها، وقال هذا غير صحيح، هيئة السياحة تعمل أولا في المناطق الجبلية، ونحن مع الأمير منصور اليوم نعمل في الطائف، نعمل على تطوير وسط الطائف الذي تقدر قيمته بـ120 مليونا قدمته الهيئة وتبنته البلديات ومشروع سوق عكاظ وتسلمنا أرضا في سوق عكاظ في الطائف من البلدية، ومشروع الوجهة السياحية في جبال الطائف بدأت مناقصة الدراسات الاستشارية، وإن شاء الله، قريبا ترسو وهذا المشروع انطلق وميزانيته مرصودة في البلديات والدراسات العامة للوجهة السياحية في جبال الطائف، ومع البلديات نعمل في مواقع القرى التراثية والأسواق الشعبية ومواقع ساحلية ومواقع داخلية في المدن الكبرى وفي كل مكان، ومشاريعنا منتشرة في كل مكان.

وأوضح خلال المؤتمر الصحافي في تعليقه على مداخل الأسعار السياحية بقولة: «يقول الجميع بأننا نعيش في اقتصاد حر، ولكننا لا نتصرف على هذا النحو، الاقتصاد دائما في المملكة يفترض أن يكون كذلك كاقتصاد حر ولكن الدولة اليوم تتدخل في الدعم وتحديد الأسعار ونحن في الهيئة بالنسبة للفنادق وبرامج الإيواء السياحي أخذنا قرابة سنة لدراسة موضوع الأسعار واضطررنا لكي نقوم بتسعير منشآت الإيواء السياحية بسبب نظام السياحة العالمي الذي نأمل صدوره وهو ما زال تحت الدراسة وخرج من مجلس الشورى، حيث ظل خمس سنوات تحت الدراسة».

وأكد من جهته محمد بن عبد الله العمري المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية بمنطقة مكة المكرمة في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «طرح كراسات المنافسة على المستثمرين السعوديين والخليجين سيتم خلال الثلاثة أسابيع المقبلة».

وأضاف العمري في كلمة ألقاها أن إطلاق المشاريع يجسد الكثير من المؤشرات التنموية المتمثلة في التخطيط المنهجي الذي تبناه أمير منطقة مكة المكرمة، وكذلك الشراكة الفاعلة من قطاعات الدولة المختلفة، التي أثمرت هذه المشاريع السياحية المتميزة في محافظتي الليث والقنفذة، والتي ستعود بالفائدة على المجتمع المحلي، ومن شأنها توفير فرص العمل للمواطنين وتتيح لرجال الأعمال المشاركة في مشاريع تنمية منطقة مكة المكرمة مما يسهم في النهوض بالسياحة الداخلية ويحفز زيادة استثمارات القطاع الخاص بما ينعكس إيجابا على زيادة المعروض من المنتج السياحي ويشجع المواطنين والمقيمين لقضاء إجازاتهم في أرجاء المملكة ومن ضمنها محافظتا الليث والقنفذة والاستفادة من المقومات السياحية والطبيعية الموجودة بهما.

وأوضح من جهته المهندس أسامة خلاوي أن المشاريع السياحية المطروحة في محافظتي الليث والقنفذة، التي تركزت على وضع خطة لتطوير المواقع الرئيسية ومنها 3 مواقع في محافظة الليث كالمجيرمة، وشاطئ الليث، وجزيرة جبل الليث، بالإضافة إلى مشاريع تطوير واجهة القنفذة البحرية من خلال تطوير مخطط عام للواجهة البحرية بطول 7 كيلومترات، إلى جانب تحديد مواقع للمنتجعات السياحية على طول الواجهة البحرية حيث تم تحديد موقعين رئيسيين هما المرسى البحري، ومنتجع شاطئ حنيش لتكون في مجملها واجهة سياحية متكاملة في كلتا المحافظتين.

فيما أكد أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس، تعميق أسس الشراكة والتعاون باستقطاب القطاع الخاص، مشيرا إلى أن الأمانة نفذت عددا من ورش العمل مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأن الأمانة انتهت من دراسة علمية قامت بها إحدى الشركات المتخصصة في المشاريع السياحية ليتم طرح كراساتها للقطاع الخاص في محافظتي الليث والقنفذة.