مدير عام الشؤون الصحية بالباحة لـ«الشرق الأوسط»: 70 مشروعا صحيا تنفذ في المنطقة ومحافظاتها بتكلفة 1.3 مليار ريال

الدكتور عبد الحميد الغامدي: لم ولن ندافع عن الأخطاء الطبية.. ونسبتها لا تزيد على 4%

عبد الحميد سفر مدير الشؤون الصحية بمنطقة الباحة
TT

أكد الدكتور عبد الحميد سفر الغامدي، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة أن إدارته تجاوزت أهداف خطة تنمية المراكز الصحية بنسبة 100 في المائة، وذلك بتخصيص مركز صحي لكل 4500 نسمة، بدلا من 9 آلاف نسمة، كما كان في السابق، وكشف عن وجود 10 مستشفيات قائمة، وأكثر من 90 مركزا للرعاية الصحية، تقدم خدماتها للسكان، مبينا أن ما ينفق على مشاريع الصحة بالمنطقة يزيد على 1.3 مليار ريال.

وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط» إن الخدمات الصحية في الباحة، التي بدأت منذ عام 1945، ووصلت الآن لمعظم السكان، ما زال يعيبها ضعف في الكوادر القيادية والإدارية، وأشار إلى أن مشاريع تجرى ترقيتها، منها مستشفى الملك فهد بالباحة، الذي يجرى الآن تطويره بقيمة تبلغ 35 مليون ريال، وكذلك مشروع إنشاء مركز للسكر بالمستشفى بمبلغ 5 ملايين و500 ألف ريال، إلى جانب استكمال أعمال إنشاء البرج الطبي الملحق بمستشفى الملك فهد، الذي يعد أحد أهم وأبرز المشاريع الصحية الحكومية التي شهدتها المنطقة في الأعوام الماضية حيث أنشئ على مساحة تقدر بنحو 7717 مترا مربعا، ووصلت تكلفته لنحو 100 مليون ريال وأنجز منه ما يقارب 47 في المائة. إلى مضابط الحوار:

* كمدخل.. كيف بدأ التطور في القطاع الصحي بالمنطقة؟ وما مخرجاته؟

- بدأت مسيرة تطور الخدمات الصحية، حيث أنشئ الكثير من المستشفيات بالمنطقة حتى وصل عددها إلى 10 مستشفيات، منها مستشفى الملك فهد بالباحة، والمستشفى المرجعي لمختلف مستشفيات المنطقة الذي أنشئ عام 1401هـ وبطاقة استيعابية تبلغ 378 سريرا، ويحتوي المستشفى على الكثير من المعدات والتجهيزات الطبية بالغة التقدم، كجهاز الرنين المغناطيسي، الذي تكلف أكثر من 16 مليون ريال، وجهاز التصوير الطبقي «المقطعي»، الذي تكلف أكثر من 6 ملايين ريال، إضافة إلى عشرات الأجهزة المتقدمة في مختلف الأقسام، والعيادات الشاملة لمختلف التخصصات الطبية التي قدمت خدمات متميزة للمواطن والمقيم، تضاهي في نتاجها أرقى الخدمات الصحية في العالم.

ويعتبر افتتاح مستشفى الملك فهد بالباحة، الذي أمر بتشييده الملك فهد بن عبد العزيز – طيب الله ثراه – في عام 1401هـ بداية النقلة النوعية والتوسع في الخدمات العلاجية، حيث تم تشغيل المستشفى بداية من قبل إحدى الشركات العالمية المتخصصة في إدارة وتشغيل المستشفيات، ويتم تشغيله حاليا ذاتيا بإشراف وزارة الصحة منذ عام 1421هـ. والمستشفى ما زال حتى يومنا هذا يحظى برعاية كبيرة من لدن القيادة في المنطقة ووزير الصحة ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة.

* ما أبرز المشاريع الجديدة، التي تحت التنفيذ؟

- يجرى الآن مشروع تطوير لمستشفى الملك فهد بمبلغ 35 مليون ريال، وكذلك مشروع إنشاء مركز للسكر بالمستشفى بمبلغ 5 ملايين و500 ألف ريال، إلى جانب استكمال أعمال إنشاء البرج الطبي الملحق بمستشفى الملك فهد، الذي يعد أحد أهم وأبرز المشاريع الصحية الحكومية التي شهدتها المنطقة في الأعوام الماضية، حيث أنشئ على مساحة تقدر بنحو 7717 مترا مربعا، ووصلت تكلفته لنحو 100 مليون ريال، وأنجز منه ما يقارب 47 في المائة، ويتكون المشروع من أحد عشر طابقا خصص منها البدروم الأول والثاني كمواقف للسيارات، والدور الأرضي كاستقبال وانتظار، والدور الأول مكاتب إدارية والثاني عيادات باطنية والثالث عيادات أطفال وأمراض نساء، بينما خصص الدور الرابع لعيادات الجراحة والعظام والجراحة العامة والأنف والأذن والحنجرة، والدور الخامس لعيادات المسالك والأمراض الجلدية والأمراض النفسية والعقم، والدور السادس للتنويم، وخصص الدور السابع للعمليات والعناية المركزة، والدور الثامن كجناح لكبار الشخصيات، بينما يجرى في الوقت الحالي العمل لإنشاء الكثير من المشاريع الطبية والتطويرية، منها إنشاء وحدة إضافية جديدة للكلية الصناعية، وترميم وصيانة مباني المستشفى وتطوير المدينة السكنية. وتأتي هذه المشاريع تكريسا للتوجه بتحويل المستشفى إلى مستشفى تخصصي يوفر على المريض عناء السفر إلى مستشفيات أخرى طلبا للعلاج والشفاء، وكذلك خدمات علاج الأمراض النفسية والعلاج الطبيعي.

ومن بين المستشفيات بالمنطقة مستشفى الصحة النفسية في محافظة بلجرشي الذي افتتح عام 1406هـ وبسعة 100 سرير، ويهدف المستشفى إلى علاج الأمراض النفسية والعصبية والعقلية وعلاج حالات الإدمان، ويشتمل على العيادات الخارجية، وورشة العلاج تحت العمل، إضافة إلى أقسام المختبرات والأشعة والأقسام الفنية المساعدة والمساندة.

وتتمثل وظيفة مستشفى النقاهة ومركز العلاج الطبيعي بالباحة الذي افتتح عام 1405 هـ، وبسعة 91 سريرا في تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لمن يحتاجون ممن تخطوا مرحلة العلاج الأساسي ولم يصلوا إلى الصحة التامة، في المرحلة الانتقالية بين بداية الشفاء وممارسة الحياة العادية، وهو ما يسمى فترة النقاهة، ويقدم المستشفى الخدمات الطبية والاجتماعية والتأهيلية للمرضى لاستكمال حياتهم الطبيعية، ويوجد به أكبر مركز للعلاج الطبيعي التأهيلي بالمنطقة، ويسهم في إعادة التأهيل لما بعد الحوادث والإصابات والكسور وإصابات الشلل بأنواعها.

ويعد مستشفى الولادة والأطفال الذي افتتح عام 1403 هـ بمحافظة بلجرشي بسعة 100 سرير، أحد مستشفيات المنطقة التي أسهمت في تقديم مختلف الخدمات الصحية، حيث يضم أقسام الإسعاف وطوارئ الأطفال والنساء والولادة، التي تنضوي تحتها عيادات الأطفال العامة وعيادات الأطفال التخصصية المشتملة على عيادة صرع الأطفال وعيادة أمراض دم الأطفال وعيادة ربو الأطفال وعيادة السكر وهرمونات الأطفال وعيادة الأطفال الخدج، إضافة لعيادات أمراض النساء والولادة ومتابعة الحمل وعيادة التغذية، كما يضم المستشفى الكثير من الأقسام المساعدة والمساندة، كالمختبر وبنك الدم والأشعة والتغذية والصحة العامة والعمليات والتخدير.

كما تعمل صحة الباحة حاليا على استكمال تشييد عدد من المستشفيات والمراكز الصحية بالمنطقة، حيث تشهد محافظة بلجرشي تشييد أكبر مستشفى بالمنطقة من حيث السعة السريرية، حيث تبلغ سعة مستشفى بلجرشي العام والجاري تنفيذه حاليا 500 سرير، وأنجز منه ما يقارب 99 في المائة على مساحة تتجاوز 90365 مترا مربعا، وبتكلفة إجمالية بلغت 195 مليون ريال. ويتكون مشروع المستشفى من المبنى الرئيسي ومبنى الإدارة والعيادات الخارجية التي تضم 21 عيادة ومباني لسكن الممرضات ومبنى للخدمات ومبنى للمكاتب الاستشارية، إلى جانب الموقع العام الذي يتكون من مدرج للطائرات العمودية ومواقف للسيارات وساحات خضراء ومحطة للتحلية وخزانات للغاز المسال وغرفة للأكسجين وخزانات للمياه الأرضية وخزانات الديزل، وهناك مشروع تم طرحه من قبل وزارة الصحة لإنشاء سكن للعاملين بمستشفى بلجرشي بمبلغ 70 مليون ريال سيتم البدء فيه قريبا.

* ما نصيب المحافظات من التطوير؟

- يتواصل العمل أيضا بمحافظة المخواة في تنفيذ المستشفى العام البالغ سعته 200 سرير على مساحة تقدر بنحو 158363 مترا مربعا، وبتكلفة إجمالية بلغت 101 مليون ريال وأنجز منه قرابة 40 في المائة، ويتكون المشروع من مبنى رئيسي ومبنى للغسل الكلوي ومبنى للخدمات وسكن للممرضات ويحتوي على أقسام الإسعاف والأشعة والعيادات الخارجية والعلاج الطبيعي والمختبر وبنك الدم والصيدلية والتعقيم المركزي والمغسلة والمشرحة، إضافة إلى أقسام العمليات والولادة والأطفال حديثي الولادة والمناظير والملفات الطبية والعناية المركزة والعناية بالقلب وتنويم الأطفال، وفي مستشفى المخواة العام تم الاستفادة مؤخرا من مشروع العيادات الخارجية بمبلغ 2459750 ريالا. بينما تشهد محافظة القرى إنشاء مستشفى القرى العام بسعة 50 سريرا، وبتكلفة 27.5 مليون ريال، وأنجز منه ما يقارب 52 في المائة، ويتكون المشروع من مبان رئيسية تضم أقسام الحوادث والطوارئ والتنويم والمختبر والعمليات الجراحية والتعقيم المركزي، إضافة إلى أقسام المطبخ وصالة الطعام والصيدلية والعناية المركزة والعيادات الخارجية للرجال والنساء والإدارة الطبية وإدارة المستشفى.

وقد تم الانتهاء من مستشفيي المندق والعقيق بسعة 50 سريرا لكل مستشفى ويتكون كل مستشفى منهما من مبان رئيسية تضم أقسام الحوادث والطوارئ والتنويم والمختبر والعمليات الجراحية والتعقيم المركزي، إضافة إلى أقسام المطبخ وصالة الطعام والصيدلية والعناية المركزة والعيادات الخارجية للرجال والنساء والإدارة الطبية وإدارة المستشفى.

* كيف تقيمون وضع مراكز الرعاية الصحية بالمنطقة؟

- المراكز تطورت تطورا سريعا حتى بلغ عددها 92 مركزا صحيا حكوميا، منها 13 مركزا صحيا داخل المدن و38 مركزا صحيا حول المدن، والباقي وزعت على الأرياف والبوادي، وتعمل هذه المراكز على تقديم الرعاية الصحية الأولية لمختلف الأسر بالمنطقة، إلى جانب عملها في مكافحة الأمراض السارية والأوبئة، من خلال عدة فرق مكافحة زودت بمعدات الرش.

كما اعتمد للمنطقة مؤخرا 66 مركزا للرعاية الصحية الأولية من النماذج الجديدة، بلغت تكلفتها الإجمالية نحو 231 مليون ريال، تم توزيعها على مختلف محافظات ومراكز المنطقة، وقد أنجز منها 6 مراكز، بينما يجرى العمل على استكمال تنفيذ 36 مركزا، وسيتم تشغيلها قريبا، ويجرى ترسيه باقي المراكز على عدة مراحل تم تحديدها مسبقا. وتقوم المراكز الصحية بدور أساسي في الرعاية الصحية وفي الطب الوقائي، وهناك حرص على دعم المراكز الصحية، حيث يوجد حاليا 45 مركزا تحت الإنشاء والتجهيز، وتم مؤخرا دعم المراكز الصحية بالتجهيزات اللازمة, علما بأن مراكز الرعاية الصحية الأولية مصنفة إلى ثلاث فئات هي (أ), (ب), (ج)، وتختلف كفاءتها باختلاف الفئة، فمثلا المركز الصحي من الفئة (أ) كادره أكبر وتجهيزاته أشمل ويضم عددا مناسبا من الأطباء والفنيين والإداريين، مع الإشارة إلى أنه توجد لدينا صعوبة في التعاقد مع طبيبات، وذلك لقلة الطبيبات اللاتي يمكن التعاقد معهن على مستوى العالم، وجهودنا مستمرة لتوفير أقصى ما يمكن من الطبيبات بمختلف التخصصات، لتغطية الحاجة، كما أن هناك مركزا صحيا لكل 4500 مواطن في المنطقة، على الرغم من أن خطة التمنية تهدف إلى مركز صحي لكل 9 آلاف مواطن.

أما بالنسبة لبرنامج التحويل فهو ماضٍ بصورة جيدة، في ظل الالتزام بالضوابط الأساسية له، وفي مقدمتها توافر وسائل الاتصال لذلك.

* هل تساند هذه المشاريع خدمات أخرى؟

- المشاريع الخدمية الأخرى تتمثل في وجود مشاريع تطويرية أخرى لصحة الباحة، ومنها إنشاء مبنى التموين الطبي بمبلغ يفوق العشرة ملايين ريال، وتم الانتهاء من المشروع وقص وتصوير أرض مستودعات الشؤون الصحية بالمنطقة، بما يقارب المليون ونصف المليون ريال، وتم الانتهاء منه، وإنشاء مبنى العيادات الخارجية بمستشفى قلوة العام، بما يقارب المليونين ونصف المليون ريال، وتم الاستفادة من المشروع، وجار طرح مشروع إنشاء سكن للعاملين بمستشفى المندق العام بمبلغ 5 ملايين ريال، وكذلك مشروع إنشاء سكن للعاملين بمستشفى العقيق بمبلغ 6 ملايين ريال، وجار أعمال الاستلام الابتدائي في المشروع، وكذلك مشروع تأثيث وتجهيز مستشفى بلجرشي العام بسعة 500 سرير، بمبلغ 140 مليون ريال وإجراءات تجهيزه جار العمل بها من قبل مقام الوزارة.

* ما مدى تأثير موقعكم بين العمل في الإدارة والطب وتأثير أحدهما على الآخر؟

- كنت وما زلت أرى نفسي طبيبا جراحا يستهويني العمل في غرفة العمليات وغرفة المناظير وأجد القناعة والسعادة في مساعدة مريض وإجراء عملية بنجاح، وعلى الرغم من تكليفي بالعمل كمدير عام، فإن هذا عمل مؤقت كلفت به سأقوم بتأديته بإخلاص وتفان، وستظل الجراحة حبي الأول والأخير، وميداني الحقيقي غرفة العمليات والمناظير.

* يشاع وينشر عن كثرة الأخطاء الطبية في صحة الباحة، ما مدى صحة ذلك؟

- في المقام الأول أؤكد أنني ما كنت يوما ولن أكون مدافعا عن الخطأ والمخطئين، وللإجابة عن السؤال أذكر بالمقولة الشهيرة: «إن من لا يخطئ هم الذين لا يعملون»، ولذا فمن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء بين فترة وأخرى، وهذا من طبائع البشر، لأنهم غير معصومين عن الزلل، والجانب الأهم هو ماذا نفعل إزاء مثل تلك الأخطاء، وكيف نواجهها أو نحجمها؟

نحن لدينا أنظمة واضحة ومحددة معتمدة من قبل مقام وزارة الصحة، واستنادا إليها تتم المحاسبة، ولا نستطيع الخروج عن هذا الإطار بأي حال، والدولة تكفل بحرص شديد للمواطن حقوقه كاملة، إضافة إلى أننا مستمرون في نهج تنظيم الدورات التدريبية للرفع من كفاءة الكوادر الطبية العاملة في مختلف التخصصات، بهدف الوصول بأدائهم إلى مستويات أرقى وأكفأ إنتاجية، وبخصوص ما تم نشره في إحدى الصحف فإنها شكاوى مرضى أو مواطنين، وليس هناك أي خطأ طبي مثبت، غير ما نسبته من 3 - 4 في المائة من بين أكثر من مائتي شكوى، أحيلت الثابتة منها لجهات الاختصاص للبت فيها حسب الأنظمة، ولن نتهاون في مثل هذه الأخطاء، لأننا مؤتمنون على أرواح الناس، ومن يقع في خطأ طبي، ويثبت عليه، فعليه تحمل المسؤولية كاملة، ولن نعفيه منها، وقد سبق نشر بعضها في الصحف، ولن نتستر على مثل هذه المواضيع، فالشفافية مطلوبة وموجودة في عملنا، ولكن إعادة نشرها مجتمعة وبأسلوب مثير قد يكون لهدف ما، حيث توجد قضية بين الشؤون الصحية ومراسل الجريدة التي نشرت التقرير، منظورة في لجنة المخالفات الإعلامية ومحكمة الباحة، وجار التحقيق في بعض هذه الشكاوى، وفي حال ثبوت خطأ أو مطالبة بحق خاص، سيتم إحالتها للهيئة الطبية الشرعية، وإعطاء المريض حقه المشروع.

* يتساءل الكثير عن تعثر مشاريع الصحة في المنطقة، كيف ترون الوضع القائم؟

- حصلت منطقة الباحة على النصيب الأكبر من المشاريع المعتمدة من قبل مقام الوزارة، ومنها ما تم تنفيذه وتشغيله، ومنها ما زال العمل مستمرا فيه، حسب تفاوت نسب الإنجاز لكل مشروع، ولا توجد أي مشاريع متأخرة أو متعثرة التنفيذ، وما يحدث من تأخير لبعض المشاريع، إنما هو تمديد لمدة المشروع، حيث يكون هناك تطوير في المشروع، أو أحد بنوده، يتم على ضوئها تمديد فترة العمل على المشروع، مثلما حدث لمستشفى بلجرشي الجديد، بعد أن تم تحويله من 300 سرير كطاقة استيعابية إلى 500 سرير، وهذه الزيادة تترتب عليها زيادة في المدة المقررة للمشروع، وتتم متابعة إنجاز تلك المشاريع من قبل إدارة المشاريع ومتابعة تنفيذها، حسب الاشتراطات والمواصفات المطلوبة لكل مشروع، بناء على ما طرح بكراسة المنافسة.

هناك مشاريع يتم تنفيذها حاليا بمنطقة الباحة تزيد على 70 مشروعا إنشائيا وتطويريا، من أهمها مستشفى بلجرشي العام بسعة 500 سرير، كما أشرت سابقا، والبرج الطبي بمستشفى الملك فهد بسعة 100 سرير، ومستشفى المخواة العام بسعة 200 سرير، ومستشفى القرى بسعة 50 سريرا، بجانب 45 مركزا صحيا، ومركز للسكر ومركز للأسنان، وسيرتفع عدد الأسرة في المنطقة إلى 1800 سرير، وبمعدل 4.5 سرير لكل 1000 مواطن، وتزيد تكلفة هذه المشاريع على مليار وثلاثمائة مليون ريال، وتغطي جميع محافظات المنطقة بلا استثناء، ولكن لكل مشروع متأخر ظروفه التي قد ترتبط أحيانا بالاعتمادات المالية أو رفع طاقة بعضها، وهذا بالتأكيد سيؤخر التنفيذ، ولكنه لصالح المنشأة وخدماتها الرأسية والأفقية إلى جانب أن أجواء المنطقة خاصة في الشتاء قد تؤثر على العمل، ولكن دون الإخلال، ونحن نعمل جاهدين لمتابعة مشاريع المنطقة.

* ما مدى تطبيق قواعد اختيار الموظفين الإداريين وآلية تسديد الاحتياج؟

- الوظائف القيادية ووظائف مديري المستشفيات يتم اختيار عدد من المرشحين المؤهلين بعد الإعلان عنها، ويتم رفعها إلى لجنة بالوزارة لاختيار الأفضل، وعلى الرغم من إحساسي بأن هناك شحا في الكفاءات القيادية والإدارية والطبية في المنطقة، كما أن لدينا إدارة الموارد البشرية التي ترتبط بنا مباشرة تقوم بدراسة كاملة عن كل موظف يتم ترشيحه لأي وظيفة سواء إدارية أو فنية.

* هل يتلقى العاملون بالمنطقة تدريبات على إدارة العمل؟

- لدينا إدارة مختلفة بشؤون التدريب والتعليم الطبي والابتعاث منوط بها عمل خطة سنوية تشمل كل التخصصات الطبية والفنية والإدارية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، كالإدارة العامة للتدريب والابتعاث بالوزارة ومعهد الإدارة العامة وغيرها من معاهد التدريب الحكومية والخاصة وبمعرفة هيئة التخصصات الصحية السعودية، والمنطقة من أفضل المناطق في التدريب، حيث أقيم خلال 3 سنوات ما يزيد على 600 نشاط تدريس، بمعدل 200 نشاط لكل سنة في المنطقة، واعتمد لها ما يزيد على 1500 ساعة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وحصل مستشفى الملك فهد بالباحة على شهادة الاعتماد كمركز تدريس من قبل الأكاديمية الأميركية للتعليم الطبي المستمر، وقد استفاد منها أكثر 27 ألف موظف من داخل وخارج المنطقة، وهناك أيضا الكثير من المؤتمرات العالمية عقدت بالمنطقة في مستشفى الملك فهد وحضرها مشاركون من أوروبا وأميركا ومناطق مختلفة من العالم، وقد أشادوا بمستوى التنظيم والمستوى العالي لهذه المؤتمرات.

ويجرى حاليا إعداد خطة شاملة للتدريب الإداري والفني، يستهدف جميع الموظفين بالقطاع الصحي في المنطقة بالتركيز على موضوعين أساسين الأول: معالجة الحالات الطارئة بالمستشفيات والمراكز، والموضوع الثاني يتركز حول مهارات التواصل مع المرضى. ومن الطبيعي أن تكثف أعمال التدريب بالنسبة للمستجدين، لضمان سهولة اندماجهم مع بقية الكوادر وتكافل جهودهم لتقديم الخدمة الأفضل والأكمل.

* ما آلية التعاقد مع الأطباء الجدد، وهل ظهرت مخالفات أو تزوير، وكيف كانت الحلول؟

- آليات التعاقد مع الأطباء الجدد لها اشتراطات ثابتة ومحددة من قبل مقام وزارة الصحة، ممثلة في إدارة التعاقد، وتتم بعد استيفاء تلك الاشتراطات كاملة، وهناك لجان مختصة بهذا الشأن، ويتم اختيار أعضائها من قبل الوزارة، بحيث يجرى تدقيق الشهادات العلمية والعملية والسير الذاتية، وتجرى فحوص المقابلة الشخصية، واختبار الكفاءة بصورة دقيقة، ومن ثم تستكمل آليات القبول أو الرفض. أما بشأن ظهور مخالفات أو تزوير، فلله الحمد، لم تثبت لدينا مثل هذه الحالات عن متعاقدين تعاقدت معهم صحة الباحة حتى الآن.

* يقال إنكم تحولون بعض المرضى لإجراء الفحوص المخبرية في بنك الدم، وأن بعض الأدوية يشتريها المريض من خارج صيدلية المستشفى؟

- هذا إجراء طبيعي، أن تتم الاستفادة من كامل ما لدينا من إمكانات، والمختبر المركزي وبنك الدم جزء لا يتجزأ من منظومة العمل في صحة الباحة، وهو يضم عناصر ذات كفاءة وخبرة جيدة، وتتوافر لديهم إمكانات تجهيزية حديثة، ولا ضير في تحويل بعض المرضى المحتاجين إلى تحاليل طبية لإتمامها لديهم، أما بخصوص عدم توافر الأدوية وقيام المرضى بشرائها من خارج صيدلية المستشفى، فأود التأكيد، بشكل جازم، أن جميع الأدوية التي اعتمد تصنيفها من قبل الوزارة متوافرة ويتم صرفها في صيدلية المستشفى، ونحن معنيون بالأدوية التي توفرها لنا الوزارة.

* يشكو بعض المرضى من تعطل بعض الأجهزة، ومنها أجهزة الأشعة؟

- ما يتعلق بعمل أنواع الأشعة مقرونة بالأجهزة المتوافرة، فهذا الأمر قائم فعلا، وبالطبع هناك إمكانات لكل مستشفى، فمثلا مستشفى الملك فهد بالباحة تتوافر فيه كل الأشعة، لكونه مرجعية لكل المرافق الصحية بالمنطقة، سواء كانت مستشفيات أم مركز صحية، ولا توجد لدينا أجهزة أشعة معطلة مهملة.

ما أود التنويه بشأنه في هذا الصدد، أنه توجد فترات محدودة يتوقف خلالها العمل بجهاز ما لأعمال الصيانة الدورية اللازمة لتجديد كفاءة عمل الجهاز، وهذا أمر طبيعي، ويتم التغلب على أضرار التوقف بتنسيق فترة استقبال المراجعين للاستفادة منه، وتفعيل برنامج التحويل، علما بأن هناك بعض التحاليل الدقيقة جدا يتم عملها في مستشفيات متخصصة في الرياض وجدة والدمام، كما أن الدواء خط أحمر، وهذا ما صرح به وزير الصحة، حيث إن الوزارة تقوم بتحديث الدليل السنوي للدواء المعتمد سنويا، ويتم إدراج الجديد من هذه الأدوية ضمن هذا الدليل ويتم توفير جميع الأدوية عن طريق التموين الطبي، وفي حالة عدم توافرها في المنطقة يتم ذلك مباشرة عن طريق الشراء المباشر، وتم منح هذه الصلاحية للمساعد للتموين في المنطقة.

* ألا ترون أن وجود مستشفى للولادة في الباحة يخفف الضغط على مستشفى الملك فهد حاجته القائمة؟

- هناك ضرورة أكيدة لوجود مستشفى للولادة بمدينة الباحة، ليس فقط من أجل تخفيف الضغط على مستشفى الملك فهد بالباحة أو مستشفى الولادة والأطفال بمحافظة بلجرشي، بل نرى أهمية هذا الأمر لكونه مكملا أساسيا للاكتفاء الذاتي بجميع محافظات المنطقة، ولذا فالأمل لدينا موجود في تحقيق هذا الطموح في المستقبل غير البعيد إن شاء الله، حيث تم الرفع بالطلب لمقام الوزارة.

* ما مدى صحة التعامل بمكيالين مع المنومين في الخدمات الفندقية والعلاجية؟

- لدينا مكيال واحد، وهو أننا مهتمون بخدمة المريض وراحته وبذل غاية المستطاع والممكن من أجل شفائه وسعادته بعون الله، والخدمات الفندقية لا تغني أبدا عن الحاجة الماسة إلى التعامل باحترام وإبداء مشاعر المواساة للمريض، إضافة إلى خدمته علاجيا، أما إن كان القصد ما هو مخصص لكبار المسؤولين والشخصيات الاعتبارية في المجتمع فهذا عرف معمول به في جميع أرجاء الوطن.

* هل أسهم المستشفى بمجال البحوث في علاج الأمراض المتوطنة؟ ومكافحتها قبل وقوعها وانتشارها؟

- الأمراض المتوطنة في منطقة الباحة تعتبر نادرة الحدوث، حيث قلة نسبة الإصابة بها في الخمسة الأعوام الأخيرة، وذلك من خلال نتائج الفحوصات والإحصاءات التي تمت خلال تلك الأعوام، كما أن لدينا إدارة تعنى بمكافحة الأمراض المتوطنة «إدارة مكافحة الأمراض المتوطنة» (ملاريا - بلهارسيا – لشمانيا) تعمل على مدار العام لمتابعة ما يستجد والقيام بكل ما من شأنه التوجيه والإرشاد والوقاية.