انتقلت أعمال الإغاثة والمساعدة لإنقاذ المحتجزين نتيجة الأمطار، من جدة إلي محافظة الليث ( 180 كم جنوب جدة)، حيث تباشر فرق الدفاع المدني المدعومة بالمروحيات، والتي رصدتها «الشرق الأوسط» جويا، البحث عن خمسة مفقودين تم العثور على اثنين منهم متوفين في أحد الأودية، بينما تواصل فرق البحث الأرضية البحث عن الآخرين بين الأودية والغابات وعن كثب.
وأوضح الرائد عبد الله العمري، المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، أن طائرة إنقاذ عمودية تابعة للدفاع المدني، باشرت أعمال البحث في أودية الروضة وغميقة وعيار وسلبة، وتمكنت من العثور على جثتين من مفقودي وادي الروضة.
وأضاف العمري: «تم على مدار الأربع ساعات تناول أعمال المسح لجميع قرى الليث وأوديتها، وتبين أن جريان الأودية أثر على الخطوط الرئيسة»، مشيرا إلى أن فرق البحث الأرضية تقوم بدورها في البحث عن المفقودين في الأودية والغابات.
وبين المتحدث الرسمي للدفاع المدني أن فرق الإنقاذ تعاملت مع 40 حالة إنقاذ محتجزين في مناطق جريان السيول والأمطار، مؤكدا أن جميع تلك الحالات بصحة جيدة، وأن الأعمال التوعوية بمخاطر السيول تواجدت بشكل مكثف.
ومن جهته، أوضح اللواء عادل الزمزمي، مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، أن فرق البحث تواصل منذ فجر البارحة عملات البحث والإنقاذ عن أربعة أشخاص في محافظة الليث التي تأثرت بأمطار هطلت عليها ليلة البارحة وتسببت في قطع الطريق الفاصلة بين محافظة الليث ومركز غميقة القريب، مشيرا إلى مشاركة 3 مروحيات ونحو 15 قارب إنقاذ في عمليات البحث أمس.
في وقت، قال فيه الهلال الأحمر السعودي على لسان علي الغامدي الناطق باسمه، إن 14 فرقة إسعافية شاركت في الإنقاذ منها 6 فرق ميدانية ومروحتان، وتلقى الهلال الأحمر 91 بلاغا و25 حادثة مرورية و41 حالة مرضية، وانهيار مبنى في حي الصواعد، و24 بلاغا طارئا آخر، وتم نقل 26 حالة حوادث و17 حالة مرضية، على الرغم من المعوقات التي واجهتها الفرق بسبب تجمعات المياه، بينما كشف الدفاع المدني عن نقل 240 شخصا من حي أم الخير شرق جدة، منهم 12 حالة تم نقلها بواسطة المروحيات.
وأعلن من جهته العميد عبد الله الجداوي، مدير الدفاع المدني بمحافظة جدة، نقل كافة المحتجزين بحي أم الخير من مواقعهم إلى مواقع أكثر أمانا، دون تسجيل أي وفيات أو حوادث غير طبيعة، منها 12 حالة تم نقلهم بالمروحيات، وأن لجنة الإسكان تقوم بعملها وتقديم المعونة لكافة المتضررين.
وقال الجداوي إن فرق المسح تقوم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمسح ميداني على كافة مواقع المدارس، للتأكد من سلامتها وسهولة الوصول إليها، استعدادا ليوم دراسي جديد، وسيتم إبلاغ الوزارة بأي ملاحظات لتلك على المدارس، مما يشكل خطرا على سلامة الطلاب.
وهنا، أكد عبد الله الثقفي، مدير عام التربية والتعليم بجدة، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، بعد زيارة ميدانية قام بها لمدارس شرق جدة، أن جميع المدارس آمنة ولم تسجل عليها أي تلفيات، سوى بعض التلفيات البسيطة في بعض المدارس والطرق المؤدية إليها شرق جدة، والتي يتم الآن معالجتها بمشاركة الدفاع المدني وأمانة جدة، وستكون جاهزة لاستقبال الطلاب.
وأفصح الثقفي عن أن لدى إدارته خطة طوارئ والتصرف لحظة وقوع أي عارض بالتعاون مع مديري المدارس، ترتكز على الأخذ بسلامة الطلاب في المقام الأول، وتأخذ في الاعتبار أن طلاب المدارس هم مسؤولية مديريها، وتمنع المدارس من إخراج الطلاب من المدرسة إلا بموافقة أولياء أمورهم، وفي حالة ضمان سلامة وصولهم إلى منازلهم.
وكشف الثقفي عن تسجيل مخالفات من هذا النوع على بعض مديري المدارس الأربعاء الماضي، وتحويلهم إلى التحقيق حول إخراجهم الطلاب أوقات هطول الأمطار، إلا أنه استدرك القول بأنها محدودة جدا ولا تتجاوز مدرستين.
ومن جانبها، أعلنت أمانة جدة تجنيد نحو 600 فرد و95 سيارة للقيام بعمليات المكافحة والرش عن طريق الرش بواسطة عمليات «الضغط العالي» و«الرذاذ» و«الضباب» لكافة المواقع وتجمعات المياه في محافظة جدة، تم توزيعها - بحسب المركز الإعلامي لـ«الشرق الأوسط» - بواقع 42 سيارة شمال جدة، و48 شرقها، و14 سيارة في وسط جدة، إضافة إلى 12 سيارة جنوبها، وتم وضع فرق طوارئ في كافة البلديات الفرعية لمتابعة أي بلاغات مباشرة.
من جانبه، وعد الدكتور هاني أبو راس، أمين جدة، ميدانيا سكان حي أم الخير بحل مشكلتهم مع الأمطار، التي تتكرر سنويا، وذلك بحسب المركز الإعلامي، الذي أكدد أن أمانة محافظة جدة تعاملت مع عدد من مواقع تجمعات مياه الأمطار الحرجة وعلى رأسها مخطط أم الخير، وقويزة، ونفق الملك عبد الله، فضلا عن التعامل مع تجمعات مياه الأمطار في شمال جدة.
وأوضحت في بيان لها عن مخطط أم الخير أنه تم فتح عبارات السيول وتم التخلص من المياه المتجمعة والتي أزعجت الأهالي خلال ساعتين، وفي قويزة تم فتح المصرف الرئيسي الذي قام بسحب كمية كبيرة من المياه ويجري حاليا شفط تجمعات المياه من المواقع الرئيسية، وفي نفق الملك عبد الله أدت كميات مياه الأمطار المنقولة إلى داخل النفق إلى ارتفاع مستوى المياه ورادات عن طاقة مضخات التصريف، مما دعا الأمانة إلى عمل عقم أعلى النفق حتى لا تنساب كميات كبيرة من المياه إلى النفق، وبالفعل تمكنت المضخات الموجودة في النفق من شفط تجمعات المياه وعاد الأمر إلى طبيعته.
وأشار المركز إلى أن وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول، باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الأمطار، مضيفا أنه تم الاستعانة بالوايتات، حيث تواجدت أكثر من 35 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية، وأكثر من 60 ناقلة من صهاريج الأهالي، بالإضافة إلى 25 ناقلة تابعة لشركات النظافة بخلاق المكانس والمضخات، حيث جرى توفير 40 مضخة، فضلا عن 6 شيولات، كما جرى توزيع المعدات المناطق التي تم حصرها.
إلى ذلك، توقعت الرئاسة العامة والأرصاد انخفاضا في درجات الحرارة على مناطق شمال المملكة، تمتد حتى الأجزاء الشمالية من وسط وغرب المملكة، يصحب ذلك نشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية خلال النهار.
وقالت الأرصاد في تقريرها اليومي إن نسبة الرطوبة تزداد خلال ساعات الليل المتأخر والصباح الباكر على تلك المناطق، تؤدي إلى تكون الضباب. وتظهر تشكيلات من السحب على مناطق شرق المملكة، والفرصة مهيأة لتكون خلايا رعدية ممطرة على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، تشمل مرتفعات عسير والباحة والطائف ولا يستبعد تكون الضباب في ساعات الليل المتأخرة والصباح الباكر على المرتفعات.
وحذرت من جهتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، على لسان محمد بن عبد الله العمري المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، أصحاب الشقق السكنية والفنادق من رفع الأسعار خلال موسم الأمطار التي تعرضت لها جدة ومكة.
وأكد العمري أن أقصى العقوبات ستتخذ بحق من يستغل هذه الظروف من قبل موظفي إدارة هذه الوحدات السكنية المفروشة والفنادق، ولن يقبل أي عذر للمالك لهذه الوحدات فيما لو حدثت مخالفة من موظفيه.
وقال: «ونؤكد أهمية أن يقوم المواطن أو المقيم بإبلاغ مكتب الهيئة العامة للسياحة والآثار بجدة، ولا نحتاج فقط إلا إلى ذكر ما تعرض له مع تحديد اسم المنشأة وموقعها والسعر الذي قدموه له، مع ذكر اسمه ووسيلة الاتصال به، مع العلم أنه سيتم اتخاذ الإجراء الفوري للمخالف والرفع به لمقام إمارة المنطقة ومحافظة جدة».