على خلفية الأمطار.. الليث تغلق ملف المفقودين بالعثور على 4 متوفين وناجٍ واحد

أمانة جدة تواصل تعقيم التجمعات المائية خشية توالد البعوض الناقل لحمى الضنك

الأمطار التي هطلت على جدة نهاية الأسبوع الماضي خلفت تجمعات مائية من الممكن أن تتحول إلى بؤر لتكاثر البعوض (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

أغلقت محافظة الليث ملف البحث عن مفقودين من مياه الأمطار والسيول التي اجتاحت المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث عثرت فرق البحث والإنقاذ الأرضية التابعة للدفاع المدني أمس على 4 ممن أعلن عن فقدانهم في وقت سابق، من أصل 5 مفقودين، وقد فارقوا الحياة في مياه الأمطار، التي اجتاحت الليث، بعد أن جرفتهم السيول إلى أودية بعيدة, في حين وجد آخرهم على قيد الحياة في منطقة وادي سلبة ويتمتع بصحة جيدة.

وأنهت إدارة الدفاع المدني بمحافظة الليث عمليات البحث والتحري عن مفقودين، بعد العثور على المفقود الأخير صباح أمس السبت، في عمليات بحث شارك بها قرابة 30 كشافا ممن شاركوا في أعمال البحث والتحري، إلى جانب قوات البحث والتحري التابعة للدفاع المدني.

وأكد الرائد عبد الله العمري الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، العثور على جثتين بعد 24 ساعة من عمليات البحث في وادي الرويضة، بينما تم العثور على جثتين أخريين بعد 36 ساعة من البحث والتحري، بواسطة فرق البحث الأرضية، عقب أن جرفت السيول مركبتهم إلى قاع الوادي ودفعت الجثث إلى مناطق بعيدة.

الرائد العمري أشار إلى العثور على المفقود الخامس في منطقة وادي سلبة على قيد الحياة، بعد أن أحاطت به مياه السيول، وتم نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، وينعم بصحة جيدة، وفقا للرائد العمري.

وتجرى على قدم وساق أعمال فرق المكافحة، وكذلك العمالة الميدانية وفرق المكافحة المنزلية، حيث يبلغ مجموع العاملين في برنامج المكافحة نحو 600 موظف وعامل، تم توزيعهم على مختلف المواقع المستهدفة.

وتجرى أعمال الرش خلال الفترتين الصباحية والمسائية، عبر توزيع 42 سيارة رش شمال جدة، و28 سيارة شرق جدة، فضلا عن 14 سيارة وسط المدينة، و12 سيارة أخرى في الجنوب، جميعها للقيام بأعمال رش مواقع تجمعات مياه الأمطار، مستخدمة في ذلك مبيدات مكافحة آفات الصحة العامة.

وأكد المركز الإعلامي التابع لأمانة جدة، أن إدارة الطوارئ والأزمات، ممثلة في الإدارة العامة للمكافحة الحشرية والوقاية الصحية، تتولى أعمال الرش والمعالجة لمواقع تجمعات المياه؛ حيث تسير أعمال المكافحة وفق الخطة التي تقضي بسرعة رش ومعالجة أي تجمع مائي، تجنبا لتوالد وتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك.

وفي السياق ذاته، أكد العقيد تركي علوان الحارثي، مدير إدارة الدفاع المدني، صباح أمس السبت على رفع عمليات البحث عن أي مفقود، في أعقاب العثور على المفقود الأخير في عمليات البحث والتحري. وقال العقيد الحارثي «منذ يوم الخميس الماضي تم استخدام دوريات راجلة ومتحركة واستخدام الطيران العمودي في عمليات البحث الأخيرة، للبحث عن المفقودين، وعثرنا خلال اليومين الماضين إلى يوم السبت على 4 متوفين سعوديين، وأحد الوافدين على قيد الحياة من الجنسية البنغالية، وهو بصحة جيدة».

وبالعودة للرائد العمري فيما يخص حي أم الخير في جدة، أكد العمري أن الفرق الميدانية بمساعدة الأمانة قامت بتجفيف المياه من الحي بشكل كامل، وعاد معظم سكان الحي إلى منازلهم، خصوصا سكان الأدوار العلوية في الحي ذاته.

وهنا أكد المهندس هشام عابدين، رئيس العمليات الميدانية بأمانة محافظة جدة، أن الأمانة تواصل جهودها المكثفة لإزالة الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار التي هطلت على مدينة جدة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، من خلال الفرق الميدانية الموجودة في عدد من الأحياء ومنها الجامعة، جدة الجديدة، الفيصلية.

وأشار عابدين إلى أن الأمانة انتهت من شفط تجمعات المياه من الشوارع الرئيسية، أمام الجهات الحكومية، والمساجد، فيما يجرى العمل على شفط تجمعات المياه من الشوارع الجانبية، والساحات وإعادة تنظيفها. وأفاد المهندس عابدين أن وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول، قامت بفتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الأمطار، واستعانت بمركبات نقل المياه الكبيرة، حيث تم نزول 200 وايت ماء إلى الشوارع الفرعية والجانبية، فضلا عن تشغيل 100 مضخة، وقيام 1000 عامل بأعمال النظافة داخل الأماكن المحددة، بالإضافة إلى وجود الناقلات التابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية. وفي السياق ذاته أحصى المركز الإعلامي بالأمانة، أن غرفة عمليات الأمانة استقبلت من بلاغات منذ الأربعاء الماضي وحتى ظهر أمس السبت، ما فاق نحو 1242 بلاغا، تركز نحو 95 في المائة منها حول المطالبة بإزالة المياه المتجمعة والقيام بأعمال الرش تفاديا للإصابة بحمى الضنك ومنع انتشار المرض.

وأكد المركز أن فرق المكافحة الحشرية التابعة للأمانة تواصل أعمالها في رش مواقع تجمعات مياه الأمطار، حيث تم التركيز على شمال وشرق جدة، بالإضافة إلى توزيع ما يزيد على 80 سيارة رش في مختلف أنحاء المدينة، فضلا عن 4 سيارات رش لكل بلدية فرعية، والبالغ عددها 12 بلدية، كفرق طوارئ تعمل في أي وقت، حسب بلاغات الطوارئ.

وجدد المركز الإعلامي التأكيد على أن الخطة الموضوعة من قبل الأمانة يجرى تنفيذها بمنتهى الدقة، وتتضمن هذه الخطة تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية خلال تلك الفترة.

إلى ذلك، توقعت الأرصاد السعودية أن تبقى درجات الحرارة تميل إلى البرودة خلال النهار، على معظم مناطق المملكة، وباردة خلال ساعات الليل، في حين تنشط الرياح السطحية على مناطق شرق المملكة، وعلى الأجزاء الغربية من وسط المملكة مثيرة للأتربة والغبار، وتحد من مدى الرؤية الأفقية، كما تظهر السحب المنخفضة والمتوسطة على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية في فترة ما بعد الظهيرة، وتظل الرؤية الأفقية غير جيدة بسبب الأتربة المثارة والعوالق الترابية على مناطق شرق ووسط.