المدينة المنورة: الأمانة تحول ليل 8 كلم في جبل أحد إلى نهار

بهدف رسم الموروث التاريخي بطريقة تعريفية جديدة ومبتكرة عبر مشروع قيمته 9 ملايين ريال

TT

لأول مرة، يضيء جبل أحد في المدينة المنورة ليلا، وذلك من خلال مشروع تهدف السعودية من خلاله إلى رسم الموروث التاريخي بطريقة تعريفية جديدة ومبتكرة، إذ يتمكن الزوار من رسم خطوط المعركة الشهيرة في هجيع الليل، بعد أن كانت الرحلات التعريفية تقتصر على النهار فقط.

أكثر من 8 كلم ستتلألأ منيرة مسلك الطريق إلى جبل أحد التاريخي، حيث روعي أن تكون جوانب الارتفاع 16 مترا، والكفيلة بدورها إلى إعادة ملامح الوهج التاريخي، والذي يعبر عن مشاهد المعركة العظيمة على ثنايا الجبل التاريخي، طرف المدينة المنورة التي تتميز بوقوعها وسط سلسلة من الجبال، تشبه إحاطة السوار بالمعصم، يشهد الكثير منها بأحداث منذ فجر الإسلام، من أشهرها جبل أحد، وجبل الرماة وجبل سلع.

ويعد جبل أحد أشهر المواقع في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، فأرضه شهدت غزوة أحد التي تعد أبرز الملاحم الفاصلة في بداية انتشار الإسلام وهجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل عينين، الذي يبعد عنه كيلومترا واحدا تقريبا، ويسمى أيضا جبل الرماة. يأتي ذلك في وقت شرعت فيه أمانة المدينة المنورة بالتشغيل التجريبي للجبل من المنطقة الجنوبية عند منطقة «حديقة سيد الشهداء»، والتي كان إجمالي مساحة المشروع لها بطول 8 كلم، بداية من تقاطع طريق الملك عبد الله بن عبد العزيز، مع طريق المطار، أسفل سفح الجبل، وحتى طريق الأمير نايف بن عبد العزيز (طريق الجامعات) حيث وقع العقد مع إحدى الشركات المحلية بداية العام الماضي بقيمة إجمالية بلغت 8.91 مليون ريال بمدة 24 شهرا تبقى منها نحو 13 شهرا لإكمال تنفيذ باقي المشروع.

وأوضح المهندس عبد العزيز ناجي مدير الإدارة العامة للصيانة والتشغيل بأمانة منطقة المدينة المنورة، أن أعمدة الإنارة روعي فيها الارتفاع حيث تكون بارتفاع 16 مترا، إضافة إلى فوانيس خاصة ذات زوايا إضاءة جمالية بقوة 2000 وات من نوع «ميتالهاليد». أضاف: «إنها دعمت بمحطة إنارة وكابلات للإنارة».

يشار إلى أن تسمية أحد بهذا الاسم تحتمل عدة روايات، منها دلالة على تميز الجبل عن غيره لتوحده وانقطاعه عن غيره من الجبال الأخرى، فهو يظهر كأنه قطعة واحدة غير مجزأة أو متصلة بأي جبال، وقيل في تسميته بأحد نسبة إلى رجل من العمالقة كان يسمى أحدا أقام بجواره فسمي الجبل باسمه.

، وكما هو معروف فإن العمالقة هم أقدم الأمم التي سكنت المدينة - يثرب آنذاك - فهم أول من زرع وحفر وبنى الآطام في المدينة وترجح الروايات التاريخية أن منطقة العيون الخصبة بمياهها كانت سكنى العماليق الذين سكنوا يثرب القديمة، وهم من نسل بنوعملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وأول من زرع واتخذ بها النخيل وعمر بها الدور والآطام واتخذوا بها الضياع.