أبها: أكاديمي يطالب المنابر بكشف أساليب التغرير بالمجتمع

قال إن الشعائر التعبدية لا تكتمل إلا بالأمن

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد أثناء المحاضرة
TT

دعا أكاديمي سعودي إلى محاربة الفكر المنحرف بالتحلي بالصبر، حيال معالجة الآثار النابعة عن الفكر المنحرف في السعودية، والاهتمام بالشباب والفتيان، وتنويرهم بمناهج المفسدين الذين يغررون بهم.

وطالب الدكتور علي الألمعي وهو عضو هيئة تدريس في جامعة الملك خالد بأبها، الخطباء والأئمة والدعاة السعوديون إلى تنوير المجتمع بالأساليب التي ينتهجها المفسدون للتغرير بالشبان والفتيات، وتبيان ضررهم الذي وصفه بـ«المدمر».

يأتي ذلك في وقت توصلت فيه أبحاث أجراها زميله الدكتور رشيد حسن الألمعي عضو هيئة تدريس في جامعة الملك خالد بأبها، إلى رصد 3250 شخصا من عينة الدراسة، صنفهم البحث بـ«مصابين بالانحراف الفكري»، وربط حديثه بأن الشعائر التعبدية تكتمل بالأمن.

وساق الدكتور رشيد الألمعي خلال محاضرة علمية نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمحافظة رجال ألمع مساء أول من أمس، عنونت بـ«الأمن الفكري..المسؤولية الشرعية»، جملة أنواع للأمن مستشهدا بالأمن المائي والأمن الغذائي وأمن الأرواح، بيد أنه جعل في مقدمتها «الأمن في العقائد». معللا «ينتج عن فقدانه - أي الفكري - خسارة عظيمة في الدنيا والآخرة، إذ تعد الحاجة إلى هذا النوع من الأمن أهم من حاجتنا إلى الأنواع الأخرى.. لأنه مرتبط بعقيدة الإنسان».

من جانبه، طالب الدكتور علي الألمعي الذي شارك الدكتور رشيد في الحديث عن الأمن الفكري، بضرورة التحلي بالصبر والحكمة والحذر من آثار الفكر المنحرف على المجتمع ومقدراته ومكتسباته، مشددا على حاجة المجتمع إلى التصدي لهذا الفكر الضال.

وقال: «إن الأمن الفكري مرتبط بالنفس، والذي يسبب هذه الأعمال الإجرامية هو انحراف في الفكر أدى إلى انحراف في السلوك»، وضرب أمثلة لدعاة الفكر الضال بـ«دعاة الفساد، الرذيلة، وجميع أصحاب المفاهيم الخاطئة».

كما تطرق الدكتور علي الألمعي إلى معنى الأمن الفكري وأهميته للعقل البشري والأسباب المعينة على تحقيقه، ومنها بحسب ما ذكره الإيمان والتوحيد والعلم النافع، والعمل الصالح، ولزوم الجماعة ومعرفة قدر الإمامة وطاعة ولي الأمر، والحذر من مواطن الفتن، وبين أن الشريعة الإسلامية جاءت برعاية الضرورات الخمس والمحافظة عليها وهي: الدين والنفس والعقل والمال والنسل، فلا حياة للناس ولا استقرار إلا بهذه الخمس فإذا سلمت من الشرور والآفات سعد الناس وأمنوا في حياتهم.

يشار إلى أن «كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري» أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق، عن شروعه في المراحل الأخيرة من مشروع الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري، حيث دأب الكرسي منذ عام 2008 في دراسة الفكر الذي يهدد سلامة المجتمع السعودي واستقراره، من خلال القيام بأنشطة علمية مختلفة تتمحور حول عناصر تعزيز الأمن الفكري في البلاد.