تجمع أكاديمي ينجح في إبرام حزمة اتفاقيات بين جامعات سعودية والسوربون الفرنسية

شهدته وزارة التعليم العالي أمس

TT

التأم في العاصمة السعودية الرياض صباح أمس، عدد من أبرز الجامعات السعودية للاستفادة من التجارب في الجامعات العالمية، ليتطابق مع رؤية البلاد، التي تسعى لإشراك وخلق شراكة علمية أكاديمية بين الجامعات العالمية، ونظيرتها المحلية في السعودية.

وأبرم في مقر وزارة التعليم العالي في الرياض أمس، عدد من الاتفاقيات بين عدد من الجامعات السعودية وجامعة السوربون الفرنسية، تماشيا مع رؤية الدولة الساعية لإيجاد أرضية للحوار مع كافة الحضارات، الذي تبنته السعودية خلال الأعوام الماضية.

ووقعت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مع جامعة السوربون، كرسي حوار الحضارات، ومثلها الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والبروفسور جان كلود كوليار، رئيس جامعة السوربون، إضافة إلى كرسي أخلاقيات وضوابط التمويل بين جامعة الملك عبد العزيز وجامعة السوربون، الذي مول من قبل رجل الأعمال السعودي محمد العمودي، إضافة إلى توقيع جامعة حائل مع جامعة السوربون لتبادل الخبرات مع أعضاء هيئة التدريس مع الجامعة.

وقال الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي، إن هذا التوجه يمتد إلى ما تسعى إليه القيادة لدعم الحوار، وزاد أن «الجامعات السعودية تسعى إلى القيام بدورها في هذا الاتجاه، وهناك عدد من الأنشطة بين الجامعات السعودية والعالمية، وما تلك المذكرات والتفاهم والاتفاقيات إلا دليل على جني أول الثمار تلك الشراكة».

وأفصح البروفسور جان كلود كوليار، رئيس جامعة السوربون الفرنسية، عن أن «هناك اتجاه قوي مع عدد كبير من الجامعات السعودية، واليوم توقع جامعتنا 4 اتفاقيات، وتلك الاتفاقيات تجعل هناك باكورة عمل لعمل شراكات في المستقبل».

وقال في هذا الصدد الدكتور سليمان أبا الخيل، إن العمل في اتجاه حوار الحضارات مطلب مهم وضروري، حتى يكون هناك تفعيل لحوار الحضارات الذي تتبناه الدولة، وقال هنا أبا الخيل إن «تبادل الثقافات دعت وبادرت له القيادة، كما أن الجامعة خطت أدوار مهمة في هذا الاتجاه»، مضيفا أن جامعته دشنت في وقت سابق مركزا دوليا لدعم حوار الحضارات، وهو مركز الملك عبد الله للدراسات الإسلامية وحوار الحضارات.

وأضاف الدكتور أبا الخيل أنه خلال وقت سابق، عقد الكثير من المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية، التي تدعم هذا التوجه، وقال في هذا الصدد إن «الجامعة بحكم خبرتها، وإمكاناتها العلمية والأكاديمية، ستحقق أشواطا بعيدة من خلال تلك الشراكة مع جامعة السوربون، والذي مول من قبل الشيخ عبد الله بقشان»، وستعمل الجامعة من خلال وحداتها لإيجاد كل وسيلة وطريق وأسلوب ومنهج يفعل حوار الحضارات، وتبادل الثقافات ويجعله واقعا ملموسا بين كافة شرائح المجتمع.

وأبان أبا الخيل أن أبرز ملامح الاتفاقية مع جامعة السوربون، يتجه إلى التأصيل والتأطير لحوار الحضارات، ونشره، وجعله واقعا ملموسا.

وأوضح الدكتور سليمان أبا الخيل في موضوع منفصل، أن مدينة الملك عبد الله للطالبات سيبدأ العمل بها مع بداية الفصل الدراسي الثاني، وقال: «سيكون الانتقال إليها تدريجيا، ومن المعلوم أن هذه المدينة لها ميزات، أبرزها، أنها أنشئت على أحدث المعايير، وجعل المرأة السعودية تستفيد من مقتنيات الجامعة، وتتفاعل مع تقنيات العصر الحديث، دون الخروج عن إطار رسالة الجامعة وأهدافها»، كما أن الجامعة تستوعب أكثر من 40 ألف طالبة، مما سيجعلها تؤدي دورها بالشكل المطلوب منها.

وقال الدكتور أحمد السيف، مدير جامعة حائل، إن تلك الاتفاقية تأتي في إطار تبادل الخبرات مع أعضاء هيئة التدريس، وإن تلك الاتفاقية تأتي لتضع اللمسات الأخيرة للاتفاقية التي وقعت أثناء زيارة وزير التعليم العالي لفرنسا في وقت لاحق، وقال إن «تلك الاتفاقية تضع كافة الخطوات التنفيذية، ومن ضمنها تدريب طلاب كلية السياحة والآثار بجامعة السوربون، ودعم البحث العلمي»، محددا مدة الاتفاقية بثلاث سنوات.

وأضاف السيف أن منطقة حائل يقام مشاريع بها بما مقداره 3 مليارات ريال، وأن هناك مبنى كلية العلوم وكلية المجتمع، انتهى العمل منه، إضافة إلى الانتهاء من سكن الطلاب، ويجري العمل على مبنى مستشفى الجامعي، وكلية الحاسب الآلي. وقدر السيف الطاقة الاستيعابية للمستشفى الجامعي في حائل بـ800 سرير.

إلى ذلك، أقامت وزارة التعليم العالي معرض الفن التشكيلي السعودي، يضم في جنباته ما يربو على 250 عملا فنيا لنخبة من الفنانين والفنانات ويمثلون عددا من المدارس الفنية المتنوعة، من بينها المدرسة الواقعية والانطباعية والتعبيرية والتجريدية، كما يحوي المعرض عددا من أعمال النحت.

ويستمر المعرض لمدة أربعة أيام، يشارك فيه 75 فنانا من كافة مناطق البلاد، مما يبرز التنوع الثقافي والفكري لهذه البلاد، ويفتح أبوابه للزوار طلية أيام العرض التي تستمر إلى يوم الخميس المقبل.